أرشيف التصنيف: Philosophy

لماذا الحب قاتلنا؟

هل نحن شعوب بلغت فينا العواطف مبلغها و تشربنا الحب حتى بتنا نستنشقه في كل تمديدة من تمددات صدورنا؟

لا أعتقد ذلك!

واقعنا كما نعيشه يوميا لا يبشر بهذا الأمر و لا أعتقد بأن هناك داع لأفصل الأدلة و البراهين على ذلك.

سؤالي الأهم.. و هو محور حديثي اليوم…

لماذا إذن جميع أغانينا العربية هي أغان عاطفية؟

الغناء له الكثير من المجالات ، و لكن لماذا لا تتحدث أغانينا إلا عن الحب أو الشوق أو الهجر أو العذاب؟ ستقول لي بأن هناك الكثير من الأغاني الوطنية و أنت محق في ذلك ، و لكن الدارج بين الناس و المشتهر من ما ينتج من أغان هي الأغاني ذات الطابع العاطفي … الدليل على ذلك يتجلى بنظرة سريعة على أي قائمة توب تن في التلفزيونات أو المجلات العربية.

إن كنت تعتقد بأن هذا الأمر طبيعي و موجود في كل مكان … فأنت غلطان ! 🙂

الجدول التالي فيه مقارنة سريعة بين أغاني التوب تن عندنا و أغاني التوب تن الغربية ، بالنسبة للتوب تن الغربي فاخترت قائمة مجلة Billboard الشهيرة لتكون مصدر الدراسة ، التوب تن العربي اخترت له القائمة الموجودة في موقع إذاعة مارينا أف أم (لأني بصراحة لا أدري على أي القوائم يمكن أن أعتمد… و لا أعرف غيرها حاليا!) .

إليكم هذا الجدول الذي يحتوي على مركز الأغنية و اسمها و اسم مغنيها و تصنيفها ، التصنيف هنا اعتمدت فيه على كلمات الأغنية المجردة ، أي أنه لا يهمني لحن الأغنية أو توزيعها أو تصويرها أو معانيها المبطنة أو حتى مستواها الفكري أو الأخلاقي ، كم تتوقعون هي نسبة تواجد الأغاني العاطفية في التوب تن العربي و كم هي نسبتها في التوب تن الأجنبي؟

النسب؟

النسب واضحة وضوح شمس شهر يونيو 🙂

نسبة الأغاني العاطفية في القائمة العربية = %100

نسبة الأغاني العاطفية في القائمة الأجنبية = %50

سأدع تحليل هذه الأرقام عليكم 🙂

فهل نحن بالفعل شعوب “حبيبه”؟ أم أنها عقدة نقص؟
هل كنا دائما على هذا الحال؟ أم أنها حالة خاصة بزماننا هذا؟
هل هي مسألة عرض و طلب؟ هل الجمهور “عاوز” أغاني حب؟ أم أن المنتجين “عاوزين” جمهور يستمع لهذه الأغاني؟
هل منتجينا لا يعرفون سوى هذا النوع من الغناء؟
هل هناك أيد خفية تريد تخديرنا بجرعات من هذه المشاعر العاطفية؟ (لازم شغل مؤامرات شوي :razz:)
هل هناك مشكلة في أن تكون أغانينا بهذا الشكل؟ و هل نحن بهذه الحال أفضل من الغرب أم الغرب أفضل أم أنه لا فرق؟

موضوع يستحق دراسة عميقة.

——-
ملاحظات:

– القوائم الموجودة بالجدول هي كما وردت وقت كتابة هذا الموضوع (17/6/2010).
– لم أستمع لجميع الأغاني الواردة بتعمق و لكني خمنت المحتوى من الاستماع لمقاطع منها ، فإن كان هناك خطأ بتقييمي لتصنيفها فأرجو توجيهي لذلك.
– بعض الأغاني الأجنبية يصعب تصنيفها بدقة لأن كلماتها فلسفية نوعا ما و تخضع لتحليل المستمع لها… لكنها بالتأكيد ليست عاطفية صرفة.
– أغنية Cuatro Letras كلماتها إسبانية! (ما أدري ليش!) و لكن لقطت منها بضع كلمات (مثل “آمور”) و خمنت أنها عاطفية.
– “تظلمو” تكتب من غير مد واو الجماعة… على خلاف ما هو وارد في موقع المارينا.

