أرشيف التصنيف: Politics
إشرب مايها !
– تبين بأن الخبر غير صحيح بإقرار من جريدة كويت تايمز التي أشاعته ، آخر التحديثات على موقع تصويري :
http://tasweery.com/mag/kuwait-photo-freedom.htm
القصة هي أن في قانون جديد بالكويت يقول إن التصوير “بالأماكن العامة” باستخدام الكاميرات الاحترافية (الدي أس أل آر) ممنوع ، يعني ما يصير أحد يصور بالأسواق أو المجمعات أو حتى على البحر من غير تصريح من كل من وزارة الإعلام و وزارة التجارة المالية و وزارة الشؤون الإجتماعية و العمل.
طبعا هالكلام المفروض إن ما ينسكت عليه خصوصا من جماعتنا المصورين لأن هالكلام معناه انهم يبيعون عدتهم احسن أو انهم يقعدون يصورون ببيوتهم… أو انهم ينقعون عدتهم و يشربون مايها.
مواضيع ذات صلة :
جريدة الكويت تايمز
http://www.kuwaittimes.net/read_news.php?newsid=MzAwMTg4ODg1
تلفزيون الوطن
http://tv.kuwait.tt/Videos.aspx?type=2&Id=2801
مدونة عذوب
http://athoob.com/blog/?p=2499
الصورة الأصلية من تصوير عبدالعزيز أبل
للتحميل :
http://www.moayad.com/p/mayha.jpg
——-
تحديث :
– أحد التصاريح المطلوبة هو من وزارة المالية و ليست وزارة التجارة و الصناعة! يعني ليس هناك فرصة للترقيع 🙂
– و الخبر طبعا غير صحيح بل إشاعة و لله الحمد ، التفاصيل :
مؤتمر جلاسجو (الجزء الثالث): طراز دبي و لاندسكيب لبنان
قبل أن يرى دبي بعينيه قيل له أن الطراز المعماري في المنطقة تمت استعارته من مناطق مختلفة من العالم لعدم “وجود” طراز معماري محلي! كمثال على ذلك ذكر النقاد أن منطقة مثل شاطئ الجميرة إنما هي محاولة لتكوين شكل معماري إماراتي بينما هي بالواقع خليط معماري غير متجانس ، فهي مدينة عربية “مزيفة” كما أسموها (رغم أنهم استمتعوا بالإقامة فيها) ، و لكن الشك سايره تجاه هذه الملاحظة ، و عندما أجرى أبحاثه وجد أن المنطقة مازالت تحتفظ بتاريخ تراثي و معماري ممتد.
مشكلة دبي كما يراها كينيدي هي أن هناك اهتمام “بشكل المعمار أكثر من الاهتمام بالمعمار ذاته” ، فالشكل البصري للمعمار ليس سوى جزء من التصميم المعماري ، بينما هناك عوامل أخرى لا تقل عنه أهمية كالمادة و الوظيفة و المكانة التاريخية ، و ذكر بأنه في دبي هناك اهتمام بصورة التاريخ أكثر من التاريخ ذاته ، و استشهد كينيدي بمقولة لرونالد بارت حول الفرق بين شكل المصارع و وظيفته التي لا تتعلق بالفوز بل بشكل الفوز.
كمثال على مبدأ الشكل و الوظيفة استشهد كينيدي بأسماء المناطق و المعالم ، فالاسم كما يذكر كينيدي شيء أساسي ، و معرفة كيفية حصول المكان على اسمه تعتبر قصة ترشدنا لتاريخ ذلك المكان ، و ذكر أن أسماء مناطق مثل ديرة و البطينة و الراس و البستكية جميعها تدلنا إما على تاريخ هذه المنطقة أو على أهمية موقعها الجغرافي ، و رأى بأن هناك فرق كبير بين هذه الأسماء التاريخية و بين أسماء المناطق الجديدة التي تحمل وصفا شكليا كمدينة الإنترنت و مدينة الإعلام و غيرها.
عبدالله كاهل من الجامعة الأمريكية في بيروت قدم ورقة بعنوان الهوية في فن اللاندسكيب اللبناني خلال القرن العشرين ، إقتراح الورقة هو أن فن اللاندسكيب اللبناني منذ فترة الانتداب الفرنسي خلال العشرينات مرورا بفترة الحرب الأهلية و حتي اليوم إنما يحمل رسائل فكرية موازية لنشأة “الدولة” اللبنانية.
