أرشيف التصنيف: Politics

من يقبض على الجمر؟

كان بودي أن أبدأ موضوعي بجملة “لم أصدق ما رأيت!”.. فالمشهد لو كان مر علي قبل عشر سنين فقط لما استطعت تصديقه ، و لكن مع جنون عالمنا المعاصر لم يعد هناك شيء لا أستطيع تصديقه ، قد لا أستطيع تفسير ما أرى.. لكني لم أعد أستغرب كثيرا رؤيته.

المشهد هو التالي :




الوصف: طائرات سلاح الطيران الإسرائيلي تقصف موقعا تابعا لحماس ، الموقع هو بالواقع مسجد ! لو توقف الوصف هنا لحق لنا أن نصدم ! و لكن تتضاعف الصدمة عندما نعلم بأن هذا المسجد هو عبارة عن مخزن للسلاح !!

لاحظ بأن هناك انفجار أولي ناتج عن القصف.. ثم تلاه انفجار أو اثنان بسبب المواد المتفجرة المخبأة في المبنى.

شيء محزن مضحك ما يحدث 🙂

لم أتحدث عن غزة و ما يحدث فيها هذه الأيام.. بل و حاولت تجنب حتى معرفة ما يحدث ، و لكن هيهات! فلا مفر!

و هل نلام على صمتنا؟

تعاطفنا الإنساني لا يمكن نكرانه ، فموت أي طفل في أي مكان في العالم دون ذنب هو أمر يحزننا و يجعلنا نأسف لعدم استطاعتنا منع موته ، و لكن في الأحوال العادية هناك مجرم واضح نستطيع لومه و توجيه أصابع الاتهام له ، و لكن على من نلقي اللوم على ما يحدث الآن؟

لا أذكر من هو الصحابي الذي آثر التنحي و الاختباء عندما كثرت الفتن في آخر عهد الخلفاء الراشدين ، و لكني أرى في تصرفه وقتها قمة الحكمة… و أنا اليوم آثرت السير على خطاه…. أو حاولت على الأقل ، ففي هذا الزمان كما علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ستكثر الفتن و بالتالي : “يأتي على الناس زمان فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر” ، جعلنا الله و إياكم من القابضين على دينهم.

اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه
و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه

زراعة الكراهية

أسكن هذه الأيام وخلال زيارتي القصيرة للكويت بأحد الفنادق الجديدة بالقرب من مدينة الكويت، مثل جميع الغرف الفندقية فإن التلفزيون فيها يحتوي على باقة مختارة من القنوات التلفزيونية… طبعا مختارة من قبل إدارة الفندق وليس مني، ومثل جميع زياراتي للفنادق فإن أول القنوات التي يتوجه لها الريموت كنترول هي قنوات الأطفال… حكم القوي على الضعيف 😛

قنوات الأطفال التي فرضت علي وعلى ابنتاي هذه المرة كانت قناتي كارتون نتورك وسبيس توونز، وهما -بشكل عام- -وبالنسبة لي- قد تكونان من أسوأ قنوات الأطفال تربويا! لن أدخل بتفاصيل بعض ما تعرضه هاتين القناتين من سموم فكرية فذلك يستدعي بوستات أخرى طويلة، ولكني سأركز على فقرة واحدة لم أستطع تمالك قريحتي عندما شاهدتها وسمعتها !

الفقرة كانت على قناة سبيس تونز والتي نصيبها أكبر من المشاهدة لأنها تعتبر أخف القناتين ضررا، لا داعي لوصف تفاصيل الفقرة.. فقد وجدتها على اليوتيوب وتشاهدونها هنا:

 

 

أولا ، إن كان هناك من الناس من لا يجد بأسا في ما تحمله كلمات هذه النشيدة من أفكار وقيم فلا ضير في ذلك، كل منا يحمل أفكارا خاصة به وهو حر بالاعتقاد بها وتوصيلها لأبنائه ، و”كل واحد حر بموزه” على قولة سمير غانم 🙂 ، لكن غير المقبول هو أن يكون هناك من يحاول أن يزرع تلك الأفكار بعقول الأطفال وكأنها من المسلمات المفروضة على الجميع!

