سأقطع عهدي بالتركيز على المواضيع الأيجابية لأنقل لكم بعضا من كلمات تحلطم وردت علي مساء اليوم عندما كنت في سوبرماركت “ساينسبيري” القريب من منزلنا ، توجهت إلى”الجمعية” لشراء بعض الحاجيات للفطور و تذكرت بأننا بحاجة للمبة لإضاءة المطبخ ، ما احتجته هو لمبه سبوت “فر” و يفضل أن تكون موفرة للطاقة ، إلى الآن الوضع طبيعي.
لم أجد ما أريد.. أغلب اللمبات كانت عادية… و مسمار… و لكن ليس ذلك ما شد انتباهي…
ما شد انتباهي هو الاعلان التالي الذي كان موضوعا بين الأرفف :
الترجمة:
———-
العنوان: لمبات الإضاءة التقليدية
نظرا للتغيرات في قوانين الاتحاد الأوروبي ، سيتم وقف جلب الأنواع التالية من لمبات الإضاءة إبتداء من الأول من سبتمبر 2009 :
– اللمبات التقليدية بقوة 80 واط و ما أكثر
– اللمبات التقليدية المطفية/غير الشفافة
علما بأن بيع هذه الأنواع من اللمبات سيستمر حتى نفاذ مخزونها.
———
لم أتحسر كثيرا لأن أصحاب الجمعية أغرقوا الأرفف بما تبقى من مخزونهم من تلك اللمبات التي ستصبح قريبا من “الممنوعات” مما ضيع علي فرصة الحصول على ما أردت… و لكن حسرتي على تأخر ثقافتنا التي ما زالت لا تعرف الفرق بين اللمبة العادية و اللمبة الموفرة للطاقة غير أن الأولى “أرخص” من الثانية!
الحكومات هنا لم تعد بحاجة لأن تعلم الناس بأن اللمبات الوفرة للطاقة هي أرخص على المدى الطويل… و الأهم من ذلك صديقة أكثر بكثير للبيئة نظرا لأنها -بالطبع- لا تستهلك الا جزءا بسيطا من الطاقة إذا ما قورنت باللمبات التقليدية ، لم تعد تلك التوعية همها لأنها انتقلت بالفعل إلى مرحلة جديدة… و هي مرحلة الاستغناء عن تكنلوجيا أيام توماس أديسون -رحمه الله- نهائيا!
متى يا ترى سنحذو نحن حذوها؟
بالتأكيد ليس قبل أن “يكوّدوا” علينا فوائض فوائض مخزوناتهم من تلك اللمبات الأديسونية ! و طبعا تلك الفوائض تستهلك عندنا دون أية مشاكل ، فنحن نوفر لنا.. و لا نوفر لها !
غير ذلك… من سيهتم أصلا بفكرة الانتقال من التكنولوجيا الاديسونية إلى التكنلوجيا الموفرة للطاقة ؟ فذلك قرارسيعارضه نوابنا الأكارم بالطبع … خوفا من “شبهة التنفيع” لوكلاء تلك اللمبات التي ستكون شيطانية بأعينهم (ما لم تكن وكالتها تابعة لأصحابهم طبعا) ! أما طاقتنا و بيئتنا فكفاية نغني عليها و نحطلها دعايات بالشوارع و التلفزيونات و راح تتصلح بروحها 🙂
لما محطاتنا ما قدرت تستحمل الاحمال الكهربائية لجأت وزارة الكهرباء للقطع الكهربائي المبرمج (مع إني لما الحين مو فاهم شعلاقة البرمجة بقطع الكهرباء!) و أخذت تناشد المواطنين و المقيمين لترشيد الاستهلاك -ولاحظ التعليل- “علشان ما تنقطع” ، بالتالي المواطنين شنو كانت ردة فعلهم؟ و شنو كانت الكلمة الدارجة لديهم؟
” ألحين احنا من أغنى الدول النفطية و قاعدين نتبرع بمحطات حق الدول الثانية و محطاتنا تنقطع؟! ”
“وين الحكومة ما تبني لنا محطات جديدة تكفينا؟!”
طبعا لما نقول “تكفينا” فهذا معناه الباطن إن “خل الحكومة تحط لنا محطات أكثر… علشان نصرف كهربا أكثر على كيفنا من غير لا تنقطع ” هذا هو المعنى الحقيقي لمن يتمعن بالسالفة… للأسف!
طبعا الناس ما نتلام…
اذا الحكومة و المسؤولين قاعدين يخاطبون الناس بأسلوب “رشدو ولا ترى بنقطع عنكم!” ضاربين بعرض الحائط الأهداف الأساسيية الأسمى… كقضية البيئة و الاحتباس الحراري و مبدأ الحفاظ على الطاقة و تسخيرها لأهداف أخرى غير استهلاكية مثلا… فبالتأكيد ردة فعل الجمهور ستكون بالطريقة التي نراها!
نحن لا نلوم الناس اذا لم يدركوا خطورة الاسراف في الطاقة ، لأن زين منهم اللي معطين الحكومة ويه ! فلتتغير المفاهيم الكبرى و الاولويات لدى الحكومة (سواء حكومتنا أو كافة حكومات العالم) و لتتغير تبعا لذلك طريقة مخاطبتهم للجمهور و نوعية الرسائل التي يوجهونها له… و من بعد ذلك انظر للنتائج و ادعيلي 🙂
اللهم ارزقنا علما نافعا
و عملا صالحا متقبلا
و اكفنا شر انفسنا
و لك الحمد و الشكر