تاريخيا لبنان لم تكن مركز اهتمام فني بالنسبة للمستشرقين ، فلبنان كانت تمثل محطة عبور بالنسبة لهم تجاه قبلتهم في فلسطين ، و لكن كانت هناك لوحات قليلة رسمت للطبيعة اللبنانية من قبل المستشرقين و هذه اللوحات يمكن أن تكون موضوعا للمقارنة مع الإنتاجات اللاحقة للفنانين المحليين الذين بدأ انفتاحهم على الفن الغربي خلال أواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين ، و في بدايات القرن العشرين بدأ هؤلاء الفنانين المحليين بالتوجه إلى بيروت لأنها تعتبر السوق المناسب لهم لوجود الكنائس و الرعاة ، و خلال الثلاثينات و بعد إعلان مبدأ “لبنان الكبير” و توافد اللبنانيين من الجبل و الجنوب إلى بيروت بدأت المشاكل السياسية حول مواضيع تقسيم السلطة و رفض الوجود الفرنسي تطفو على السطح.
خلال تلك الفترة كان هناك توجه من قبل الفنانين اللبنانيين نحو فن اللاندسكيب و ذلك لعدة عوامل ، ففن اللاندسكيب أولا يعتبر محور اهتمام لجميع اللبنانيين بمختلف توجهاتهم و الفنان بذلك يضمن سوقا لأعماله ، و ثانيا يعتبر اللاندسكيب مفرا لبعض الفنانين الذي تعلموا في أوربا بعيدا عن مواضيع “النودز” التي تعتبر من المحرمات الدينية و الاجتماعية في المجتمع اللبناني المحافظ ، و السبب الثالث هو أن اللاندسكيب أيضا يعتبر مفرا من قضية “الهوية” اللبنانية في ظل الأجواء السياسية الحرجة ، فالمجتمع اللبناني يعتبر خليطا بين الحضارات العربية و الفينيقية بالإضافة إلى الأرمينية و غيرها (كما ذكرنا سابقا في موضوع بحر أوسطية لبنان) ، و اللاندسكيب يعتبر هروبا من التعبير عن هذه الهوية التي لا مفر من التعبير عنها عند تناول مواضيع البورتريه أو المباني أو المواضيع التاريخية.
رغم التجرد الظاهري لفن اللاندسكيب من البعد السياسي و الاجتماعي الا أن أعمال بعض الفنانين يمكن أن تفسر تفسيرا يعبر عن إسقاطات سياسية أو تاريخية تتعلق ببعض الحوادث أو القصص المتعلقة بالمنظر المرسوم كما يذكر عبدالله كاهل ، و من ناحية أخرى فإن أسلوب الرسم أو التعبير قد يكون له دلالات سياسية و اجتماعية و إن كان الموضوع مجردا منها ، و استشهد كاهل بأعمال الفنان رفيق شرف الذي تحدى الصورة الزاهية للطبيعة اللبنانية و قدمها بشكل أكثر سوداوية ، و أرجع هذا التقديم لخلفية الفنان الذي يأتي من خلفية شيعية تحمل شعورا سلبيا متعلقا بوجودها الاجتماعي في الكيان اللبناني.
و اختتم كاهل ورقته بالحديث عن فن مرحلة الحرب الأهلية و ذكر بأنه خلال هذه الفترة حدث تحول في مواضيع اللاندسكيب اللبناني ، فمواضيع اللاندسيكب الطبيعية اخذت بالهجرة إلى نحو داخل المدينة و تحولت إلى السيتي سكيب ، فالفنان اللبناني بعد أن كان يصور الطبيعة اللبنانية بجبالها و أنهارها و وديانها انتقل لتصوير المباني و الترسانات المصبوغة بالأعلام و الشعارات السياسية و التي من خلالها ظهرت للسطح الانقسامات الداخلية اللبنانية بعد أن كانت تحاول الاختباء طوال الأعوام التي سبقتها.
———–
ملاحظات:
– ما ينطبق على الحديث عن دبي ينطبق كذلك على العديد من المدن العربية و التي من ضمنها المناطق الكويتية طبعا !