قد تتساءل، ما هي تلك الأفكار؟ وما هي خطورتها؟

أولا ، لا أقبل أن تنتهك براءة أطفالي بمجرد كلمة “طلقة! تلو الطلقة!” فوجود تلك الكلمة بأغنية للأطفال هي بحد ذاتها جريمة!! فكيف إذا كانت كلمات الأغنية تصف كيف أن تلك “الطلقة” اخترقت “جسد” ذلك الطفل! وكيف إن كانت تتحدث عن “رحيل” جسد ذلك الطفل وبقاء “روحه” و”بكاء” أبيه عليه؟! هل تدرك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة أن هذه النشيدة الموجهة للطفل تحدثه عن فكرة “الموت” و”التمزق” بالرصاص؟

ماذا بقي للطفل من براءة إن زرعنا مكانها صور الرصاص والجروح والدماء والدموع بهذا الشكل؟ كل الدراسات التربوية والإعلامية تؤكد بأن العنف ومشاهده وأفكاره هي من أخطر ما يمكن أن يتعرض له عقل الطفل، جميع القنوات التلفزيونية المحترمة تمتنع عن عرض أي مشاهد للعنف حتى فترة متأخرة من الليل حتى لا يشاهدها الأطفال، جميع الأعمال الكارتونية والدرامية والترفيهية الحديثة الموجة للطفل تبتعد قدر الإمكان عن أي مشاهد للعنف أو الموت أو الدماء أو الرصاص…. وحتى الأسلحة والمسدسات والبنادق فيها إن كان لا بد من استخدامها فإنها تستبدل بأسلحة خيالية كالليزر أو البلازما أو الطاقة أو غيرها، ونحن نصف لطفلنا بدقة متناهية كيف يمكن أن تخترق الطلقات جسده مثل الورقة!

العنف ما هو الا جزء من كوارث هذه النشيدة… الجزء الآخر -والأخطر- هو الجملة الختامية والتي تلعلع بها منشدتنا قائلة :

“كذب المحتل ولو صدق!”

يا سلام!!

لا أدري من أي عرف أو عقيدة أو دين تم استسقاء هذه الفكرة “الجهنمية”! إن كنت عدوي فكلامك كذب… مهما قلت… حتى لو قدمت لي الحجج والبراهين، حتى لو أريتني ما تحدثني عنه أمام عيني بآيات واضحة للعيان… فأنت كاذب! أولست عدوي؟ أولست أنت من تتحدى عقيدتي؟ أولست أنت من اعتديت علي وعلى إرث أجدادي؟

هممم.. ذكروني… أين سمعت بهذا المبدأ من قبل؟!!!!

ثم نقول “لماذا يكرهنا و يحاربنا العالم؟”

أرجع وأقول، إن كنت أنت مقتنعا بأن “لا بأس” بأفكار تلك النشيدة فلا مشكلة عندي… أنت حر ولن أعتبرك “كذابا” لأنك لا تتفق معي، ولكن ما أرفضه هو محاولة أن “تفرض” تلك الأفكار على أبنائي!

يعني الأخ في الفيديو التالي حر في ما يفعله بهذه الطفلة البريئة لأنها بالنهاية ابنته… كما يبدو:

 

 

لكن هذا لا يعني أنه يجب فرض نفس “البرمجة” على جميع أطفالنا، فنحن نسعى لجيل يفكر ويدرس ويحلل… لا لآلات نبرمجها على أفكار العنف والتقوقع والكراهية أو غيرها من الأفكار.. دون أخذ رأيها ودون أن حتى تدرك مالذي تتعلمه، لنتذكر أننا إن نحن زرعنا تلك الأفكار في رؤوسهم الصغيرة فلن نجني غير ما زرعنا، و الله يستر.

Waltz With Bashir

إستمعت قبل أسابيع بالإذاعة البريطانية بينما كنت بالسيارة للقاء مع مخرج سينمائي كان يتحدث عن فلمه الجديد ، ما شدني في بداية الأمر هو اللكنة التي كان يتحدث بها.. ظننت بالبداية إنه عربي.. خاصة و أني التقطت كلمات مثل لبنان و إسرائيل و صبرا و شاتيلا ، إكتشفت لاحقا أنه كان يتحدث عن فلم يتناول قضية الحرب اللبنانية الأولى 1982 و بالذات عن مذبحة صبرا و شاتيلا ، لم أفهم من هو منتج الفلم أو مخرجه..و فكل ما التقطته هو اسم الفلم (أو هكذا اعتقدت) .. و الذي نسيته أصلا قبل أن أصل للبيت ، انتهت السالفة عند هذا الحد.. إلى أن قرأت قبل أسبوعين تقريبا على موقع مجلة التايم تقريرا مصورا يتحدث عن الأفلام الكارتونية التي تصلح للكبار….و إذا بآخر فلم منها هو نفس الفلم الذي لم أستطع تثبيت اسمه…..و نعم.. كان كارتونيا 🙂

اسم الفلم هو Waltz With Bashir ، نظرا لأنه فلم مهرجانات و ليس فيلما تجاريا وجدت صعوبة في إيجاد دار سينما تعرضه ، و لكن قبل أيام وجدت إنه يعرض بسينما قريبة منا و ذلك لمدة يومين فقط! بالطبع لم أفوت الفرصه و اتجهت فورا لمشاهدته.

