In the old days in Kuwait, before the discovery of oil, pearling (or pearl hunting) was one of the main incomes of the Kuwaiti economy. The diving season usually take place in the summer and lasts for approximately four months. Most of the harvested pearls gets sold by the Kuwaiti merchants to the Indian jewellers of Mumbai, from where they import other goods such as wood, gold, spices, textiles and others.
The craft of pearling lost its importance in the 1930s, and that is due to the discovery of cultured pearls, which devalued natural pearls. Another factor that affected pearling in Kuwait was the discovery and exportation of the Kuwaiti oil in the late 1930’s which offered alternative easier fields of work to Kuwaitis.
In the 1980’s Kuwait Sea Sports Club, with the patronage of the late Emir of Kuwait Sheik Jaber Al Ahmad Al Sabah, revived the old tradition of pearl diving by organising a new yearly journeys in a similar manner to the classical ones, but shorter in period (one week).
The Photos
The photos of this project were taken during the Quffal festival of this year, in 30 August 2012. I was not prepared for this project as I knew about it the same morning. So before the evening I just grabbed my Leica, wore my shorts and went to the KSSC.
The M7 had a black and white Lomography Lady Grey 400 film inside it, which was great because it gave the pictures that grainy classical look. The lens used was a LEICA 50mm f/2 SUMMICRON-M.
——————
مجموعة صور لاحتفال “القفال” بمناسبة انتهاء رحلة الغوص السنوية التي ينظمها النادي البحري الرياضي الكويتي سنويا.
من عادتي قبل التوجه لأي معرض فني جديد أن أكون صورة مسبقة عن هذا المعرض وأطمح – غالبا – بأن يعارض الواقع فكرتي المسبقة! و معرض بيروت ٢ (Beirut II) المقام في الفترة ما بين ٦ يونيو إلى ١٨ يوليو في قاعة CAP في الكويت قام بالفعل بمخالفة فكرتي المسبقة.. ولا أدري إن كانت هذه المخالفة شيئا إيجابيا أم سلبيا! فتوقعاتي عن العرض كانت بأن أرى بيروت المسالمة “الجميلة” مجسدة بأعمال الفنانين اللبنانيين المشاركين، أحببت لو كانت “جميلة” لأن الواقع “غير الجميل” شيء ليس بغائب عنا.. فنراه يوميا في نشرات الأخبار التي تلاحقنا ولا نلاحقها، فالفن بالنسبة لي هو مجال للانسلاخ من الواقع لتقديم ما هو مختلف.. عله يكون علاجا لآلام مجتمعاتنا المثقلة بالجراح، لا أقصد هنا بأن يتحول الفن إلى “بروباجاندا” موجهة.. فتلك وظيفة وزارات الإعلام وليس الفنانين! ولكن أقصد بأنه لا بأس بأن يستغل الإبداع الإنساني كمهرب من الواقع.. أو على الأقل بأن يتم التعبير من خلاله عن هذا الواقع بشكل أكثر سموا عنه… وهذا ما لم يتحقق من خلال الكثير من الأعمال المقدمة من خلال هذا المعرض.
ربما يكون الوسط الذي قدمت أعمال المعرض من خلاله يفرض هذا النوع من الواقعية، فالأعمال تراوحت بين الأفلام وتركيبات الفيديو (Video Installations) والفوتوغرافيا والخامات المتعددة (Mixed Media).. فهي بالتالي تعتمد بشكل أو بآخر على الانعكاس “البصري” للمشهد الواقعي، تدافع بارعة مراد منظمة المعرض عن هذه الأعمال بقولها بأن هذا النوع من الأعمال منتشر بين الفنانين اللبنانيين في الوقت الحالي – خاصة بين الفنانات اللبنانيات – ولذلك أرادت أن تركز على هذا الوسط، ومما زاد واقعية المعرض وجود العديد من أعمال الفيديو الوثائقية أو التسجيلية البحتة، وحول سؤال عن الحد الفاصل بين الفلم الوثائقي والفني تقول بارعة بأنه خط غير واضح المعالم، فالأعمال الوثائقية المعروضة برأيها تتميز بالموضوعية وتركز على قضايا إنسانية قدمت كما هي بأدنى تدخل من قبل الفنان وهي بالتالي تمثل تصويرا لحقيقة موجودة على أرض الواقع لم يقم الفنان إلا بنقلها كتجربة إنسانية.
