أرشيف الوسم: سياسة

يا فشلتي فشلتاه !

maree wa masmoo
إعلان وزارة الأعلام في الصفحة الأخيرة من جريدة الوطن 2009/8/29

ياله من إعلان مخزي ذلك الذي يبثه تلفزيون الكويت بين الفينة والأخرى و الذي يتحدث عن قانون “المرئي و المسموع”… ذلك القانون “البلوه” الذي يوجب “الاستتار” بسبته… لا التباهي به نهارا جهارا أمام خلق الله!

لا أدري كيف يفكر المسؤولون في تلفزيون الكويت و ماهو جمهورهم المستهدف في هذا الإعلان؟ بث الإعلان عبر القناة التلفزيونية الفضائية و في أوقات الذروة يعني أنه سيشاهد من قبل ملايين البشر حول العالم الذي يرقب و يتابع ما يحصل عندنا.. و ليس فئة محدودة من المشاهدين ، فهل هو شيء مقصود أن ترسخ فكرة “إننا نراقب و نتابع كل شيء قد تشاهدونه يا كويتييون… و لن نتوانى عن ملاحقة أي كلمة أو صورة تخرج منكم دون إذننا !!” لدى العالم أجمع؟ أما كان من الأجدى ترك القانون يأخذ مجراه دون هذه الضجة.. أو على الأقل الاكتفاء بإثارة الموضوع محليا؟

لا تهمني هنا قضية برنامج “صوتك وصل” و لا قناة سكوب ولا حتى قانون المرئي و المسموع ذاته ، فقد شاهدت البرنامج المقبور على اليوتيوب و وجدته أسخف من أن أضيع عليه بايتا واحدا من باندودث مدونتي ! (لن أضع له روابط.. اللي يبيه يدوره :razz:) و لكن ما قهرني و أثار حفيظتي هو ردة فعل وزارة الاعلام غير المبررة على هذه الحادثة.

طريقة الاعلان الاستفزازي الذي يبثه تلفزيون الكويت ذكرتنا بالضبط بإعلام النظام العراقي البائد الذي كان يفخر ببطشه و استبداده ، فإن كنا لا ننكر على نظام استبدادي مثل نظام صدام حسين أن يتباهى بقمعه و إحكام قبضته على شعبه فإننا نستنكر و بشدة أن يتبع الإعلام الكويتي نفس الأسلوب -علانية- وهو الإعلام الذي ينظر له العالم بأنه الأكثر حرية بالمنطقة!

يا جماعة الخير…

نعلم بأنكم تعملون وفقا للقانون ، و نعلم بأن تصرفاتكم و إجرائاتكم لم تأت من فراغ و لا كانت وليدة اللحظة ، بل هي نتيجة لتمادي بعض من أساء أستخدام الحرية المتاحة له… على الأقل برأيكم ، و لكن للقانون ميدانه و رجاله ، من أساء يعاقب بالقانون و القضاء… فلماذا “الهليلة” الإعلامية حول هذه القضية “بالذات”؟ هل هي المرة الأولى التي يخالف فيها القانون؟ أم أن نوعية المخالفة و حجمها أكبر من كل مرة؟ أم أن من إدعى التعرض للضرر هذه المرة “أخطر” من كل مرة و أكثر إثارة “للرعب”؟!

سؤال أخير…

نحن لا يحق لنا حتى أن نتكهن بما سيأتي به القضاء ولا حتى ان نتمنى ولكن…

اشتسوى عليكم يا تلفزيون الكويت إذا حصل و حكم القضاء ببراءة المدعى عليهم في هذه القضية؟!

مو راح تكون فشلتكم مضاعفة؟!

الله يستر علينا و عليكم و المسلمين

زراعة الكراهية

أسكن هذه الأيام وخلال زيارتي القصيرة للكويت بأحد الفنادق الجديدة بالقرب من مدينة الكويت، مثل جميع الغرف الفندقية فإن التلفزيون فيها يحتوي على باقة مختارة من القنوات التلفزيونية… طبعا مختارة من قبل إدارة الفندق وليس مني، ومثل جميع زياراتي للفنادق فإن أول القنوات التي يتوجه لها الريموت كنترول هي قنوات الأطفال… حكم القوي على الضعيف 😛

قنوات الأطفال التي فرضت علي وعلى ابنتاي هذه المرة كانت قناتي كارتون نتورك وسبيس توونز، وهما -بشكل عام- -وبالنسبة لي- قد تكونان من أسوأ قنوات الأطفال تربويا! لن أدخل بتفاصيل بعض ما تعرضه هاتين القناتين من سموم فكرية فذلك يستدعي بوستات أخرى طويلة، ولكني سأركز على فقرة واحدة لم أستطع تمالك قريحتي عندما شاهدتها وسمعتها !

الفقرة كانت على قناة سبيس تونز والتي نصيبها أكبر من المشاهدة لأنها تعتبر أخف القناتين ضررا، لا داعي لوصف تفاصيل الفقرة.. فقد وجدتها على اليوتيوب وتشاهدونها هنا:

 

 

أولا ، إن كان هناك من الناس من لا يجد بأسا في ما تحمله كلمات هذه النشيدة من أفكار وقيم فلا ضير في ذلك، كل منا يحمل أفكارا خاصة به وهو حر بالاعتقاد بها وتوصيلها لأبنائه ، و”كل واحد حر بموزه” على قولة سمير غانم 🙂 ، لكن غير المقبول هو أن يكون هناك من يحاول أن يزرع تلك الأفكار بعقول الأطفال وكأنها من المسلمات المفروضة على الجميع!