بصريا.. الفلم رائع ، يجمع بين الرسوم المتحركة الثنائية و ثلاثية الابعاد و أسلوب الرسم و التحريك فيه نوع من الواقعية ذكرتني بفلم A Scanner Darkly ، صورت مشاهد الأكشن فيه بطريقة تضاهي أي فلم كارتوني غربي.. و إن كانت واقعية تلك المشاهد و ما تجسده من حوادث حقيقية تجعل من هذا الأمر أقرب للإيلام من الإثارة! و هنا أمر يميز هذا الفلم… يعني اعتدنا في أفلام الأكشن الكرتونية أن نتحمس عن اشتداد القتال مثلا.. و لكن هنا لا مجال للحماس و ذلك لإداركنا بأن ما نشاهده ليس أمرا خياليا بالكامل… بل مبني على حقائق واقعية!

الفلم لم يقدم شيئا جديدا تاريخيا ، فهو يتحدث عن أحداث حصلت بالواقع منذ 26 عاما و جميعنا سمعنا أو قرأنا عنها ، الجديد بالفلم هو طريقة عرض ذلك التاريخ ، فبطل الفلم هو جندي إسرائيلي فقد ذاكرته المتعلقة بأحداث الحرب بسبب الصدمة العاطفية التي تعرض لها خلال الحرب ، يصور لنا الفلم رحلته في تذكر تلك الاحداث عن طريق أحاديثه و لقاءاته مع زملاءه الذين كانو بدورهم -على العكس منه- يحاولون محي تلك الأيام من ذاكرتهم ، ما أيقظ رغبته في تذكر تلك الاحداث هو حلم متكرر كان يراوده… فنشاهد طوال الفلم ذلك الحلم و هو يمتد و ينحل تدريجيا حتى نهاية الفلم عندما يتحول إلى واقع.

ما أتذكره من كلام مخرج الفلم -وهو إسرائيلي- هو أن الفلم استقبل في إسرائيل بشكل إيجابي جدا ، فصحيح أن الفلم لا ينكر تورط “بعض قادة” الجيش الاسرائيلي في مذبحة صبرا و شاتيلا إلا أنه يظهر و يركز على الموقف الإسرائيلي المنكر للمجزرة و المتبرأ من الحرب ككل ، بمعنى آخر كأنه يقول “إحنا مالنا شغل… اللبنانيين المسيحيين اذبحوا الفلسطينيين المسلمين.. الله يغربل ابليسهم!” ، الفلم -كما ذكر المخرج- كان يستقبل من قبل السفارات الإسرائيلية في الخارج استقبالا احتفاليا… و يدفع دفعا للمشاركة بأي مهرجان أو مناسبة… و لهم الحق في ذلك.

الشيء الجميل -و الذكي- في فلم هو أنه كان يمسك العصى من المنتصف ، يعني هو لم يصور الجندي الإسرائيلي بإنه البطل المغوار… و لا الشريف العفيف ، بل كان تصويره له واقعيا ، فقدم الجندي الجبان.. و الجندي المتعصب.. و الجندي الغبي ، بمعنى آخر…و باختصار.. قدم شيئا لم و لن نشاهده بالأفلام العربية التي تتناول هذا النوع من القضايا! كذلك طرح الفلم نوعا من التعاطف مع الشعب الفلسطيني و العربي ، نعم نحن نفهم بأن هذا التعاطف مصطنع و أنه في أغلب الأحيان شيء غير واقعي.. بدليل نتائج انتخاباتهم و ما نشاهده يوميا في نشرات الاخبار ، و لكن الأمر مختلف بالنسبة للمشاهد الاجنبي .. فما سيراه و يتأثر فيه هذا المشاهد هو الجانب العاطفي الذي قدم له بجرعة مركزة ، و بصراحة… لولا اطلاعي البسيط على على تاريخ المنطقة في تلك الفترة لأثر فيني أنا أيضا! أو هو بالفعل أثر فيني بعد خروجي من دار العرض مباشرة..و احتجت لبضعة أيام حتى أستطيع العودة لصوابي و كتابة هذا الموضوع بتعقل.

الفلم جميل و يستحق المشاهدة ، نعم هو مأساوي و يجلب الهم قليلا…و لكنه بنفس الوقت ممتع و مثير ، أنصح بمشاهدته لمن يستطيع الحصول عليه… مع تذكر أنه للكبار فقط 🙂 ، دائما ما أقول… معلوماتنا التاريخية يجب أن تأخذ من الكتب لا الأفلام ، و لكن أستطيع القول بأن الأحداث التاريخية بالفلم لا بأس في دقتها ، فهي مبسطة (قد يكون أكثر من اللازم) و مباشرة فمن الممكن أن نشاهده بأمان قبل أو بعد أن نقرأ عن التاريخ قليلا.