بيروت والحرب
ملاحظتي على المعرض بأن جميع الأعمال المقدمة من خلاله تناولت موضوع “الحرب” وآثارها بشكل أو بآخر، بل وأن الكثير من الأعمال الفنية اللبنانية – حسبما لاحظت – التي قدمت منذ الثمانينات وحتى اليوم تدور حول موضوع الحرب… بما في ذلك مواضيع اللاندسكيب – والتي يفترض بأن تمثل جمال الطبيعة – كما يذكر عبدالله كاهل وكما أوضحت في مقال سابق، لذلك سألت بارعة مراد عن ما إذا كان ممكن لبيروت أن تعيش ويظهر إبداع فنانيها دون الحرب، فكان جواب بارعة بأن “الحرب هي واقع لبناني” وبالتالي فإنه من الطبيعي أن تنعكس الحرب وما يتعلق بها من قضايا على الثقافة فتصبح جزءا من الحديث اليومي لأفراد المجتمع وتخرج ممزوجة بفنونه وآدابه، وتذكر كذلك بأن الظروف التي سبقت المعرض صادفت التأثر بأحداث مثل مقتل الحريري والعدوان الاسرائيلي عام ٢٠٠٦ بالإضافة للاضرابات التي لحقت ذلك وبالتالي فإنه من الطبيعي أن نشاهد تأثير ذلك على الأعمال المقدمة، وترى كذلك بأن الإبداع والجمال من الممكن أن يظهر في الحرب والسلم على حد سواء، فليس صحيحا بأنه لابد من وجود عذاب ومرارة حتى يبدع الإنسان مستشهدة بفن دافنشي وميرو، فالفن حالة من التفكير… وأنت لست بحاجة لظروف متطرفة حتى تقوم بالتفكير كما ترى بارعة.
المصيدة!
قد يكون تبرير بارعة للمواضيع المقدمة من خلال المعرض منطقيا.. لكني لا أستطيع أن أتقبله كما هو دون أن أورد ملاحظاتي عليه، ربما قد يلاحظ قارئ هذه المقالة بأني لم أتطرق للأعمال المقدمة من خلال المعرض بشكل مفرد بل ركزت على موضوع المعرض ككل وعلى حديثي مع منظمة المعرض لا الفنانين المشاركين فيه ولي في ذلك حكمة، الفن المعاصر لم يعد “الفنان” هو محوره الأوحد كما كان في السابق، فالفن اليوم هو عملية فكرية معقدة وليس تقديما لأحاسيس الفنان أو أحلامه أو جنونه أو.. تراثه! فمن “يصنع” الفن اليوم هو منظومة معقدة تقدم فكرا إنسانيا شاملا تتكون من الفنان والناقد والمسوّق والعارض و – طبعا – المنظم، العمل الذي يعرض في سوق الفن اليوم ويشاهده الناس ويركز عليه الإعلام هو خلاصة فكر جميع أطراف المنظومة الفنية المعاصرة، لذلك فمنظم المعرض – وهو من يقوم بصياغة فكرته العامة واختيار الأعمال المشاركة فيه – هنا لا يقل أهمية عن الفنانين المشاركين في عملية إيصال الفكرة، والآن إن أخذنا بعين الاعتبار الرقم “٢” في عنوان معرض بيروت ٢ فسنالاحظ بأنه المرحلة الثانية في جولته العالمية بينما المرحلة الأول نشأت في النمسا.. وهنا يحق لي بأن أضع علامة تعجب صغيرة! كمعرض وجه بالأساس للجمهور “الغربي” أليس في التركيز على موضوع “الحرب” ترسيخا لصورة ذهنية “اسشراقية” موجودة مسبقا لدى ذلك الجمهور عن المنطقة العربية وعن بيروت بالذات؟ بصياغة أخرى.. عندما أشاهد معرضا فنيا عن بيروت مقدما في أوربا يظهرها كمنطقة حرب ونحن في مطلع القرن الواحد والعشرين فالأمر يتساوى عندي مع معرض يظهر الكويت كمنطقة صحراوية بخيامها و”بعارينها” وبراقع نسائها وآبارها النفطية.. في الثلث الأخير من القرن العشرين! المسألة بالنهاية مسألة اختيار للفكرة والصورة التي نريد تقديمها، قد يكون صحيحا بأن “الحرب هي واقع لبناني” كما تذكر بارعة ولكن بالتأكيد هو ليس الواقع الوحيد، هو واقع “شائع” نحن من نقوم بتعزيزه وإبرازه بقصد أو دون قصد، وأعتقد بأن بارعة وقعت في مصيدة السوق الغربي عندما قدمت له ما يوافق متطلباته وتوقعاته بينما كان بإمكانها أن تستغل الفرصة التي أتيحت لها لمفاجأته بما يخالف تلك التوقعات وتغيير ما لديه من مفاهيم عن المنطقة.
بين بيروت والكويت
عندما زرت معرض بيروت ٢ لم أستطع إلا أن أقوم بمقارنة ثقافية بين لبنان والكويت، التاريخ المشترك والتقارب الاجتماعي بين البلدين يمتد لعقود طويلة والأهم من ذلك التقارب هو وجود عوامل وظروف متشابهة مرت وتمر بالبلدين بين الحين والآخر، ربما تكون الحرب هي أشد هذه الظروف! والسؤال الوارد الآن هو: هل أثرت الحرب على الفن الكويتي كما أثرت على اللبناني؟ ربما.. لفترة محدودة.. ثم اختفى تأثيرها المباشر برأيي ومن خلال ملاحظاتي، تأثير الحرب على الفن الكويتي جاء كردة فعل ولم يتعمق بوجدان الفنان الكويتي.. وقد يكون هذا أمرا إيجابيا إن نظرنا إليه من الجانب النفسي، قد يكون الكويتيون قد اختاروا طي ذكرى الحرب بإرادتهم، فهم يخشون الحديث عن حربهم القصيرة (رغم قسوتها) لأنها ترجع لذاكرتهم صدمات مؤلمة قد تكون الحياة من دونها أسهل خاصة في ظل القبة المادية والاستهلاكية التي أحاطوا أنفسهم بها خلال العشرون عاما الماضية.. وذلك موضوع تناوناه كثيرا في مواضيع سابقة، أما اللبناني فقد “قُوي ألبو” لطول حروبه وتنوع وتعقيد أطرافها فلم يعد يخشى التعبير عنها، فمن الأسهل على اللبناني أن يرجع جميع مصاعب حياته وإحباطاته ومشاكله إلى الحروب التي مرت على وطنه… كما علق الكويتيون جميع مشاكلهم بعد التحرير على شماعة الغزو.
نضيف لما سبق كسبب للاختلاف في الطرح الإنساني لقضية الحرب بين الفنان اللبناني والكويتي أن أسلوب التعبير الفني عن الحرب – وغيرها من القضايا الإنسانية – يختلف بشكل ما بين فناني البلدين، فبينما تذكر بارعة مراد أن أسلوب الفن “التصوري” (Conceptual Art) والذي قدمت أعمال معرض بيروت ٢ من خلاله حديث عهد في لبنان ولم يولد فيها إلا من ٢٠ عاما نجد بأننا في الكويت مازلنا بانتظار المخاض الذي سيؤدي إلى ولادته لدينا! فالفنون في الكويت مازالت “تشكيلية” و”جمالية” وتعتمد على الخامات والأدوات الفنية التقليدية وتمارس من خلال مدارس ونظريات القرن السابق وبالتالي تأثيرها الإنساني لا يتوافق مع متطلبات المتذوق المعاصر ولا يعبر عن قضاياه بالشكل المؤثر.. إلا ما ندر… وذلك ربما يكون موضوعا لمقالات قادمة.