– يبدو بأن المصير المشترك للعرب يخص مشاكلنا و خلافتنا أكثر من أي شيء آخر لأن عبدالله كاهل تحدث بشكل موجز عن مشاكل الفن اللبناني في الوقت الحالي و وجدتها مطابقة تماما لمشكالنا في الكويت !
– عندما بحثت عن الفنان رفيق شرف على جوجل وجدت بأن غالبية النتائج كانت تتحدث عن خبر وفاته !!
مؤتمر جلاسجو (الجزء الثاني): بين اسطنبول و موسكو و بيروت
تاريخيا و حتى آواخر السبعينات من القرن العشرين كان ينظر لفن الشرق بمنظور تقليدي أسسه الكتاب و الفنانين المستشرقين الذي أظهروا المنطقة على أنها منطقة بسيطة و متأخرة حضاريا إلا أنها تملك سحرا شرقيا خاصا مرتبطا بمواضيع السلاطين و الخيام و الحريم و ليالي ألف ليلة و ليلة ، و لكن في عام 1978 كتب إدوارد سعيد كتابه الشهير “الاستشراق” و نبه فيه الأدب و الفن الغربي على أن هناك سوء في الفهم و أخطاء منهجية يعاني منها الباحثون في أمور منطقة الشرق الأوسط.
أولى الأوراق العلمية كانت بعنوان المجموعة البحر أوسطية: كنوز الفن العربي في منزل هنري فرعون قدمتها مي فرحات من الجامعة الأمريكية في بيروت ، خلال الربع الأول من القرن العشرين قام رجل السياسة اللبناني هنري فرعون ببناء بيته على الطراز العربي/الإسلامي التقليدي و بدأ بجمع ما استطاع من التحف و الآثار المتعلقة بالتاريخ اللبناني و تاريخ المنطقة بشكل عام ، تراوحت المجموعة ما بين الآثار العربية و الإسلامية و الفينيقية و التي جمعت من لبنان و سوريا و فلسطين و قبرص و غيرها من مناطق البحر الأبيض المتوسط.
تحدثت فرحات عن مفهوم البحر أوسطية و أن فكرة فرعون كانت أن المنطقة اللبنانية تتميز بتاريخ مشرك بين أعراق و حضارات مختلفة عاشت و تعيش في هذه المنطقة ، كان فرعون من خلال مجموعته هذه يهدف لأن يجمع بين الأعراق المختلفة من خلال التعدد العرقي لمجموعته و التعدد الرمزي للعناصر المعمارية الموجودة في المنزل ، فتم استخدام النقوش الإسلامية بجانب المسيحية بجانب الفينيقية و ذلك للدلالة على التآلف و العيش المشترك خاصة في تلك الفترة الحرجة من تاريخ لبنان بعد إعلان مفهوم لبنان الكبير و ظهور دعوات الاستقلال عن الانتداب الفرنسي.
———–
ثاني الأوراق كانت بعنوان بين أوربا و آسيا: لوحات محطة قطار مدينة كازان في موسكو ١٩١٣-١٩١٦ و قدمتها إنيسا كوتينيكوفا من متحف جورنينجر في موسكو ، تتناول الورقة العلمية موضوع اللوحات و الجدارايات المعروضة في محطة قطار كازان و التي تمثل حلقة الوصل بين أوربا و آسيا الوسطى ، تلك اللوحات و الجداريات أتت متأثرة بحياة القرى و الأرياف التركمانستانية و بساطتها ممزوجة بالتراث و الأدب الروسي خاصة مع ارتباط فناني و أدباء الاستشراق الروس بالشرق الذي وجدوا فيه السحر الذي افتقدوه بالثقافة الأوربية.
جدير بالذكر أن فكرة الاستشراق الروسية تنظر للشرق على أنه منطقة آسيا الوسطى ، على خلاف النظرة الغربية للشرق على أنه منطقة الشرق الأوسط.
بالحديث عن الاختلاف الثقافي الجغرافي لمفهوم الشرق فإن فندا بيركسوي من جامعة اسطنبول التقنية ذكرت في ورقتها أنه بالثقافة التركية العثمانية يعتبر الشرق هو الجانب العربي و “البدوي” على وجه التحديد ، و ذلك يعطينا انطباعا بأن فكرة “الآخر” التي تحدث عنها إدوارد سعيد يمكن النظر إليها بشكل نسبي ، فالمجتمعات و الثقافات المختلفة لديها “شرقها” الخاص بها و الذي تعتبره أكثر بساطة منها و أقل تقدما.