أفكار في رأس السنة

تعمدت أن لا أنشر هذا الموضوع قبل أن يبدأ العام الجديد و بعد أن ينتهي الناس من احتفالاتهم حتى لا يقال بأني من دعاة الكآبة و الإحباط و أني من أعداء الفرح و المتعة… لا سمح الله! إن كنت تخشى أن تسبب لك قراءتك لهذا الموضوع العقلاني أي نوع من أنواع المشاعر السلبية فتوقف الآن… أو انتقل لمشاهدة القطيطات على قولة جماعة فلكر 🙂

لا تخف… كلامي لن يكون له علاقة بالجانب الديني أو العقائدي بشكل مباشر ، ليس لي أي علاقة بكون الاحتفال بهذا اليوم بدعة محدثة و لا تشبه بالنصارى و لا غيرهم و لا أعتقد بأن هذا الاحتفال له علاقة بأي دين أصلا… كما سيرد لاحقا.

نظرتي للموضوع ستكون فكرية أو فلسفية نوعا ما ، لست مع و لا ضد هذا اليوم و الاحتفال به و لكني سأطرح ما توصلت له بعد التفكر فيه عاما بعد عام خلال ما يقارب الثلاث عشرة عاما الماضية.

حدث في رأس السنة

لا.. لم نجد في رأسها قملة 😛

و لكن إن لم أكن مخطئا فقد بدأ تفكيري في هذا اليوم في مع اللحظة الأولى من عام 1997 أو ربما 1998، قبل سويعات من تلك اللحظة كنا قد توجهنا إلى مخيم في بر مينا عبدالله مع الأهل للاحتفال برأس السنة ، إستعدادات الاحتفال كانت بسيطة… بعض الألعاب النارية… مسابقات و العاب بسيطة… هدايا للفائزين… يعني… أشياء بريئة من هذا القبيل.

مع اقتراب موعد رأس السنة بدأ العد التنازلي…

5

4

3

2

1

هييييه !!

خلال الثواني التالية توقفت لأشاهد من هم حولي ، كان الجميع فرحا مسرورا… هناك من يضحك و هناك من يصرخ و هناك من يصفق و هناك من يركض و يقفز ، مستانسين الله يهنيهم 🙂 أنا أيضاً كنت مسرورا بتلك الأجواء… و لكني سألت نفسي :

بم تفرق اللحظة التي تلت الرقم “واحد!” عن اللحظة التي مرت “الآن!”… أو “الآن!”؟

شوية منطق

منطقيا… ليس هناك فرق بين لحظة و أخرى ، ليس هناك ما يعطي اللحظة الأولى من العام الجديد قيمة أكبر من اللحظة التي مرت عليك للتو و أنت تقرأ هذه الكلمة.

ثانيا، حتى إن كانت هناك قيمة خاصة لها… فأي لحظة هي ذات القيمة الأصح… لحظة رأس السنة في أستراليا أم الكويت أم لندن أم نيويورك؟

حتى في المنطقة الزمنية الواحدة… عندما كنا في البر في ذلك العام انتبهت أن بعضا من المخيمات التي حولنا بدأت الاحتفال قبلنا بثوان… وأخرى بعدنا! فمن منا احتفاله “أصح ” من الآخر؟

الاحتفال بهذه اللحظة إذن هو أمر نسبي ، هذا يعني أيضاً انه ليس أمرا قياسيا يمكن تعميمه على كل البشر… فكل يحتفل بتلك “اللحظة” على هواه ! فلماذا “الخبة” و التركيز على مسألة العد التنازلي للثانية الأولى من السنة بالذات؟ لماذا لا أقوم بإجراء عد تنازلي خاص فيني الآن قبل كل البشر -أو بعدهم- و أحتفل ببداية عام جديد لست مضطرا لأن أبدأه بالثانية الأولى من يوم الأول من يناير؟ كيفي.. سنتي و سأبدأها و أنهيها باللحظة التي أريد! و هذا بالفعل ما تفعله التقاويم الأخرى كالتقويم الهجري أو التقويم الصيني ، الكنائس الأورثودوكسية الشرقية على سبيل المثال تحتفل برأس السنة في يوم 14 يناير… كيفهم.