————-

تحديث :

– لقاء مع مخرج العمل آري فولمان يتحدث فيه عن الطريقة التي تم فيها إنتاج العمل :

http://www.studiodaily.com/filmandvideo/technique/how/10305.html

– الجدير بالذكر أن الرسوم المتحركة تمت باستخدام برنامج “فلاش” ، و هذا أمر غريب لأن هذا البرنامج يستخدم عادة لإنتاج الرسوم المتحركة على الانترنت و ليس للسينما أو التلفزيون ، و لكن المخرج لجأ لهذه الطريقة توفيرا للمصاريف.

– سيتم طباعة قصة مصورة (Graphic Novel) مستوحاة من الفلم و إصدارها في الولايات المتحدة شهر يناير المقبل.

أسد الجزيرة ، أقوى عمل درامي كويتي منذ…؟

انتهيت مؤخرا من مشاهدة حلقات مسلسل “أسد الجزيرة” و الذي غالبا ما نجد اسمه ملحوقا بوصف “الممنوع” عند إجراء أي بحث عنه في محركات البحث ، لا تهمني هنا صفة الممنوع بقدر ما يهمني تقييم العمل نفسه كعمل تلفزيوني درامي مسلسل ، تلك الصفة بحد ذاتها قد تكون هي سر شعبية الكثير من الاعمال الفنية و الأدبية.. و لكنني أستطيع القول بأن هذا العمل حتى لو لم يكن ممنوعا فإنه ما كان ليحضى بشعبية أقل مما حصل عليها وهو ممنوع و ذلك لأنه عمل قيمته فيه لذاته و ليست قيمة زوبعية “فالصو” ، يعني و بلغة مبسطة.. هناك فرق كبير و شاسع بين عمل ممنوع مثل مسلسل أسد الجزيرة و بين مسلسلات نايف الراشد (الله يزيد النعمة)!

إن كنت غارقا في “جليب” خلال السنتين الماضيتين و لم تسمع عن مسلسل أسد الجزيرة فهو عمل تلفزيوني درامي من 27 حلقة يتناول حياة الشيخ مبارك الكبير خلال فترة حكمه من 1896 إلى 1915 و أهم الأحداث التي جرت في تلك الفترة الحرجة من تاريخ الكويت و المنطقة ، العمل من إنتاج كويتي (كنوز الخليج) و تم تصويره و تنفيذه في سوريا (عرب للإنتاج الفني) و من أخراج المخرج السوري باسل الخطيب (نزار قباني ، أيام الغضب) و من بطولة منصور المنصور (الشيخ مبارك) ، عبد الرحمن العقل ، حياة الفهد ، خالد البريكي ، عبدالمحسن النمر ، عبدالعزيز الحداد و غيرهم الكثير من فناني الكويت و سوريا و العراق (نعم.. العراق) و الخليج ، تولى تأليف العمل الكاتب شريدة المعوشرجي.

ظللنا لسنين -أو عقود- عديدة نتباكى على الدراما الكويتية و نتحسر على أيام مسلسلات الاقدار و درب الزلق و نقول بأن فناني الكويت عجزوا على أن يأتوا بعمل يضاهي هاذين العملين ، و أستطيع القول بأن هذا العمل المنتظر قد ظهر! السؤال هو.. لماذا؟ مالذي أعطى هذا العمل قيمته و جعله -برأيي- أفضل عمل درامي كويتي منذ الاقدار و درب الزلق؟

أولا.. فكرة العمل بحد ذاتها

الاعمال البيوجرافية الدرامية العربية كثيرة ، هناك أعمال تناولت حياة الكثير من الشخصيات العربية الحديثة و التاريخية من “عنترة” إلى جمال عبد الناصر” مرورا بـ”خالد بن الوليد” و “نمر بن عدوان” و أم كلثوم” ، و لكن يغيب عن هذه القائمة جميع الشخصيات السياسية -و ربما غير السياسة- الكويتية رغم غزارة الإنتاج الفني و الأدبي في الكويت… نسبيا على الأقل ، لذلك مجرد إنتاج عمل يتناول حياة واحدة من أهم الشخصيات السياسية الكويتية يعتبر خطوة إيجابية غير مسبوقة و تسجل لصالح العمل.

ثانيا.. الضخامة الانتاجية

تكفي مشاهدة إعلان المسلسل الموجود في أعلى هذا المقال لكي نستشف ضخامة إنتاج هذا العمل و الذي لم أجد له رقما محددا و موثوقا.. و لكنه و بكل تأكيد يعتبر واحدا من أكبر الاعمال الكويتية إنتاجيا.. إن لم يكن هو بالفعل أضخمها.

و بعيدا عن الارقام.. يمكننا تقدير ميزانية العمل من خلال ما نشاهده أمامنا من إمكانات تصويرية تكاد تكون سينمائية و من خلال الإضاءة و الديكورات و المكياج و الازياء و الاسلحة و غيرها من العوامل البصرية للعمل ، أضف إلى ذلك نخبة الفنانين العرب المشاركين بالعمل بالإضافة إلى العشرات من ممثلي الادوار الجانبية و الثانوية و أضف عليهم الكومبارس و الاكستراز ليكون لدينا بالنهاية كاست يقدر بالمئات ، و هذا أمر غير مسبوق بالدراما الكويتية ، قد يكون العمل التلفزيوني الكويتي الوحيد الذي يضاهيه إنتاجيا هو مسلسل “خالد بن الوليد” -إن كنا سنعتبره عمل كويتي- و لكن الفرق الفني بين العملين كبير برأيي المتواضع.