هي لوحة زيتية للفنان الإنجليزي جون فردريك (فيديريك) لويس (١٨٠٤-١٨٧٦) أنتجها عام ١٨٥٦، يعد جون فردريك لويس من من يطلق عليهم فناني الاستشراق، ترحل ما بين اسبانيا وايطاليا وتركيا ليستقر في مصر خلال الفترة من ١٨٤١ إلى ١٨٥٠ وأنتج خلال هذه الفترة الكثير من اللوحات والاسكتشات، تعتبر لوحاته المائية من أجمل أعماله نظرا لدقتها وتناسقها وانسجام ألوانها.
يدعي البعض بأن أعمال فدريك لويس نقلت صورة صادقة للشارع المصري في ذلك الوقت… خاصة إذا ما قورنت أعماله بأعمال بقية فناني الاستشراق في ذلك الوقت الذين بالغوا في تصوير الشرق بأنه عالم أسطوري ساحر يشبه عالم قصص ألف ليلة وليلة، وهذا طبعا -بالإضافة للأعمال الاستشراقية الأدبية والأكاديمية الأخرى- كان سببا في تكوين الصورة الذهنية للشرق المتخلف والغارق في الاستبداد وعالم الخرافات، وكانت هذه الصورة أحد الأسباب التي استندت عليها الحركة الاستعمارية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، ولا تزال هذه الصورة تلازم الشرق حتى يومنا هذا، قد يكون فيديرك لويس بذل جهدا أكثر من غيره وسعى للاقتراب من الشارع المصري وتنقل بين ضواحيها مصورا شوارعها وأحيائها وقصورها وصحرائها، ولكن أعماله لا تخلو من عنصر المبالغة التاريخية بغرض الخروج بأعمال مبهرة “يمشي سوقها” لدى الزبون الانجليزي والأوربي، لا أود الخوض في تفاصيل هذه المبالغات في هذ الموضوع السريع ولكني مستعد للتوضيح لمن لديه اهتمام بذلك.
أوردت اللوحة الجميلة أعلاه كمثال على أعمال هذا الفنان والتي يتضح فيها حرص فيديريك لويس على تبيان التفاصيل الدقيقة… بل والمبالغة فيها من أجل الجمال الشكلي، جدير بالذكر أن فيديريك لويس يستخدم نفسه كموديل في العديد من الأعمال التي أنتجها، الشخصية الرئيسية في هذه العمل والتي ترتدي اللباس الأحمر هي الفنان نفسه باللباس العربي… أو كما يحاول أن يصور على أنه اللباس العربي.
الوضع باختصار هو أنه بعد الأزمة الاقتصادية التي عمت العالم قبل ثلاث سنوات تقريبا لجأت حكومات الدول المتضررة من الأزمة لعملية دعم للبنوك وكبرى الشركات المتضررة في محاولة منها لاستدراك الكارثة، في نفس الوقت لجأت هذه الحكومات إلى عملية تقنين لقطاعات الخدمات العامة كالتعليم والصحة والمواصلات وقد طالت عملية التقنين هذه حتى الرواتب التقاعدية لموظفي هذه القطاعات.
الجملتين السابقتين هي مدخلي لموضوعي الذي سيربط الاقتصاد بالثقافة بالتصوير الفوتوغرافي.. بشكل ما، علاقتي بالاقتصاد هي بالضبط مثل علاقتي بمباريات برشلونلة… ولكن إن كانت لدي موهبة في هذه الحياة فهي القدرة على تبسيط الأفكار المعقدة وتقديمها بشكل يفهمه الجميع… و أنا أولهم طبعا، لذلك ليسامحني خبراء الاقتصاد إن أدخلت “عصّي” بتخصصهم الجميل وليرشدوني إن كنت أخطأت في فهمي أو قدمت صورة أبسط من اللازم لوضع عقّد العالم وأفقده صوابه.