بالتالي لو نظرنا للأمر من الناحية المنطقية لوجدنا أن لحظة دخول السنة الجديدة ليس لها قيمة محددة… ولا ثابتة ، و هذا ليس كل شيء …

لماذا رأس السنة شيء مختلف عن بقية المناسبات؟

جميع المناسبات التي نحتفل بها طوال العام لها مناسبة مرتبطة بها سواء كانت هذه المناسبة دينية أم تاريخية ، عيد الفطر يأتي بعد رمضان و الذي بدوره شهر نزول القرآن ، عيد الأضحى يأتي بعد الحج ، الكريسماس هو يوم مولد سيدنا عيسى عليه السلام ، العيد الوطني و عيد التحرير مناسبتان وطنيتان تاريخيتان معروفتان للجميع ، الثانكس جيفينج… الهالوين… الهاناكا… عيد ميلادي المجيد… جميعها مناسبات لها سبب و مبرر معروف أو متعارف عليه سواء كان هذا المبرر تاريخيا أو حتى مرتبط بقصة خيالية.

بحثت بالموضوع على السريع و لم أجد مبررا مقنعا بمناسبة رأس السنة بصراحة! “المصادفة” التاريخية شبه المقنعة الوحيدة التي وجدتها هي أن هذا اليوم قد يصادف يوم “طهور” سيدنا عيسى عليه السلام! بما أنه ولد بالخامس و العشرين من ديسيمبر فإنه وفقا للأحكام اليهودية يجب أن يختن في اليوم الثامن لولادته… أي بالأول من يناير! و هذا كلام غير منطقي… فلم أسمع على الإطلاق بأحد يحتفل بذكرى “طهور” أحد على مر التاريخ ، ثم أن اليهود لا يعترفون بعيد رأس السنة… و المسيحيون تخلوا عن عادة الختان أصلا ، فكيف ترتبط هذه المناسبة بهذا الحدث؟

على فكرة.. الاحتفال برأس السنة كان يعتبر مناسبة وثنية في فترة من الفترات التاريخية و قد قاومه القساوسة في القرن السابع الميلادي ، بريطانيا كانت و حتى منتصف القرن الثامن عشر تعتبر رأس السنة هو يوم الخامس و العشرين من مارس لأنه يصادف مناسبة دينية لديهم و هي يوم “البشارة” أو اليوم الذي جاء به جبريل إلى مريم ليبشرها بحملها بعيسى عليه السلام (كما هي الرواية في الإنجيل) ، و لم يتم نقل بداية العالم إلى الأول من يناير إلا عام 1752 بعد تبني التقويم الجورجي و الذي بدوره لم يتم اختراعه إلا في أواخر القرن السادس عشر تطويرا للتقويم اليولياني الذي عمل به يوليوس قيصر منذ ستة و أربعين عاما قبل الميلاد ، أما مسألة اعتبار رأس السنة عيد يتم الاحتفال به في الدول الغربية كما هو معمول به الآن فهذا أمرا لا بد من أنه لم يتم إلا بعد تبني التقويم الجورجي بفترة.

لذلك.. فالقيمة التاريخية و الدينية لهذا للاحتفال بهذا اليوم يمكن أن توصف بالـ”مهزوزة” على أقل تقدير ، و هي فوق ذلك تقليد -حسبما هو مستخدم اليوم- قصير العمر نسبيا من الناحية التاريخية إذا ما قورن بعمر التقويم الميلادي ذاته.

مناسبة لا تخلو من بعض الخطورة !

على خلاف جميع المناسبات التي نحتفل بها على مدار السنة فإن احتفال رأس السنة يتم تراكم المشاعر المتعلقة به على مدى طويل نسبيا… لتنفجر في لحظة واحدة ! بينما المناسبات الأخرى تتوزع المشاعر بها على مدار اليوم أو الأيام أو الشهر المتعلق بها ، فلا أحد مثلا يعد عدا تنازليا ليهنئ بعيد الفطر مثلا.. أو الكريسماس أو الفالانتاين… أو عيد العمال! لذلك المشاعر المنفجرة في لحظة السنة الجديدة قد تصاحبها أفعال شبيهة بالهيستيريا أحيانا!  كل حر في مشاعره على كل حال و لست أنتقد تلك المشاعر أو التصرفات هنا ، و لكن أثر إنفجار المشاعر قد يرجع سلبا -من الناحية النفسية- على صاحبه في وقت لاحق ، كما أنه قد يعطي تبريرا لبعض محاربي الفرحة لإغلاق باب الاحتفال بهذه المناسبة خوفا من “هسترة” البعض هداهم الله و ما تجره هذه الهسترة من “ظواهر”… و العياذ بالله! بس هذا مو موضوعنا.

