أرشيف التصنيف: Art

Waltz With Bashir

إستمعت قبل أسابيع بالإذاعة البريطانية بينما كنت بالسيارة للقاء مع مخرج سينمائي كان يتحدث عن فلمه الجديد ، ما شدني في بداية الأمر هو اللكنة التي كان يتحدث بها.. ظننت بالبداية إنه عربي.. خاصة و أني التقطت كلمات مثل لبنان و إسرائيل و صبرا و شاتيلا ، إكتشفت لاحقا أنه كان يتحدث عن فلم يتناول قضية الحرب اللبنانية الأولى 1982 و بالذات عن مذبحة صبرا و شاتيلا ، لم أفهم من هو منتج الفلم أو مخرجه..و فكل ما التقطته هو اسم الفلم (أو هكذا اعتقدت) .. و الذي نسيته أصلا قبل أن أصل للبيت ، انتهت السالفة عند هذا الحد.. إلى أن قرأت قبل أسبوعين تقريبا على موقع مجلة التايم تقريرا مصورا يتحدث عن الأفلام الكارتونية التي تصلح للكبار….و إذا بآخر فلم منها هو نفس الفلم الذي لم أستطع تثبيت اسمه…..و نعم.. كان كارتونيا 🙂

اسم الفلم هو Waltz With Bashir ، نظرا لأنه فلم مهرجانات و ليس فيلما تجاريا وجدت صعوبة في إيجاد دار سينما تعرضه ، و لكن قبل أيام وجدت إنه يعرض بسينما قريبة منا و ذلك لمدة يومين فقط! بالطبع لم أفوت الفرصه و اتجهت فورا لمشاهدته.

بصريا.. الفلم رائع ، يجمع بين الرسوم المتحركة الثنائية و ثلاثية الابعاد و أسلوب الرسم و التحريك فيه نوع من الواقعية ذكرتني بفلم A Scanner Darkly ، صورت مشاهد الأكشن فيه بطريقة تضاهي أي فلم كارتوني غربي.. و إن كانت واقعية تلك المشاهد و ما تجسده من حوادث حقيقية تجعل من هذا الأمر أقرب للإيلام من الإثارة! و هنا أمر يميز هذا الفلم… يعني اعتدنا في أفلام الأكشن الكرتونية أن نتحمس عن اشتداد القتال مثلا.. و لكن هنا لا مجال للحماس و ذلك لإداركنا بأن ما نشاهده ليس أمرا خياليا بالكامل… بل مبني على حقائق واقعية!

الفلم لم يقدم شيئا جديدا تاريخيا ، فهو يتحدث عن أحداث حصلت بالواقع منذ 26 عاما و جميعنا سمعنا أو قرأنا عنها ، الجديد بالفلم هو طريقة عرض ذلك التاريخ ، فبطل الفلم هو جندي إسرائيلي فقد ذاكرته المتعلقة بأحداث الحرب بسبب الصدمة العاطفية التي تعرض لها خلال الحرب ، يصور لنا الفلم رحلته في تذكر تلك الاحداث عن طريق أحاديثه و لقاءاته مع زملاءه الذين كانو بدورهم -على العكس منه- يحاولون محي تلك الأيام من ذاكرتهم ، ما أيقظ رغبته في تذكر تلك الاحداث هو حلم متكرر كان يراوده… فنشاهد طوال الفلم ذلك الحلم و هو يمتد و ينحل تدريجيا حتى نهاية الفلم عندما يتحول إلى واقع.

ما أتذكره من كلام مخرج الفلم -وهو إسرائيلي- هو أن الفلم استقبل في إسرائيل بشكل إيجابي جدا ، فصحيح أن الفلم لا ينكر تورط “بعض قادة” الجيش الاسرائيلي في مذبحة صبرا و شاتيلا إلا أنه يظهر و يركز على الموقف الإسرائيلي المنكر للمجزرة و المتبرأ من الحرب ككل ، بمعنى آخر كأنه يقول “إحنا مالنا شغل… اللبنانيين المسيحيين اذبحوا الفلسطينيين المسلمين.. الله يغربل ابليسهم!” ، الفلم -كما ذكر المخرج- كان يستقبل من قبل السفارات الإسرائيلية في الخارج استقبالا احتفاليا… و يدفع دفعا للمشاركة بأي مهرجان أو مناسبة… و لهم الحق في ذلك.