تحدثت بيركسوي عن مفهوم “الاستشراق الداخلي” و عن نظرة المجتمع التركي “المتغرب” للتقاليد العثمانية و المناطق “النامية” (كما كان يطلق عليها) التي ظلت متعلقة بها على أنها “آخر” لا ينتمي لأفكارها “التقدمية” و ذلك خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى و في العشرينات و الثلاثينيات من القرن العشرين على وجه التحديد ، كتطبيق على ذلك تحدثت بيركسوي عن النظرة الاستشراقية في لوحة “ميدان تقسيم” للفنان التركي نظمي ضياء و التي قدمها في معرض الثورة في عام ١٩٣٥ ، يوضح هذا العمل التغير بصورة المرأة التركية على وجه التحديد و انتقالها من “الحريمية” إلى شكلها الغربي “المتقدم”.
-—–
و في موضوع مرتبط تحدثت مارتينا بيكر من جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة عن فترة إصلاح نظام التعليم التركي خلال السنين الأولى للنظام الجمهوري التركي و عن تأسيس أكاديمية الفنون الجميلة في اسطنبول في ١٩٣٢ ، و ذكرت أن سياسة الحكومة التركية كان لها تأثيرا مباشرا على نهج هذه الكلية و نظامها و مناهجها التي أعدت لإخراج نوعية معينة من الفنانين و الحرفيين ، و هذه السياسة مع مرور الوقت كانت لها نتائج سلبية تمثلت في تبرؤ بعض الفنانين الأتراك منها و من سياستها.
——-
في الجزء القادم سنتحدث عن كل من الطراز المعماري في دبي و نظرة جديدة لفن اللاندسكيب اللبناني.
الفئران آتية !
[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=Dnag8D3aAZk[/youtube]
ليست جميع الفئران ناقلة للأمراض بشكل طبيعي ، فعلينا هنا أن لا ننسى كذلك فئران التجارب البيضاء الجميلة ، تلك الفئران “المخدّية” و المغلوبة على أمرها حالتها صعبة ! فهي تظن بأنها تعيش في أحضان الطبيعة الخلابة بينما هي بالواقع موضوعة في قفص زجاجي صغير.. تلقم الطعام تلقيما… طعام لا تدري من أين مصدره و لكنها تأكله لتعيش ، تغرز بحقن مشبوهة المحتوى أحيانا ، تضيع في متاهات مجهولة الهدف في أحيان أخرى ، فهي إذن أيضا حيوانات مسكينة حتى و إن كانت لا تحمل الأمراض.
و طبعا ليست جميع الفئران سيئة أو مسكينة ، فهناك ميكي ماوس الطيب و مايتي ماوس القوي و الفأر جيري الذي كثيرا ما يحسّر بالقط توم ، و للفئران أعداء لدودين مثل القط توم الآنف الذكر.. و محمد السنعوسي و صاحب فتوى ميكي ماوس الشهيرة ، يعني الفأر له قاعدة ثقافية عريضة في حياتنا و ليس مجرد مخلوق صغير من رتبة القوارض كما نعتقد.
هناك نوع ما من البشر يشابه في خواصه الثقافية … الفأر ، مو قصدي بهذا التشبيه الإساءة على الإطلاق… فأنا شخصيا أعتبر من هذا النوع من البشر 🙂
white mice pet mouse By Joost J. Bakker IJmuiden
المدونون !
نعم.. هناك المدون الطيب و المدون البطل و المدون المشاغب ، و هناك أيضا المدون ناقل الطواعين و المدون فأر التجارب… و هذان النوعان الأخيران هما موضوع مقالي لهذا اليوم.
بدأ تفكري في الوسط التدويني الكويتي قبل بضع أسابيع عندما انتشرت بين المدونات قائمة تضم “التوب تن” بين المدونات الكويتية حسب تصنيف موقع أليكسا ، كمطور مواقع إلكترونية لي رأي في موقع أليكسا و مصداقيته و لكن ليس هذا مجال طرحه ، ما يهما هنا و ما شد انتباهي هو نوعية تلك المدونات التي يقبل عليها الكويتييون… كانت صدمة خفيفة بالنسبة لي لأني اكتشفت بأن الوضع أسوء مما كنت أتصور !