على خلاف المناسبات الأخرى كذلك فإن بعض الناس يعول على هذه المناسبة أن تكون نقطة بداية لتحقيق الأمنيات و التوقعات ، لا أود أن أكون متشائما… و لكن بالغالب فإن تلك الأمنيات ستخيب و سيصاب صاحبها بالاحباط لعدم تحققها مع نهاية العام ، و رغم ذلك سيحمل نفسه عبئ تمني غيرها بالعام التالي (رغم إحباطاته) و هو يعلم بأنها ستخيب أيضا… و لكن ما دام الكل سيتمني فلماذا أكون مختلفا؟! لست ضد مبدأ الأماني ، و لكن ما نيل المطالب بالتمني… و لا فائدة من تلك الأمنيات إن لم تكن مقرونة بعمل ، لا بأس في التفاؤل و الأمل … و لكن ما المشكلة في أن يأمل و يتمنى و يتوقع الإنسان لمستقبله في أي يوم آخر من أيام السنة؟ هل أمنية الأول من يناير تختلف عن أمنية السابع عشر من مايو مثلا؟

جميل التفاؤل في كل وقت و كل موسم من مواسم السنة ، و لو كان لي خيار لجعلت في كل يوم ساعة أسميها ساعة الأمل ، حتى صلواتنا اليومية فيها تجديد للأمل و الرجاء ، كما يجب أن نفرق بين الأماني و التوقعات و بين تحديد الأهداف و الرؤى ، أن تضعا لنفسك هدفا فهذا يعني أن تسير على درب مخطط له للوصول إلى هذا الهدف القابل للتحقق ، و لكن أن تبقي طموحاتك على شكل أماني و تنتظر منها أن تتحقق بنفسها دون جهد فهذه صعبة شوي ، نشاهد ذلك بالتفزيون كثيرا عندما يقابلون الناس نهاية كل عام و يسألونهم عن أمانيهم و توقعاتهم للعام الجديد فنجد أحداهن تقول: أتمنى أن يسود السلام العالم! و آخر يقول: أتوقع أن أقلع عن التدخين! … شيء جميل.. و لكن ما أنتم فاعلين لتحقيق ذلك؟ فكرو في ذلك و أنتم تنعمون بدفئ منازلكم.. و أنتم تشعلون سيجارة جديدة ربما!

يعني ما نستانس؟!

أبدا لا أدعو لذلك 🙂 ، لست ضد الفرح و الاحتفال بذلك اليوم و تلك اللحظة ، أنا بنفسي أحاول الاحتفال مع الناس في هذا اليوم قدر ما أستطيع! رغم جميع ملاحظاتي و أفكاري التي ذكرتها في مقالي هذا إلا أني لا أنكر بأن رأس السنة قد تكون أشهر مناسبة يتم الاحتفال بها حول العالم ، مناسبة تجاوزت مسألة الدين و العرف و الجغرافيا ، نجد المسيحي يحتفل بها و المسلم و البوذي ، و نرى مظاهر الاحتفال بها و أشكاله تختلف من مكان إلى آخر و إن كانت تبدأ بطريقة العد التنازلي ذاتها ، يعني من أنا لأخالف ملاين البشر و أقول لهم لا تحتفلو بهذا اليوم؟! بل و حتى معارضي الاحتفال بهذا اليوم لدواع و حجج دينية فهم أيضا -برأيي- ليس لهم حق بمعارضتهم إن كانت حجتهم أن فيها تشبه بالنصارى… لأن رأس السنة ليس احتفالا نصرانيا و لا دينيا أصلا!