الشيء الجميل -و الذكي- في فلم هو أنه كان يمسك العصى من المنتصف ، يعني هو لم يصور الجندي الإسرائيلي بإنه البطل المغوار… و لا الشريف العفيف ، بل كان تصويره له واقعيا ، فقدم الجندي الجبان.. و الجندي المتعصب.. و الجندي الغبي ، بمعنى آخر…و باختصار.. قدم شيئا لم و لن نشاهده بالأفلام العربية التي تتناول هذا النوع من القضايا! كذلك طرح الفلم نوعا من التعاطف مع الشعب الفلسطيني و العربي ، نعم نحن نفهم بأن هذا التعاطف مصطنع و أنه في أغلب الأحيان شيء غير واقعي.. بدليل نتائج انتخاباتهم و ما نشاهده يوميا في نشرات الاخبار ، و لكن الأمر مختلف بالنسبة للمشاهد الاجنبي .. فما سيراه و يتأثر فيه هذا المشاهد هو الجانب العاطفي الذي قدم له بجرعة مركزة ، و بصراحة… لولا اطلاعي البسيط على على تاريخ المنطقة في تلك الفترة لأثر فيني أنا أيضا! أو هو بالفعل أثر فيني بعد خروجي من دار العرض مباشرة..و احتجت لبضعة أيام حتى أستطيع العودة لصوابي و كتابة هذا الموضوع بتعقل.

الفلم جميل و يستحق المشاهدة ، نعم هو مأساوي و يجلب الهم قليلا…و لكنه بنفس الوقت ممتع و مثير ، أنصح بمشاهدته لمن يستطيع الحصول عليه… مع تذكر أنه للكبار فقط 🙂 ، دائما ما أقول… معلوماتنا التاريخية يجب أن تأخذ من الكتب لا الأفلام ، و لكن أستطيع القول بأن الأحداث التاريخية بالفلم لا بأس في دقتها ، فهي مبسطة (قد يكون أكثر من اللازم) و مباشرة فمن الممكن أن نشاهده بأمان قبل أو بعد أن نقرأ عن التاريخ قليلا.

————-

تحديث :

– لقاء مع مخرج العمل آري فولمان يتحدث فيه عن الطريقة التي تم فيها إنتاج العمل :

http://www.studiodaily.com/filmandvideo/technique/how/10305.html

– الجدير بالذكر أن الرسوم المتحركة تمت باستخدام برنامج “فلاش” ، و هذا أمر غريب لأن هذا البرنامج يستخدم عادة لإنتاج الرسوم المتحركة على الانترنت و ليس للسينما أو التلفزيون ، و لكن المخرج لجأ لهذه الطريقة توفيرا للمصاريف.

– سيتم طباعة قصة مصورة (Graphic Novel) مستوحاة من الفلم و إصدارها في الولايات المتحدة شهر يناير المقبل.

وراء الصورة: في زحمة الناس

نعرض في هذه الزاوية صورة لأحد المصورين و نقوم بتحليلها و النظر لما هو أبعد مما تراه العين ، في هذه الحلقة الخاصة سنتناول صورتين و فيديو كليب بالتحليل و هم:

All of Them by Feras Malallah
Stop the Zombies! by iKalid
لا إله إلا الله للمنشد مشاري العفاسي

 

يتساءل فراس في هذه الصورة عن ما بين جموع البشر الذين يراهم في شوارع نيويورك من اختلافات ، الاختلاف بالشكل أمر واضح… و لكن التساؤل هو عن الفرق بينهم في أفكارهم و نواياهم ، و يتسائل إن كان عجبه هذا سيزول إن استطاع الدخول لعقولهم لمعرفة كل ذلك؟ و لعل السؤال الذي يلي ذلك هو هل فعلا حصولنا على تلك القدرة “الخارقة” سيريحنا من التساؤل؟ أم أنه سيجر علينا ما لا نتحمل من مشاغل لا طاقة لنا بها و نحن من بالكاد نستطيع مكابدة مشاغلنا؟ خاصة و أن تغيير أحوال الناس ليس أمرا سهلا حتى و إن علمنا تلك الأحوال.