قبل أن أكمل كلامي عن تلك المدونات “التوب” و ما هو محتواها أود أن أذكر بأن الوقت مناسب الآن للاطلاع على موضوع هل أنت دودة؟ إن لم تكن قد قرأته من قبل أو كنت تحتاج لتذكره لأن الكلام القادم متعلق به بشكل مباشر و بموضوع المجتمع الإستهلاكي الذي تناولته بعدة مقالات سابقة.
المدونات صمام ذو إتجاهين ، فاتجاه المدونة يعتبر تمثيلا لإتجاه المجتمع… و في نفس الوقت فإن المدونة عامل موجه لذلك المجتمع ، يعني المدونات تعبر عن رأي المجتمع ، و المدونة قد تحمل أيضا مشعل القائد للمجتمع و المحرك له ، لذلك فإن الإطلاع على المدونات و طريقة تفكير أصحابها يعطينا مؤشرا قويا على الإتجاه الذي يسير أو سيصل إليه المجتمع ، لهذا السبب علينا أن ننظر لقائمة أشهر المدونات الكويتية بشكل جدي و ندرسها بعناية.
ما هي تلك المدونات و ما هو محتواها؟
دون الدخول بالتفصيل الممل يمكن الاطلاع على القائمة في موقع الأخ فرانكوم.
الحالة مارك
طبعا يتربع على رأس القائمة المدون الشهير مارك ، مارك هو واحد من أعرق المدونين في الكويت ، فقد بدأ التدوين منذ عام 2004 تقريبا في الوقت الذي كان غالبية الناس لا تعرف حتى معنى كلمة بلوق ، مدونته منوعة و تحتوي على الغث و السمين من المواضيع ، مواضيعه بشكل عام لا بأس بها… و لكن ذلك لا يمنعنا من أن نوجه له إصبع الإتهام باعتبار أنه هو من أشعل شرارة التدوينات الإستهلاكية ! مارك هو شاب يعشق جمع “الأشياء” و يجيد الحديث عنها ، فنجده تارة يتكلم عن كاميرة جديدة ، و عن حذاء أو مكينة حلاقة تارة أخرى ، من أشهر مواضيع مارك كذلك هي المواضيع التي قدم فيها تقييما لمطاعم شاورما الدجاج و مطاعم البرغر الكويتية و العالمية ! إستطاع مارك من خلال الشخصية و النفسية “الكوول” التي يمتلكها أن يجمع من حوله قاعدة جماهيرية شبابية عريضة ، هذه القاعدة الجماهيرية -بالإضافة لإجادته لفن التقديم- جذبت انتباه الشركات و المؤسسات التجارية التي بدأت تعي أهمية الشبكات الاجتماعية في التأثير التسويقي (أضف لذلك كون مارك متخصص في مجال التسويق و يعمل بواحدة من أكبر شركات الدعاية و الاعلان في المنطقة) ، فقامت تلك الشركات التجارية باستغلال وضعه الاجتماعي من خلال تزويده بأحدث منتجاتها و خدماتها ليقوم بالحديث عنها من خلال مدونته ، طبعا الكثير من متابعي مدونته شعروا بنوع من الغيرة و تمنوا أن يكونوا بمكانه ، فمنو يعاف إنه يحصل على معاملة خاصة و فرصة لتجربة “الأشياء” ببلاش؟
بدأت بعد ذلك المدونات بشكل عام الانتشار بالكويت و المنطقة ، و لا أعرف من هو أول من قام بعملية “الإستنساخ الماركي” و لكن ظهرت على السطح مجموعة كبيرة من المدونات ذات النفسية “الكوول” و التي تقدم -بشكل سطحي بأغلب الأحيان- عرضا لأحدث “الهبّات” في الوسط الشبابي الكويتي ، فانتشرت مواضيع الكب كيك و المجمعات و الأحذية و برامج الآي فيون و الحقائب و المطاعم و الإكسسوارات ، و ياريت إن هالمواضيع ذات طابع تحليلي مفيد… بل هي بالغالب على شكل صورة و تعليق بفقرة واحدة… أو فيديو يوتيوب و تحته سطر.. أو حتى بدون سطر ! و أنا هنا لا ألوم المدونين على هذا الطرح.. فكل حر فيما يكتب أو يقدم.. و بالنسبة لي فإن الإبتعاد عن هذه المدونات و مواضيعها الـ#### هو أفضل حل ، جل ما أستطيع أن أقدمه لهؤلاء المدونين هو نصيحة بتغيير نمط حياتهم حتى لا يتحولوا إلى مخلوقات دودية.. أو يسقطوا ضحية للطاعون -و العياذ بالله- بنشرهم للفكر الإستهلاكي بين صفوف الشباب!