ثالثا.. الاتقان الفني

حاول الكثير من مخرجينا إضافة عامل الابهار الفني لأعمالهم.. فنجح بعضهم و فشل أغلبهم ، لا نستطيع أن ننكر القدرات الفنية لدى مخرجينا الشباب كمحمد دحام (عرس الدم ، التنديل) على سبيل المثال.. و لكن المخرج لوحده لا يستطيع إحداث المعجزات الفنية ، أما المخرج باسل الخطيب فقد توفرت له -دعما لقدراته الفنية- جميع الامكانات و العوامل التي ذكرناها أعلاه و استطاع هو بذكائه أن يوظفها بالشكل المناسب.

جميع مشاهد العمل -تقريبا- “متعوب عليها” ، يعني تستطيع أن تعمل Pause بأي لحظة أثناء مشاهدتك للعمل لتجد صورة متكاملة العناصر الفنية من تكوين و إضاءة و اتزان… خاصة إن كنت من عشاق التصوير الفوتوغرافي 🙂 ، أضف لذلك حركات و زوايا الكاميرا و تنوع اللقطات للمشهد الواحد ، و أضف لذلك إتقان تسجيل الصوت و توزيعه مع الموسيقى التصويرية….. يعني باختصار شيء ما شفنا مثله الكثير.

يمكن الشيء الوحيد الذي أفسد متعتي البصرية هو أني شاهدت نسخة بقمة الرداءة منه! أكيد لو كانت نسخة دي في دي راح تكون أكثر أمتاعا و تشويقا.

رابعا… الاتزان التاريخي

و هنا مربط الفرس !

عقدتنا مع الاعمال التاريخية هي أنها لا ترضي أحد (ولا أقول ترضي الجميع لأن ذلك مستحيل!) ، يعني غالبا ما تكون الشخصيات في الاعمال التاريخية إما بقمة الملائكية أو بقمة الشيطانية… بالتالي إما أنها تزعل ربع الشياطين… أو انها تضحك الناس على “كمال” ملائكة البشر!

في أسد الجزيرة نجد هذا الأمر موجودا….. لكن أقل من غيره.. و بذكاء!

شلون؟

إذا ما كنت شاهدت المسلسل بعد لا تقرأ ما بين الخطين المتقطعين لأنه قد يحوي كلام من الممكن أن يخرب عليك أحداث المسلسل.

—————————————

بالبداية يجب أن أعترف بأن هناك نظرة شبه أحادية عندما يتعلق الأمر بالشيخ مبارك نفسه ، و لكن هذا أمر طبيعي لعدة عوامل :

أولا.. دراميا هو بطل العمل و بالتالي لا بد من التركيز على إيجابياته… و هذا أمر نشاهده في جميع الاعمال الدرامية حتى الاجنبية منها ، دائما البطل يصور على أنه… بطل!

ثانيا.. الحساسية السياسية للشخصية ، نعم هو ليس بملاك منزه عن الخطأ ، و لكنه شخصية ذات أهمية كبيرة و يجب أن تعامل باحترام ، و هذا ليس رأيي الشخصي بقدر ما هو الوضع السياسي القائم.

و لكن.. رغم ذلك يجب أن أذكر بأن المؤلف كان “حقاني” ، يعني صحيح أنه صور الشيخ مبارك بأنه شخصية عظيمة (و هو كذلك بدون شك) و لكنه أيضا لم يغفل بعض عيوبه و بعض أخطائه ، على سبيل المثال لم ينكر صفة العناد التي كان يتمتع بها.. بل و ركز عليها و لم ينكر ما تسببت فيه هذه الصفة من أخطاء و مشاكل مثل الدخول في حروب خاسرة أو تأخر اتخاذ القرار في بعض المشاريع التنموية الهامة ، و كذلك لم ينكر بعض القرارات التي اتخذها مبارك و سببت الدخول في مشاكل مع تجار الكويت في بعض الاحيان .. بل و في عصيان أهل الكويت أنفسهم له في أحيان أخرى.