 

 

خالد من ناحية أخرى يستغرب من طبائع البشر في التعامل مع ما يجابههم من مصاعب و عقبات الحياة ، كل فرد يختلف عن الآخر… فهناك من يتعلم من الأخطاء و يتفاداها و هناك من لا يتعلم و يظل يسلك أصعب طرق الحياة و أوعرها مرة تلو الاخرى ، النوع الأخير لا يملك إلا أن يعيش معيشة العبيد! فهو عبد لما يطلق عليه اسم “الظروف” ، و نتيجة لعبوديته يبقى فريسة للهموم و يظل يعاني الوحدة حتى مع كثرة من حوله من الناس.

الآن نأتي إلى الحل..

 

لا بد من أنك تساءلت نفس تساؤل فراس في يوم من الأيام و أنت تسير وسط زحمة الناس ، ترى بماذا يفكرون؟ و إلى أين يتوجهون؟ و هل أريد أن أعلم ذلك؟

و ربما يوما أحسست بأنك واحد من العبيد أو “الزومبي” الذين تحدث عنهم خالد؟ ربما بالفعل أحسست بالوحدة رغم زحمة من حولك من البشر؟

في كلا الحالتين إن فكرت مليا ستجد أن الجواب و الحل موجودان و يحيطان بنا من حيث لا نعلم 🙂

ينبهنا مشاري بأن الناس في وسط زحمة الحياة و مشاغلها تنشغل بأحوالها و تنسى أن هناك ربا ودودا يعلم حالها و هو القادر على عونها ، هذا الرب سبحانه يرى الجميع و لا فرق عنده بينهم بالرحمة ، من المستحيل أن نعلم أحوال الناس.. و قد يكون من الصعب على الناس أن يعلموا أحوالنا.. و هذا من رحمة الله بنا! فهذة خاصية ينفرد بها خالق الكون لأنه الواسع و الوحيد القادر على أن يشمل برحمته كل الكائنات ، هناك فرق بين من يعلم و بين من يعلم و يقدر ، العلم وحده دون القدرة قد يسبب لنا المتاعب… بل وحتى القدرة قد تكون خطيرة دون عدل يوجهها ، فهل جميعنا يملك العلم و القدرة و العدل؟

بالطبع لا!

فوحده الله سبحانه من ..

يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

و من ..

أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون

و من..

يقص الحق و هو خير الفاصلين

سبحانه!

وراء الصورة: القلب

نعرض في هذه الزاوية صورة لأحد المصورين و نقوم بتحليلها و النظر لما هو أبعد مما تراه العين ، في هذه الحلقة نتناول صورة The Center للمصور Hussain Shah.


the center tasweery

هناك مقولة إنجليزية تقول بأن الأمور تصبح أكثر إثارة كلما اقتربنا من قلبها… أو منتصفها.

الأرض تزداد حرارتها كلما اقتربنا من لبها ، “حلاوة المصاص” يقبع في قلبها “العلك” اللذيذ ، منتصف مجموعتنا الشمسية هي الشمس التي فيها سر حياتنا ، في قلب صندوق المجوهرات نخبأ الكنز.. و كل سر غال علينا لا مكان أفضل لتخزينه من .. القلب.

فماذا نجد في “قلب” هذه الصورة؟

زرت أبراج الكويت قبل شهر تقريبا مع زوجتي أم دانة ، و أثناء تواجدنا في إحدى قببها سألتها : ” ترى ماذا ستكون الكويت دون “الأبراج”؟ ” ، نعم هي مجرد أبنية اسمنتية عالية.. و لكنها “هي” رمز الكويت الحديثة منذ عشرات السنين ، و “الرمز” دائما له قيمة عاطفية عظيمة… بعظم ما يرمز إليه.