ما أعجبني في خِضم متابعتي للأحداث العالمية الجارية هو تفاعل الشعوب الإيجابي مع تلك الأحداث ونشاط مجموعة كبيرة من المهتمين في توجيه تلك الشعوب وتوعيتهم بما يحيط بهم من مخاطر تمس حياتهم اليومية، أنا لا أتابع الأخبار ولا أقرأ الصحف (لأني حريص على صحتي النفسية) ولكن آثار التفاعل الإيجابي مع الأحداث هي من القوة بحيث أنها استطاعت أن تصل إلى عتبة بابي… حرفيا!
بتاريخ ٣٠ /١١ /٢٠١١ حوالي الساعة الثانية عشرة والربع ظهرا تبادر إلى سمعي أصوات صيحات وهتافات تأتي من الشارع المحاذي للمبنى الذي أسكن فيه، طللت من النافذة لأشهد هذا التجمع بشري الكبير وهو يقترب ويمر بجانب شقتي، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أشهد فيها مثل هذه التظاهرات بنفس المكان ولكن العدد هذه المرة أكبر بكثير من المرة السابقة، يعني انتبهت لتقدم الجماهير وذهبت لأحمل كاميرتي الجديدة (فوجي أكس ١٠) وقمت بتصوير بداية تقدم الجموع من النافذة، ثم قررت أن أنزل للشارع… فارتديت ملابسي ونزلت من الدور الخامس عن طريق السلم (الأصنصير كان خربان) وخرجت للشارع لأجد بأنه لم تفتني حتى نصف المسيرة!
المشاركون بالمسيرة هم من جميع الأجناس والأعراق والأعمار، الصفة الجامعة لهم هو كونهم موظفون في القطاع العام كالمدرسين وموظفي البلدية والإطفائيين وسواق الحافلات والعاملين في المستشفيات وغيرها من المهن، طبعا أنا وقتها لم يكن لي أي علم بما يحدث، كل ما استطعت استيعابه وقتها من خلال قرائتي للافتات والشعارات المرفوعة هو أن هناك دعوة سائدة للحكومة للعدل في المعاشات التقاعدية.
ما استوعبته لاحقا بعد عودتي للبيت والبحث عن طريق جوجل عن ما يحدث هو أن هذه المسيرة هي جزء من إضراب عام عم جميع أرجاء بريطانيا للاعتراض على قرارات الحكومة بتخفيض المعاشات التقاعدية للمتقاعدين وذلك في سعيها لخفض الضغط على الميزانية المتعَبة للدولة، النغمة السائدة لهذا الإضراب ولغيرها من التحركات الشعبية المناهضة لسياسة التقنين (Cuts) التي تتبعها الحكومة في وجه المواطن العادي هي الشعور بانعدام العدالة في التعامل مع الأزمة الاقتصادية، فالحكومة تضغط على المواطن العادي بتخفيض الإنفاق على الخدمات التي يحتاجها وبتكبيده أعباء إضافية على شكل ضرائب مرتفعة ونفقات تعليم متزايدة وغيرها من المصاريف الإضافية، و في نفس الوقت فإن يدها تمتد بسخاء لدعم البنوك والشركات الضخمة التي أخذت تتلاعب بأموال الدولة وتتحايل عليها وتقدم وعودا واهية في مساعدة المواطن العادي دون أن تفي بها.
حالة عدم الرضا والشعور بانعدام العدالة هي حالة أصابت الكثير من شعوب الدول المتضررة من السياسات الاقتصادية للدول المتضررة بالأزمة الاقتصادية، الأمر الذي ظهر على شكل مظاهرات أو إضرابات أو عنف في بعض الأحيان، ظهرت كذلك حركات وحملات اجتماعية وسياسية تقف في وجه التوجهات الحكومية الظالمة… مثل حملة “نحن الـ ٩٩ بالمئة” (We Are the 99 Percent) والتي تعني تمركز الأموال بيد ١ بالمئة فقط من الناس والذين بسبب أخطائهم يقوم الـ٩٩ بالمئة الباقين بدفع الثمن من جهدهم وأموالهم وحياتهم، و ظهرت كذلك حركات “الاحتلال” كحركة احتلال وول ستريت واحتلال لندن واحتلال الكونجرس وغيرها من الاحتلالات في مختلف مدن العالم، الهدف من هذه الاحتلالات هو إيصال رسالة تطالب بالعدالة في توزيع الثروة وعدم اقتصار القوة الإقتصادية على فئة قليلة تتحكم بمصائر الشعوب… بل ومصير البشرية جمعاء.