من ناحية أخرى فإن الكاتب تعامل بحذر و ذكاء مع بعض الاحداث الخلافية التي حدثت في عهد مبارك و تركها مفتوحة للمشاهد ليقوم هو بالبحث و القراءة عنها و تكوين رأيه الخاص بها ، و تلك الحركة الذكية تحسب و بقوة للمؤلف لأنني لم أر مثلها في الاعمال الدرامية التاريخية من قبل ، لعل أبرز تلك القضايا المفتوحة هي قضية تولي الشيخ مبارك الحكم نفسها و “قتله” لأخويه محمد و جراح بن صباح ، فمسألة القتل أو الاغتيال لم يتم طرحها بشكل مباشر… بل كانت تبعات هذه الحادثة هي القضية المطروحة من خلال تحالف يوسف الابراهيم (عبدالرحمن العقل) مع أبناء أخوانه و محاولة قلب الحكم عليه ، كما أنه بين -بشكل غير مباشر- بأن تلك الحادثة لم تكن أمرا غريبا في ذلك الوقت (بل و حتى في أيامنا هذه) عندما بين أن الشيخ خزعل أمير المحمرة وصل للحكم بنفس الطريقة.

و الحديث هنا يجرنا لبقية شخصيات العمل خاصة من أعداء مبارك و كيفية التعامل معها ، أبرز الشخصيات التي شدت انتباهي هي شخصية يوسف الابراهيم… و تعجبت بالبداية من اختيار عبدالرحمن العقل ليؤدي هذه الشخصية التي لم تجد بابا الا و طرقته في محاولة منها للخلاص من مبارك ، يعني نظريا هي شخصية شريرة تقليدية… فلماذا توكل إلى ممثل معروف بأدوار الخير مثل العقل؟ بعد متابعة العمل اكتشفت ذلك السر الجميل 🙂 و بالتأكيد لاحظت أنت ذلك أو ستلاحظه إن لم تكن شاهدت العمل بعد… خاصة مشهد موته و الذي يعتبر من “أجمل” مشاهد الموت التي شاهدتها على الإطلاق 😀

لعل أكثر شخصية خلافية في العمل هي شخصية عبدالعزيز الرشيد و التي بسببها هدد منتجو العمل بالمقاضاة القانونية! شخصيا لم أقرأ الكثير عن هذه الشخصية و لا أعلم مدى مصداقية أحداث المسلسل المتعلقة بها ، و لكنني كما قرأت من تعليقات المعارضين للعمل كان خوفهم من أن يظهر العمل الشيخ مبارك بمظهر المنتصر الذي لا يقهر و الذي قام بهزيمة الرشيد و سحقه… كما تعودنا بالاعمال الدرامية العربية… لأن ذلك سيكون فيه تزوير لحقائق التاريخ ، و لكن ذلك لم يحدث !! فشخصية الرشيد بالمسلسل كانت شخصية قوية و ذكية عسكريا و سياسيا مما جعله ندا قويا لمبارك استطاع أن يهزمه بالعديد من المعارك ، و لم يتناول العمل حادثة قتله للنساء بإحدى المعارك و التي ينكرها البعض.. بل جعلها من القضايا المفتوحة ، و لكنه ذكر حادثة قتله للأسرى من جيش الكويت و التي لم أسمع عن من ينكرها حتى الآن.

مما يميز المسلسل هو احتوائه على مجموعة لا بأس بها من القصص و الشخصيات الجانبية المصاحبة للقصة الرئيسية ، أبرز هذه الشخصيات الجانبية هي شخصية أم عبدالعزيز و التي جسدتها الفنانة حياة الفهد ، قد يكون أهم ما يميز هذه القصة -و بكل صراحة- هو حياة الفهد نفسها 🙂 ، بداية لا نعلم إن كانت قصتها حقيقية أم خيالية ، ثانيا لدي إحساس بأن المؤلف و المخرج لم يتعاملا معها بالاهتمام اللازم… بالتالي خرجت لنا و بها بعض العيوب الدرامية التي كان بالامكان تفاديها ، و لكن كما ذكرت سابقا… أداء حياة الفهد كان هو المنقذ الحقيقي لتلك القصة ، و أيضا تعبيرها في مشهدي الموت و الشعر الذي ألقته كانا من أروع مشاهد التعبير عن الموت التي شاهدتها على الإطلاق.

يعني إن أضفنا مشهد موت الشيخ مبارك أستطيع أن أقول بأن المسلسل يحتوي على بعض من أجمل مشاهد الموت في الدراما العربية… و ذلك وسام يجب أن يعلق بفخر على صدور فريق هذا العمل 😛

————————————-

قرار المنع

كما ذكرت في بداية هذا المقال فإن منع المسلسل لا يعنيني كثيرا ، فقد شاهد المسلسل من شاهد و انتهى الأمر ، المسلسل موجود على الإنترنت و حسب ما قرأت فإنه يباع بالكويت على دي في دي (بالسوق السوداء) و عرضته (أو ستعرضه) قناة العدالة ، بالتالي احنا شفناه و الحكمة من المنع الرسمي انتفت ، و حتى التندر و التحلطم في هذه المسألة لا تقدم و لا تأخر ، لذلك لن أنضم إلى قافلة المتحلطمين حول قضية المنع و الحظر و كبت الحريات.