في كثير من الأحيان يعاب على الصورة أو التصميم كون عنصرها الأساسي في المنتصف ، كثيرا ما يقال : “يجب أن تتبع قاعدة التثليث… إنه القانون!” .. و هو -بشكل عام- كلام صحيح في ظاهره.. و لكن -بالتأكيد- ليس دائما ، لا يمكنني حتى أن أتخيل كيف يمكن لهذه الصورة أن تنجح لو كان عنصرها يقبع في أحد أثلاثها! ماذا سنسميها حين إذن… “The Third”!!؟ مستحيل! لا يمكن أن تكون هذه الصورة بشكل غير ما هي عليه الآن!

خطوط أمواج البحر ، خطوط الغيوم ، خط الساحل ، و نقطة التقاء البر بالبحر… كلها تشير لرمزنا و تدفعنا لنركز عليه و كأنها تحدثنا بلغة الإشارة بمحاولة يائسة للتواصل معنا ، كأنها تقول…

ديرو بالكم على القلب!

أين ثقافتنا التصويرية؟

kuwait national library arabic photography books

الصورة أعلاه ليست صورة أرشيفية ملتقطة بالستينات أو السبعينات.. أو حتى الثمانينات ، بل هي -و للأسف الشديد- ملتقطة قبل أسابيع قليلة في أواخر شهر فبراير من عام 2008 ! أما مكان التقاطها فهو مكتبة الكويت الوطنية و التي -من المفروض أنها- تعتبر أعرق و أهم مكتبة عامة بالكويت ، تم تصوير الصورة بالسر طبعا -في ظل عدم تواجد أمين المكتبة ساعتها- لأن ادخال الكامير أو أي شنطة.. أو حتى اللابتوب… ممنوع لسبب ما!

ليست هذه قضيتنا ، بل ما يهمنا الآن هو محتوى هذه الصورة :

-التصوير الفوتوغرافي
-آلة التصوير
-الإضاءة و الفلم
-التحميض و الطبع و التكبير

هذه فقط بعض عناوين الكتب التي احتواها هذا الرف ، هناك رفان آخران لا يختلفان كثيرا عن ما نراه في هذه الصورة لا شكلا و لا كما و لا مضمونا !

ما أثار حيرتي أثناء تجوالي بين أرفف هذه المكتبة… و قرب هذا الرف بالذات هو سؤال راودني ، هل هذا بالفعل آخر و أحدث ما كتبته يد أساتذتنا في مجال التصوير؟ هل أحدث معلومة من الممكن أجدها في مجال التصوير الفوتوغرافي موجودة في كتاب يطلق على الكاميرا وصف “آلة” و آخر يتحدث عن “الفلم” أو “التحميض”؟

تصفحت بعض هذه الكتب على عجالة و وجدت بأن أحدثها هو كتاب منشور في منتصف التسعينات من القرن الماضي (1994 إن لم تخني الذاكرة) ، و حتى هذا الكتاب ليس لعالم الديجيتال فيه من ذكر.. و ما يحتويه من صور و رسومات يبدو أنها مأخوذة من الكتب التي تجاوره… و التي تتراوح تواريخ نشرها بين الستينات و السبعينات… و مراجعها ترجع للأربعينات و الخمسينات أو أقدم من ذلك… و هلم جرا ! و تكفي نظرة سريعة على أغلفة هذه الكتب أو أوراقها الصفراء لسد نفس كل من يتجرأ على فتحها للاستزادة من ما فيها من معلومات ! إلا إن كنت تنوي كتابة بحث عن “تاريخ” التصوير الفوتوغرافي.. في هذه الحالة “فقط” ستفرح كثيرا بمحتواها “الأرشيفي” 🙂 .

من جانب آخر.. تكفيك زيارة سريعة لأي مكتبة في أي دولة غربية لتجد الأرفف المتعددة من أحدث و أزهى الكتب ذات الأوراق المصقولة و الألوان الناطقة في مختلف “مجالات” التصوير ، غب عن تلك المكتبة لبضعة أسابيع و ارجع لها مرة أخرى لتجد الأرفف تغيرت و محتواها تجدد و تبدل بكتب أحدث من سابقاتها و ألوان أجمل و طباعة أفخر !