و لكن أعيد تكرار أن كل ما ذكرته أعلاه هو مجرد أفكار و خواطر تجمعت برأسي على مر السنين و أردت إخراجها إليك يا قارئي العزيز ، هي دعوة لإعمال العقل -لا أكثر- حتى نفهم ما يحيط بنا من ظواهر و ما نعايشه من أحداث قد لا نلقي لها بالا ، قد يكون الجهل بالأمر نعمة في بعض الأحيان ، و لكن بما أنك أكملت قراءتك حتى هذه السطور فبالتأكيد أنت لست من عشاق نعمة الجهل ، و على كل حال… سامحني إن أزعجتك ما قرأت من أفكار.

و كل عام و أنتم بخير 🙂

لا للبدليات (1): التاء المربوطة و الهاء و همزتي القطع و الوصل

سأبدأ معكم سلسلة من المواضيع التعليمية البحتة التي سنتعلم من خلالها بعض القواعد البسيطة جدا و التي ستساعدنا على أن نكتب بشكل أفضل سواء في مدوناتنا أو منتدياتنا أو أي مكان نحتاج فيه للكتابة باللغة العربية الفصحى أو حتى العامية في بعض الأحيان ، لن نتبحر في علوم الإملاء و النحو و الصرف فذلك ليس من تخصصي أولا.. و لا أراه مناسبا كي يطرح في مدونة… و لكن سأتكلم عن بعض القواعد البسيطة جدا و التي يخطأ الكثير من الناس فيها ليس لصعوبتها… بل لعدم اهتمامهم بها في أغلب الأحيان.

أهم ما في الأمر هو أنني سأحاول أن يكون الطرح بغاية البساطة و يتماشى مع روح عصرنا الأنترنتي..

—————–

سأبدأ اليوم بموضوعين بسيطين:

الهاء أم التاء المربوطة؟
ما هو الفرق بين “بقرة” و “بقره”؟

همزة الوصل و همزة القطع؟
هل نكتبها أستاذ أم استاذ؟

أتمنى أن يستفيد الجميع من هذه المواضيع الخفيفة و أن أستفيد أنا أيضا من ما لديكم من معلومات ، مرة أخرى أذكر بأني لست متخصصا باللغة العربية… لذلك إن ورد في كلامي خطأ ما فاعذروني و صححوني بما لديكم من خبرة ، كما أنصح كذلك بحفظ الموضوع في مفضلتكم لأن التعديل و التجديد فيه شيء وارد.

و من الآن أصرح بأن نقل هذه السسلة من المواضيع متاح للجميع… لتعم الفائدة على الكل 🙂

———

الفرق بين الهاء و التاء المربوطة في نهاية الكلمة :

تفرق؟

نعم تفرق كثيرا 🙂

لمعرفة إن كان الحرف الأخير من الكلمة يكتب بالهاء أم التاء المربوطة يمكننا القيام باختبار بسيط جدا ، قم بتحريك آخر حرف ، يعني أضف إليه ضمة أو تنوين !

مثال :

مقلمة ٌ
أم
مقلمه ٌ

هل نقرأها “مقـ-لـ-مـ-تون” أم “مقـ-لـ-مـ-هون” … إن كانت “تون” (بالتاء) فهي تاء مربوطة و ليست هاء.

إذا هي تاء مربوطة في هذه الحالة… مقلمة

مثال ثاني :

قتله ُ
أم
قتلة ُ

هل نقول “قتلهو” أم “قتلتو” ؟

ماكو شي اسمه “قتلتو”.. أكو قتلتهُ.. أي هي قتلته ، لكن ما نقول هو قتلتو! .. نقول (نطقا) هو “قتلهو” ، أي تقرأ هاء مضمومة ، و بما أنها تقرأ هاء فهي إذن هاء.. و ليست تاء مربوطة.

قتله

نرجع لمثال البقر

نستطيع كتابة “بقرة” ، و نستطيع كتابة “بقره” ، فما الفرق بين الحالتين؟

البقرةُ .. هو الحيوان الثدي الذي نأخذ منه الحليب.

بقرهُ .. معناها أن شخصا ما “بقر” شيئا ما ، أي أدخل فيه سكينا و “شقه”.