و لكني سأتناول الجانب الإيجابي و أتدارس معكم الإيجابيات التي من الممكن أن نجنيها من هذا المسلسل و غيره من المسلسلات التاريخية… خاصة في عصرنا هذا.

بداية يجب أن نؤكد على مسألة أن التاريخ لا يمكن أن يزور.. و لكنه يصاغ من وجهات نظر مختلفة ، يعني كل حدث تاريخي مهم لا بد من أنه قد أرخ و انتهي منه سواء في كتاب أو وثيقة أو شهادة و هذه الأمور ثابتة و لا يمكن تغييرها… و لكن يمكن تفسيرها بأشكال مختلفة ، الآن.. مالذي يمكن أن يحدث إن قام أحد ما بتقديم التاريخ بطريقته و وجهة نظره الخاصة؟ في العالم المتحضر و المتمدن لا توجد مشكلة.. وجهة النظر تطرح و تصاحبها النقاشات و الحوارات و بالنهاية المستفيد هو التاريخ نفسه لأن تلك النقاشات و الحوارات أيضا ستسجل و تحفظ للزمن و ذلك لن يعود إلا بالفائدة على الجميع.

كشاب كويتي أعتبر نفسي مثقفا و مطلعا بل و متخصصا بأحد مجالات التاريخ أشعر بالخجل باعترافي بأن مسلسلا مثل أسد الجزيرة قد أثرى مداركي بالكثير من المعلومات الجديدة علي عن تاريخ بلدي و التي لم أسمع أو أقرأ عنها من قبل ، لماذا؟

بالمدرسة لم ندرس سوى كتابا واحدا بالصف الرابع ابتدائي يتحدث عن تاريخ الكويت… بجزء منه ، و نصف المعلومات التي أعطانا إياها هذا الجزء مغلوطة (كما اكتشفنا عندما دخلنا الجامعة) و النصف الآخر ليس منها أي فائدة سوى الإجابة عن أسئلة المعلومات العامة في مسابقات التلفزيون و الإذاعة! حتى الكتب التاريخية التي قرأناها و درسناها في مرحلة ما بعد الجامعة تروي لنا نفس القصص و من نفس المصادر.. أو بالأصح “المصدر” و الذي هو “تاريخ الكويت” لعبدالعزيز الرشيد (المؤلف الكويتي و ليس الحاكم الذي ذكرناه سابقا) ، طيب أين المصادر و الروايات الأخرى؟ … ممنوعه 🙂

من ذلك نشأت لدينا أجيالا لا تعلم من تاريخها الا النزر القليل… اللهم إلا النخب من أصحاب الاطلاع أو التخصص ، فلا أحد قدم لهم هذا العلم بصغرهم و لا حتى شجعهم على البحث عنه في كبرهم ، و تقديم أعمال من نوع أسد الجزيرة لا تقوم فقط بتثقيف الناس من خلال تقديم المعلومة لهم بل و حتى من خلال تشجيع النقاش و الحوار بالصحف و الإعلام و المنتديات و المدونات… نعم قد يكون الصوت عال و الضجة شديدة.. و لكن أليست هذه الضجة أبرك و أعذب من ضجة مهند و نور؟!

على كل حال..

الشمس ما يغطيها المنخل ، و العمل تم و جزى الله من قام عليه خير الجزاء ، شاهده من الناس من شاهد و لا ندري مالذي سيخبئه له المستقبل ، و عساه أن يكون فاتحة خير للمزيد من الأعمال المشابهة له بل و الأفضل منه ، يعني بعد هالعمل لو يتم إنتاج عملين بنفس القوة عن الشيخ عبدالله السالم و عن الشيخ جابر الأحمد نكون قد اكتفينا.. بس بعد ما نبي نسوي مسلسلات 😛 ،و المستقبل مشرق بإذن الله.. فحسب ما قرأت فإن المشروع القادم لفريق العمل من مخرج و مؤلف و منتج سيكون مسلسلا بعنوان “أبناء السندباد” .. و من العنوان يمكننا أن نعرف أنه يتحدث عن بحاري الكويت و الخليج و طرق تجارتهم التي وصلت الهند و أفريقيا ، نحن نشجع هذا العمل و ننتظره بفارغ الصبر.