المرحلة التالية في عالم المدونات -وهي الأكثر خطورة- هي مرحلة الوعي التجاري ، بالطبع فإني أستخدم كلمة “الوعي” بتحفظ لأن ذلك الوعي ليس بالضرورة أن يكون شيئا إيجابيا ! إنتبهت الشركات التجارية لمسألة التسويق الإجتماعي كما ذكرنا عند الحديث عن حالة مارك ، و لكن ما حصل مع البعض هو تحول مسألة التسويق إلى مسألة تقترب من “الرشوة” ! أستطيع أن أفهم أن تقوم وكالة سيارات مثلا بإتاحة الفرصة لمدون لتجربة سيارتهم الجديدة و الحديث عنها (هذا إن كانت المدونة متخصصة في عالم السيارات مثلا)… و لكن كيف نفسر أن يقوم دليل للمطاعم بتقديم صناديق من الشوكولاتة أو الآيسكريم للمدونين كـ”هدية”؟! ما علاقة خدمتكم بموضوع الآيسكريم؟ .. هل الشوكولاته مصنوعة بمصنع الوالد مثلا؟! و طبعا المدون المسكين لفرط سعادته بأن هناك من أعطاه ويهاً يقوم بحسن نية بزف خبر تلقيه لهذه “الهدية” السكرية و شكره و تقديره للمؤسسة الفلانية أو الموقع العلاني على بادرتهم الطيبة دون أن يعلم بأنه بحركته هذه قد تحول لفأر تجارب قد تم وخزه بإبرة لا يعلم محتواها! فهل فكر بالسبب الذي دعى تلك الجهة لتقديم تلك الهدية له شخصيا؟ هل فكر بدوافعها و بآثارها؟
الإرهاب الغذائي
الحادثة الأخيرة و الأخطر و التي فجرت هذا الموضوع هو إقدام أحد مطاعم الوجبات السريعة على دعوة مجموعة من المدونين لتجربة منتجهم الجديد ، تسأل ما هو هذا المنتج الجديد؟ هو كارثة حقيقية !!! ففي الوقت الذي تحاصر فيه مطاعم لوجبات السريعة و يضغط عليها شعبيا و إعلاميا في سبيل محاربة ما تقدمه من سموم أثبت الأبحاث و التجارب المخبرية ضررها على الصحة العامة نجد ذلك المطعم قد استورد لنا وجبة “حصرية” من أجل أن يقدمها كهدية لنا مساهمة منه في تضييق شراييننا و توسيع كروش شبابنا! فماذا كانت ردة فعل مدونينا الأكارم؟ لا شيء سوى السمع و الطاعة و السقوط في الفخ تحت تأثير رائحة الجبنة.. المصحوبة بالهمبرغر اللذيذ… الله يزيد النعمة !
المدون مارك صريح مع من يريد التعامل معه ، فهو يشرط عليهم أن يقوم بنشر ما يعجبه من المنتجات.. أما ما لا يعجبه فإنه لا يتكلم عنه إطلاقا حتى لايخسر “الزبون” ، فهو على الأقل وضع لنفسه معيارا يقبل فيه ما يشاء و يرفض ما يشاء ، سمعت بمدونة أخرى (و هي أيضا مؤلفة كتب) قدمت لها إحدى الشركات الكبرى عرضا مغريا كي تهدي لهم بعض أعمالها… لكنها رفضت عرضهم السخي… لماذا؟ لأن تلك الشركة لها سجل غير مشرف في المجال البيئي.. و ذلك أمر يخالف مبادئ تلك المدونة !
“مبادئ” .. هل سمعت بهذه الكلمة من قبل؟ المبادئ و القيم و المعايير هي ما يفرق بين الفأر الطيب البطل و الفأر ناقل الأمراض.. و فأر التجارب ، فأي نوع من تلك الفئران تود أن تكون يا عزيزي المدون؟ هل ستسقط في الفخ أم ستعيش حرا؟
والله يكافينا شر الطواعين.