بسيطة أليس كذلك؟

سبب الربكة و الحيرة عند التعامل مع الهمزة و التاء المربوطة يرجع أولا لأننا أحيانا “نستخف” بالفرق بينهما… و هذا أمر خطير كما رأينا ، و السبب الثاني هو أننا اعتدنا على تسكين آخر حرف من الكلمة عند نطقها و ذلك هربا من إعرابها! و عند التسكين سيختفي الفرق لأن بالحالتين سنقرأها هاء! .. لذلك حاول أن تتخلى عن عادة التسكين… على الأقل عند التعامل مع الكلمات الهائية.

———–

همزة الوصل و همزة القطع:

الفرق بين الهمزتين أمر حساس و قد يكون أكثر إرباكا من مسألة الهاء و التاء المربوطة قليلا لأن لمسألة هنا ترجع لفصاحة الكاتب و سلامة نطقه.

التفريق بينهما يتم بشكل صوتي ، يعني خذ وقتا في قراءة الكلمة بتمعن.. هل تنطق الهمزة أم لا؟

مثال :

ما هو الأصح؟

دخل الاستاذ الفصل
أم
دخل الأستاذ الفصل

ما رأيك أنت؟

هل نقرأها “دخل الستاذ الفصل” أم “دخل الـ أ ُ ستاذ الفصل”؟

همزة الوصل تشبه “نطقا” الحالة الأولى ، أي أنها لا تقرأ… أو لا تقرأ بوضوح ، أما همزة القطع ففهيها نعطي الـ “أ” حقها بالنطق ، في هذه الحالة إن لم نعط الهمزة حقها سيكون كلامنا كأنه كلام واحد هندي يتكلم عربي! الستاذ! وين قاعدين ؟!

الأستاذ… همزة قطع تعطى حقها الكامل.

مثال :

يا بني افعل ما أمرتك
أم
يا بني إفعل ما أمرتك

هل ممكن أن ننطقها ” يا بُـ-نيـ-يفـ-عل ما أمرتك” ؟

ليش لأ؟ 🙂

في هاذه هذه الحالة ممكن جدا أن “نصل” الياء الأخيرة من كلمة “بني” في كلمة “افعل”.. دون أن نتحول إلى هنود!

حاول أن تفعل نفس الشيء مع كلمة أمرتك ، “افعـ-لماارتك”… عفيسه ، مو؟!

أسهل طريقة هي وضع الكلمة في وسط جملة ، فإن نطقنا الهمزة بقوة كانت همزة قطع وجب كتابتها “أ”.. أو “إ” ، أما إن كان من الممكن دمجها مع الكلمة التي قبلها فهي همزة وصل لا تكتب… يكتفى بالعصاية “ا”.

مرة أخرى ، أكثر ما يسبب الربكة في هذه المسألة هو أننا نكتب الكلمة مستقلة بذاتها.. بالتالي ستكون بدايتها محركة فننطق الهمزة على كل حال ، بينما إن وضعناها وسط جملة سيتضح لنا الفرق.

أما المسبب الثاني للربكة فهو أننا في كثير من الأحيان ببساطة نتكاسل عن ضغط الـ shift !

———–

ملاحظات :

– من الأخطاء الشائعة جدا في مسألة التاء المربوطة هي كتابة بعض الأسماء المؤنثة مثل: فاطمة ، عائشة ، دانة ، آية بالهاء ، هل نقول فاطمهون أم فاطمتون؟ هل هي فاطمهو بنت محمد أم فاطمتو بنت محمد؟

– هناك إشكالية أخرى بخصوص التاء آخر الكلمة ، فهل نكتبها مربوطة أم مفتوحة؟ … هذه مسألة آخرى سنتاولها في مواضيع أخرى إن شاء الله

– ال التعريف دائما تبدأ بهمزة وصل ! أبدا لا تكتب “ألشمس مشرقة” !!!

-أتمنى إن محد يصيد علي بدلية في هذا الموضوع 😛
——–

في مواضيع قادمة سنتناول قضايا أخرى مثل متى تكتب الهمزة على الألف أو متى تكتب على الواو أو السطر أو الكرسي؟ و كيف نكتب الأعداد… كتابة ، و طبعا المجال مفتوح لاقتراحاتكم و ملاحظاتكم.

لا تنس الجزء الثاني:

لا للبدليات (٢): أين أضع الهمزة؟

تحجي حاضر بلادي !!