ربما لو كانت الأزمة الحالية متقدمة خمس سنين أو ربما أقل من ذلك فلربما ما كانت هذه الحركات الشعبية لتظهر اعتراضها بالشكل الإيجابي الكبير كما هو حاصل اليوم، هذه “الصحوة” الشعبية لم تكن لتنتشر أولا لولا الإيمان بأهمية تحرك الشارع لأخذ حقه بيده كما يقال بدل الإعتماد على الحكومات وتخبطات الساسة ودهاء التجار، هناك إشارة كذلك إلى التأثر بما يسمى بحركة “الربيع العربي” والثورات التونسية والمصرية التي قدمت مثالا على قدرة الشعوب على إحداث التغيير المباشر حتى دون المرور عبر ما يطلق عليه اسم “القنوات الديموقراطية” التي من السهل أن يتأثر مسارها بقوة الضغط الذي تمارسه الشركات الضخمة عن طريق نفوذها الاقتصادي.
إن كنت مهتما بمعرفة كيف أن الشركات الكبرى هي من يتحكم بمصائر البشر فيمكنك مشاهدة قصة Citizens United v. FEC ، التالي هو فيديو مختصر لها، كما أنصح كذلك بالاطلاع على موقع The Story of Stuff للمزيد من المعلومات المبسطة.
قد يكون الأمر الأهم من التأثر “بالربيع العربي” الذي ساعد على خروج هذه الحركات الشعبية هو وجود مستوى عال من الوعي والثقافة لدى أفراد المجتمع، لا أستطيع أن أنهي حديثي في هذا الموضوع دون أن أقارن بين نوعية الطرح الملاحظ في تحركات الإصلاح الاقتصادي التي أتحدث عنها هنا وبين تحركات الإصلاح الكويتي على سبيل المثال، أسهل ما يمكن طرحه هو تشبيه احتلال الكونجرس باقتحام قاعة مجلس الأمة… وشتان بين الاحتلالين! فالأول كان احتلالا منظما في وضح النهار ومخططا له بدقة، أما الثاني فحدث بعشوائية دون أدنى تخطيط ودون إدراك لعواقبه، الأمر الآخر هو أن المتظاهرين ومن يخططون لهم هم إما الشباب الجامعي أو الناشطون السياسيون الشباب ربما بتوجيه من المفكرين والمثقفين وبرعاية من النقابات والمنظمات الشعبية، أما التواجد “السياسي” في هذه الحركات فهو هامشي! ليس هناك ساسة يقودون هذه الحملات (بل إن هذه الحملات موجهة “ضد” الساسة) ولا من ضمن صفوفهم “نواب” أو قادة أحزاب يتلاعبون بهم ويوجهونهم كما يريدون.
إن تأملت في الشعارات واللافتات التي يحملها المتظاهرون فإنك لن تجد علما بريطانيا واحدا!! ولن تسمع أحدا يهتف باسم الملكة أو يمجد بريطانيا ويعظمها! تكلمت في موضوع الصورة الكبيرة عن الفرق بين القومية والوطنية… وهنا نجد مثالا ساميا للوطنية الحقة… وهي تتمثل بالحرص على أهم مقومات الوطن.. الإنسان، الوطن ليس علما يرفع أو شعارات تردد ولا حتى أرضا يمشى عليها، بل هو ذلك الإنسان وعزته ومكانته وحريته وحقوقه، متى ما اختلت الموازين التي تسيّر حياة ذلك الإنسان فإن الوطنية تستلزم عليه أن يتحرك لتقويمها متسلحا بالعلم والثقافة والنظام… وليس بالمشاعر الجياشة.