الجملة الانكسارية المعهودة و التي تأتينا دائما عند عقد المقارنة بين ثقافتنا و ثقافة الغير هي :

احنا ويييين .. و اهما وين !

نعم احنا وين؟!

أين هم كتابنا؟ أين هم أساتذتنا؟ أين هم مراكزنا و مجموعاتنا و نوادينا؟ أين أنت من التصدي لهذا التراجع الثقافي؟

بضع دروس و نصائح في موقع أو منتدى أو دورة أو تجمع أسبوعي -وهي أشياء جميلة- لا تكفي ، ما يكفيني هو تحميل الكتب التي نراها في الصورة أعلاه في صناديق و نقلها إلى قسم “المخطوطات”… و من ثم ملأ الفراغ الذي خلفته بكتب لامعة براقة تذهل العين بجمال صورها و تغطي مجالات البورتريه و اللاندسكيب و الماكرو و تشرح أنواع أستوديوهات التصوير و أحدث معداته و تعلم أصول الفوتوشوب و اللايتروم و الابرجر و تقنيات الاتج دي آر و تعديل و تحسين الألوان و تغطي أفكار و مبادئ المدارس الفنية المعاصرة و تعلمنا كيف نستمتع بالنظر للصورة و تحليلها ، على شرط… و هو أن أجد بعد سنتين على الأكثر نصف هذه الكتب قد حملت إلى قسم “المخطوطات” و أخذت مكانها كتب أجمل و أبهى منها! عندها فقط أستطيع أن أقول بأني قد وجدت تلك الثقافة الضائعة.

فهل هناك من يشاركني هذا الحلم و يسعى معي لتحقيقه؟

وراء الصورة: حد الصمت – طريق إلى اللانهائية

نعرض في هذه الزاوية صورة لأحد المصورين و نقوم بتحليلها و النظر لما هو أبعد مما تراه العين ، في هذه الحلقة نتناول صورة Silence Edge:-:A Way to Infinity للمصور R.Hassan.

Silence Edge - A Way to Infinity

حد الصمت – طريق إلى اللانهائية

لا أعرف بالضبط ما هو سر هذا العنوان المزدوج الذي اختاره الأخ حسن الرمضان ، كلا كفتي هذا العنوان المزدوج تصف لنا هذا المشهد الرقيق بدقة… و كل كفة ترسم في قعر خيالنا لوحة مختلفة ، و هذا الاختلاف الجميل يشعل حواسنا و و يسبب لها اضطرابا سلسا يشبه اضطرابات الرمال التي نراها في الزاوية اليمنى في أسفل الصورة.

حد الصمت

و هل ممكن أن تكون هذه الصورة الربانية المعجزة قد تكونت دون هذا الصمت؟

لم يخطئ من سمى الربع “الخالي” بهذا الاسم… و كيف لنا أن نستغرب من وجود هذا السكون الصامت على أطراف ذلك الخواء؟

طريق إلى اللانهائية

تتبع معي عزيزي المتبصر خط هذه الصورة الذي يبدأ من منتصف قاعها ، يبدأ باضطراب عالي التردد… ثم يتسارع هذا التردد و يندمج ببعضه مكونا موجة واحدة كبيرة تتمايل يمنة و شمالا ، ثم نجد هذه الموجة تندمج ثانية مكونة موجة أكبر تعلو و تنخفض رأسيا… لتليها أخرى…و أخرى… و أخرى ، و كل هذه الأمواج الرأسية تحمل معها اهتزازا آخر.. أفقي الاتجاه.

بداية خط الصورة عرفناه… و لكن أين هي نهايته؟

بالضبط..

لا نهاية له!

سؤالنا الآن..

كيف يمكن لصمت أو يولد أمواجا و يشق طرقا لا نهائية كهذه؟

سؤال سأتركه مفتوحا… لكي لا أحرمك و نفسي من متعة اضطراب الحواس التي تسببها كفتي العنوان في قعر الخيال.