قبل أن أختم أود أن أثني على نقطة أخرى أعجبتني بالمسلسل و تدل على اكتمال عناصره.. و هي أغنية المقدمة ، تعودنا في أغلب الأعمال الدرامية العربية أن تكون أغنية المقدمة من النوع الـ Generic الذي يركب على أي مسلسل.. نفس اللحن و نفس الكلمات.. فقط المطرب هو الذي يتغير! أما هذه المرة فقد أتت كلمات الأغنية مليئة بالمعاني المعبرة عن روح المسلسل و بطله ، و لا أملك بالنهاية إلا أن أترككم مع كلماتها الجزلة :


يوم ابو جابر حكم دار الصباح
ضاقت الدنيا على الخصم العنيد

التحف بالعز نيشان و وشاح
و ارتكى للأمر بالراي السديد

لى نوى عزم على قصده و راح
ما يرده عن مقاصيده شديد

من عشق الامجاد ما يعرف مراح
لو عثر مره يواصل من جديد

ما على من يطلب العليا جناح
لي عرض أمره على نار و حديد

ما بني مجد بلا جد و كفاح
و الأماني دون فعلك ما تفيد

ما يطير الطير مكسور الجناح
من يسدد رميته لازم يصيب

من صلب عوده على عصف الرياح
ينكسر عوده و لا حصل حصيل

النصر ماهو يجيلك بالصياح
النصر ياتي على قطع الوريد

——————–

ملاحظات و مراجع :

– لمشاهدة حلقات المسلسل كاملة يمكن زيارة موقع سلومي و البحث عن “أسد الجزيرة” أو بالضغط هنا.

– بلغ عدد مشاهدات الحلقة الأولى من المسلسل حتى وقت كتابة هذه الحلقة 20285 .. خوش منع 🙂

– من ويكيبيديا :
مبارك الصباح
عبدالعزيز الرشيد
باسل الخطيب

– إذا ما كنت شفت المسلسل.. شوفه! بس لا تنسى تخلي يمك علبة كلينكس 🙂

– يجب أن أذكر بأن هذا العمل مثل جميع أعمال البشر.. لا يخلو من الأخطاء و الهفوات ، و لكن لنتذكر بأنها دراما و ليست مصدرا تاريخيا معتمدا ، من أراد الحصول على المعلومة التاريخية لا بد من أن يرجع للكتاب.. لا الشاشة.

تاريخنا و نايس كويتي

[youtube]l_T2Bza3F2g[/youtube]

مصادفة غريبة !

أول رسالة تلقيتها على بريدي الاكتروني صباح هذا اليوم السبت 2/8/2008 كانت مرسلة لي مناشدة الدعم لليوتيوبر الشهير نايس كويتي NiceQ8i ، لا تحاول الضغط على الرابط السابق لأن حساب نايس كويتي على يوتوب تم إيقافه ! سبب الإيقاف ليس معلوما لي في الوقت الحالي ، كما فهمت فإن هناك من تقدم بشكوى ضده لكونه عرض فيديوات محفوظة الحقوق… و هناك أقوال تشير إلى أن من تقدم بالشكوى هو أحد المنتجين المقربين من مطربة عربية كبيرة و معروفة جدا جدا!

من هو نايس كويتي؟

هو أحد أشهر أعضاء موقع يوتيوب الكويتيين بل و العرب ، قدم لنا من خلال حسابه أكثر من 1500 تسجيلا منوعا من أرشيف تلفزيون الكويت و التلفزيونات العربية ، تراوحت الاعمال التي عرضها ما بين الأغاني و المسلسلات و الاعلانات و الافلام الوثائقية أغلبها ترجع للحقبة الذهبية لتلفزيون الكويت من بداية الثمانينات ، لا أعلم كم بلغ عدد المشتركين في قناته على اليوتيوب و لكن ردود الفعل على خبر إيقافه تعطينا دليلا واضحا على مدى شعبية هذا “البطل” الكويتي الذي قام بمجهود جبار في سبيل توثيق التاريخ الثقافي الكويتي و إيصاله للعالم أجمع.

[youtube]qoxbaxLaUrk[/youtube]

الغريب هو أن هذا الخبر تصادف أن يصلني في يوم الذكرى الثامنة عشر للغزو العراقي على دولة الكويت (2 أغسطس) !

بعد انتهائي من قراءة بريدي الاكتروني أكملت جولتي اليومية و وصلت إلى مدونة صديقي العزيز ابن الكويت و الذي كتب موضوعا معبرا بعنوان طعنة الظهر الأليمة… و كم هي أليمة كلماته خاصة في ظل ما نسمعه من نداءات و نشاهده من توجهات نحو “نسيان” الماضي و طي صفحة التاريخ و كأن التاريخ ماهو الا كشكول مدرسي نملأ صفحاته طوال السنة و نلقيه بالقمامة بآخرها!

ما بناه نايس كويتي على مر السنوات السابقة لا يختلف كثيرا عن ما بذله الكويتيون خلال شهور الغزو و ما بعدها… و مثلما اختفى جهد “بطلنا” نايس كويتي بين ليلة و ضحاها ستختفي تضحيات من ضحى من أجل تراب الوطن إن لم نتوقف لنصرخ و نطالب بعدم نسيانها!

[youtube]K8AZXrhR2aY[/youtube]

ختاما أقول..

إن كانت “كشاكيل” التاريخ الرسمية قد مزقت منها صفحات ذكرياتنا.. فإنني سأعيد كتابتها.. على صدري الجريح !