يمكنني أن أختم بمقارنة بمستوى الترتيب والتنظيم… ولكن مقارنة أي شعب بنظام الإنجليز لن تكون عادلة 🙂 المسيرة بدأت بهدوء وسارت بهدوء وانتهت بهدوء خلال ساعة تقريبا، تقدمها لابسو السترات الفسفورية ورافقتها وحدات الإسعاف السريع وختمت بتجمع داخل قاعة الحلبة الوطنية NIA، دخل القاعة من دخل والبقية اللي يدل بيته يروح 🙂
الصور التي التقطتها كانت عبارة عن تجربتي العملية الأولى للكاميرا الجديدة، أستطيع القول بأني سعيد جدا بالنتائج، الصور التي تراها هنا تقريبا لم تعدل سوى بالكروب أحيانا وبالقليل من الكونتراست (لأني استخدمت بروفايل منخفض الكونتراست أصلا) والشادو، أما الألوان فهي ألوان الفوجي الرائعة.
قد تكون سمعت عن فكرة الجهاز الموجود في الصورة أعلاه ، فكرة الجهاز هي كونه عبارة عن كاميرا مجردة من العدسة يتم تركيبها داخل الكاميرات الفلمية لتتحول إلى ديجيتال ، أي يقوم المصور باستخدام جسد و عدسة الكاميرا الفيلمية دون الحاجة للفلم و ما يتعلق به من مجهود و تكاليف ، الفكرة رغم كونها قديمة جدا و تعود لما قبل عام 2001 ما زالت متداولة في أوساط عالم المصورين و تظهر للسطح بين فترة و أخرى على شكل كذبة إبريل! طبعا نتحدث هنا عن “فكرة” الجهاز لأنه واقعيا ليس موجودا بالأسواق… و لا نتوقع إنتاجه تجاريا في المستقبل القريب و ذلك لأسباب كثيرة أهمها -من وجهة نظري- ما سنذكره في موضوعنا هذا. بغض النظر عن المشاكل التقنية و التجارية المتعلقة بهذا المنتج من حيث محدودية جودة و سرعة الجهاز و حجم السنسور و صعوبة منافسة كاميرات الديجيتال الحديثة بمنتج مشابه السؤال الأهم هو ما هي فائدة هذا الجهاز أصلا لمستخدمي الكاميرات الفلمية؟
بخلاف ما كان عليه سوق الكاميرات في عام 2001 فإن الكاميرات الرقمية تكتسح الأسواق اليوم و قد وصلت لمستوى عال جدا تقنيا و بأسعار تنافسية مع المحافظة على بساطة الاستخدام ، بالتالي أصبحت هي الكاميرات السائدة بينما الفلم هو الخيار الاستثنائي ، من يستخدم الفلم اليوم يقوم بذلك رغبة باستخدام الفلم و ليس لأنه لا يستطيع أو لا يجيد استخدام كاميرات الديجيتال ، بالتالي سوق جهاز “دجتلة” الفلم سيكون محدودا جدا.