سمعنا منذ مدة بأن هناك نية لإزالة محطة أم العيش للاقمار الصناعية… و حاولت أن أهيء نفسي لتقبل هذا الواقع الصعب , و لكن عند مشاهدتي للمنظر البشع أدناه تبدد كل ما هيأته لهذا اليوم!


لا داع لكي أطيل و أسهب في وصف مشاعري… و لا في رثاء هذه “الحدايد” ! المقطع التالي يكفي… شغله إن سمح لك قلبك !


——
تحديث:

مواضيع ذات صلة:

موضوع أخوي خالد الحقان

موضوع من المدون اللبناني مارك

موضوع آخر لـ ^B

يا فشلتي فشلتاه !

maree wa masmoo
إعلان وزارة الأعلام في الصفحة الأخيرة من جريدة الوطن 2009/8/29

ياله من إعلان مخزي ذلك الذي يبثه تلفزيون الكويت بين الفينة والأخرى و الذي يتحدث عن قانون “المرئي و المسموع”… ذلك القانون “البلوه” الذي يوجب “الاستتار” بسبته… لا التباهي به نهارا جهارا أمام خلق الله!

لا أدري كيف يفكر المسؤولون في تلفزيون الكويت و ماهو جمهورهم المستهدف في هذا الإعلان؟ بث الإعلان عبر القناة التلفزيونية الفضائية و في أوقات الذروة يعني أنه سيشاهد من قبل ملايين البشر حول العالم الذي يرقب و يتابع ما يحصل عندنا.. و ليس فئة محدودة من المشاهدين ، فهل هو شيء مقصود أن ترسخ فكرة “إننا نراقب و نتابع كل شيء قد تشاهدونه يا كويتييون… و لن نتوانى عن ملاحقة أي كلمة أو صورة تخرج منكم دون إذننا !!” لدى العالم أجمع؟ أما كان من الأجدى ترك القانون يأخذ مجراه دون هذه الضجة.. أو على الأقل الاكتفاء بإثارة الموضوع محليا؟

لا تهمني هنا قضية برنامج “صوتك وصل” و لا قناة سكوب ولا حتى قانون المرئي و المسموع ذاته ، فقد شاهدت البرنامج المقبور على اليوتيوب و وجدته أسخف من أن أضيع عليه بايتا واحدا من باندودث مدونتي ! (لن أضع له روابط.. اللي يبيه يدوره :razz:) و لكن ما قهرني و أثار حفيظتي هو ردة فعل وزارة الاعلام غير المبررة على هذه الحادثة.

طريقة الاعلان الاستفزازي الذي يبثه تلفزيون الكويت ذكرتنا بالضبط بإعلام النظام العراقي البائد الذي كان يفخر ببطشه و استبداده ، فإن كنا لا ننكر على نظام استبدادي مثل نظام صدام حسين أن يتباهى بقمعه و إحكام قبضته على شعبه فإننا نستنكر و بشدة أن يتبع الإعلام الكويتي نفس الأسلوب -علانية- وهو الإعلام الذي ينظر له العالم بأنه الأكثر حرية بالمنطقة!

يا جماعة الخير…

نعلم بأنكم تعملون وفقا للقانون ، و نعلم بأن تصرفاتكم و إجرائاتكم لم تأت من فراغ و لا كانت وليدة اللحظة ، بل هي نتيجة لتمادي بعض من أساء أستخدام الحرية المتاحة له… على الأقل برأيكم ، و لكن للقانون ميدانه و رجاله ، من أساء يعاقب بالقانون و القضاء… فلماذا “الهليلة” الإعلامية حول هذه القضية “بالذات”؟ هل هي المرة الأولى التي يخالف فيها القانون؟ أم أن نوعية المخالفة و حجمها أكبر من كل مرة؟ أم أن من إدعى التعرض للضرر هذه المرة “أخطر” من كل مرة و أكثر إثارة “للرعب”؟!

سؤال أخير…

نحن لا يحق لنا حتى أن نتكهن بما سيأتي به القضاء ولا حتى ان نتمنى ولكن…

اشتسوى عليكم يا تلفزيون الكويت إذا حصل و حكم القضاء ببراءة المدعى عليهم في هذه القضية؟!

مو راح تكون فشلتكم مضاعفة؟!

الله يستر علينا و عليكم و المسلمين