سحر الفلم
ذكرنا في الجزء الأول من موضوع عودة الفلم الضال بأن الفلم لم يمت ، الأفلام ما زالت تنتج و تطور و سوق الكاميرات الفلمية مازال مزدهرا و مستخدمي الفلم من جميع الأعمار نشطون و منتشرون ، فما هو السحر الذي يملكه الفلم و لا يوجد في عالم الديجيتال الذي يجذب هؤلاء المستخدمين؟
الجودة
الأفلام و كاميراتها تتنوع بالجودة و تتراوح بين السيء و فائق الجودة ، هناك الكثير من الكاميرات الفلمية المستعملة الممتازة و المتوفرة بسعر جيد ، كما أنه ما زالت هناك وفرة من الأفلام عالية الجودة بالأسواق المتخصصة ، عند استخدام كاميرة فيلمية جيدة مع فلم مناسب يمكن الحصول على صور ذات نقاوة يصعب مضاهاتها إلا بكاميرات الديجيتال باهظة الثمن ، الفلم بشكل عام يتميز بمدى ديناميكي عال (Dynamic Range) و دقة عالية (Resolution) خاصة بالأفلام متوسطة و كبيرة الحجم (Medium and Large Format) ، عند التصوير للعرض على الإنترنت أو للطباعة العادية قد لا يلاحظ الفرق كثيرا ، و لكن عند طباعة الصور الإعلانية الضخمة أو عند استخدام الطباعة الأرشيفية الممتازة الخاصة بالمعارض فإن الفلم يتفوق على غالبية كاميرات الديجتال.
التنوع
جميع كاميرات الديجيتال تتشابه في الصور التي تنتجها ، فلو ألغينا الفوتوشوب لما استطعنا أن نفرق حتى بين صورنا و صور أصدقائنا من حيث الألوان و الكونتراست ، أغلب الكاميرات تحتوي على إعدادات مسبقة تناسب تصوير البورتريه مثلا أو اللاندسكيب أو الأسود و الأبيض و لكن قليل من المصورين يستخدمونها بسبب اعتمادهم على التعديل الكمبيوتري اللاحق (ولا عيب في ذلك إطلاقا) ، لكن مع الفلم في أغلب الأحيان لا تحتاج للتعديل اللاحق على الصورة لأن كل نوع من الأفلام يتميز بألوان و كونتراست و “لووك” يميزه عن غيره ، فهناك أفلام تعطيك ألوان زاهية للغاية تناسب تصوير الطبيعة أو التصوير الإعلاني ، و أفلام أخرى ناعمة الألوان و الملمس تناسب تصوير البورتريه ، أما أفلام الأسود و الأبيض فهي عالم قائم بذاته! و لا ننسى هنا جمال التحبب الفلمي (Film Grain) خاصة عند مقارنته بالتشويش الرقمي (Noise) ، و الكاميرات كذلك تختلف في نوعية الصور التي تنتجها و بالذات كاميرات اللوموغرافي الممتعة.
الإبداع
أعلم بأن الإبداع كلمة مطاطة! ما أقصده هنا هو أنه على خلاف التكنيكات الثابتة للتصوير الديجيتال فإن تصوير الفلم فيه تنوع كبير بالتكنيكات تبدأ من عملية اختيار الكاميرا و الفلم و تستمر بكيفية تصوير الفلم و كيفية تحميضه و من ثم كيفية عمل المسح له (Scanning) أو طباعته.
يمكنك استخدام فلم 35mm عادي مع كاميرا فلم متوسط الحجم ، أو تصوير الفلم بسرعة أعلى أو أدنى من سرعته الطبيعية و من ثم تعويض هذا الاختلاف عند التحميض (Pull and Bush Processing) ، أو تحميض الفلم بمحاليل غير المحاليل المناسبة له (Cross Processing) ، و حتى عند استخدم محلول مناسب فإن ماركة المحلول و عمره (بالإضافة لعمر الفلم) تعطي نتائج مختلفة ، كل مرة تغير فيها أي خطوة أو مكون من مكونات عملية إنتاج الصورة ستتغير معك الصورة النهائية… سواء كان هذا التغير مقصودا أو غير متوقع.
الفلم الديجيتال
لا أقصد الاختراع الذي تكلمنا عنه في بداية هذا الموضوع ، أقصد بالفلم الديجيتال عملية التلاعب بالصورة الرقمية لتحويلها إلى صورة تشبه صورة الفلم ، نعم هناك طرق و برامج و أدوات يمكن استخدامها لمحاكاة الصورة الفلمية ، فما هي هذه الطرق؟ و ما هي فاعليتها؟ و هل تغني عن الكاميرا الفلمية؟ سنتحدث عن هذه النقاط في الجزء القادم من سلسلة عودة الفلم الضال.