قد تتساءل، ما هي تلك الأفكار؟ وما هي خطورتها؟

أولا ، لا أقبل أن تنتهك براءة أطفالي بمجرد كلمة “طلقة! تلو الطلقة!” فوجود تلك الكلمة بأغنية للأطفال هي بحد ذاتها جريمة!! فكيف إذا كانت كلمات الأغنية تصف كيف أن تلك “الطلقة” اخترقت “جسد” ذلك الطفل! وكيف إن كانت تتحدث عن “رحيل” جسد ذلك الطفل وبقاء “روحه” و”بكاء” أبيه عليه؟! هل تدرك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة أن هذه النشيدة الموجهة للطفل تحدثه عن فكرة “الموت” و”التمزق” بالرصاص؟

ماذا بقي للطفل من براءة إن زرعنا مكانها صور الرصاص والجروح والدماء والدموع بهذا الشكل؟ كل الدراسات التربوية والإعلامية تؤكد بأن العنف ومشاهده وأفكاره هي من أخطر ما يمكن أن يتعرض له عقل الطفل، جميع القنوات التلفزيونية المحترمة تمتنع عن عرض أي مشاهد للعنف حتى فترة متأخرة من الليل حتى لا يشاهدها الأطفال، جميع الأعمال الكارتونية والدرامية والترفيهية الحديثة الموجة للطفل تبتعد قدر الإمكان عن أي مشاهد للعنف أو الموت أو الدماء أو الرصاص…. وحتى الأسلحة والمسدسات والبنادق فيها إن كان لا بد من استخدامها فإنها تستبدل بأسلحة خيالية كالليزر أو البلازما أو الطاقة أو غيرها، ونحن نصف لطفلنا بدقة متناهية كيف يمكن أن تخترق الطلقات جسده مثل الورقة!

العنف ما هو الا جزء من كوارث هذه النشيدة… الجزء الآخر -والأخطر- هو الجملة الختامية والتي تلعلع بها منشدتنا قائلة :

“كذب المحتل ولو صدق!”

يا سلام!!

لا أدري من أي عرف أو عقيدة أو دين تم استسقاء هذه الفكرة “الجهنمية”! إن كنت عدوي فكلامك كذب… مهما قلت… حتى لو قدمت لي الحجج والبراهين، حتى لو أريتني ما تحدثني عنه أمام عيني بآيات واضحة للعيان… فأنت كاذب! أولست عدوي؟ أولست أنت من تتحدى عقيدتي؟ أولست أنت من اعتديت علي وعلى إرث أجدادي؟

هممم.. ذكروني… أين سمعت بهذا المبدأ من قبل؟!!!!

ثم نقول “لماذا يكرهنا و يحاربنا العالم؟”

أرجع وأقول، إن كنت أنت مقتنعا بأن “لا بأس” بأفكار تلك النشيدة فلا مشكلة عندي… أنت حر ولن أعتبرك “كذابا” لأنك لا تتفق معي، ولكن ما أرفضه هو محاولة أن “تفرض” تلك الأفكار على أبنائي!

يعني الأخ في الفيديو التالي حر في ما يفعله بهذه الطفلة البريئة لأنها بالنهاية ابنته… كما يبدو:

 

 

لكن هذا لا يعني أنه يجب فرض نفس “البرمجة” على جميع أطفالنا، فنحن نسعى لجيل يفكر ويدرس ويحلل… لا لآلات نبرمجها على أفكار العنف والتقوقع والكراهية أو غيرها من الأفكار.. دون أخذ رأيها ودون أن حتى تدرك مالذي تتعلمه، لنتذكر أننا إن نحن زرعنا تلك الأفكار في رؤوسهم الصغيرة فلن نجني غير ما زرعنا، و الله يستر.

Waltz With Bashir

إستمعت قبل أسابيع بالإذاعة البريطانية بينما كنت بالسيارة للقاء مع مخرج سينمائي كان يتحدث عن فلمه الجديد ، ما شدني في بداية الأمر هو اللكنة التي كان يتحدث بها.. ظننت بالبداية إنه عربي.. خاصة و أني التقطت كلمات مثل لبنان و إسرائيل و صبرا و شاتيلا ، إكتشفت لاحقا أنه كان يتحدث عن فلم يتناول قضية الحرب اللبنانية الأولى 1982 و بالذات عن مذبحة صبرا و شاتيلا ، لم أفهم من هو منتج الفلم أو مخرجه..و فكل ما التقطته هو اسم الفلم (أو هكذا اعتقدت) .. و الذي نسيته أصلا قبل أن أصل للبيت ، انتهت السالفة عند هذا الحد.. إلى أن قرأت قبل أسبوعين تقريبا على موقع مجلة التايم تقريرا مصورا يتحدث عن الأفلام الكارتونية التي تصلح للكبار….و إذا بآخر فلم منها هو نفس الفلم الذي لم أستطع تثبيت اسمه…..و نعم.. كان كارتونيا 🙂

اسم الفلم هو Waltz With Bashir ، نظرا لأنه فلم مهرجانات و ليس فيلما تجاريا وجدت صعوبة في إيجاد دار سينما تعرضه ، و لكن قبل أيام وجدت إنه يعرض بسينما قريبة منا و ذلك لمدة يومين فقط! بالطبع لم أفوت الفرصه و اتجهت فورا لمشاهدته.

بصريا.. الفلم رائع ، يجمع بين الرسوم المتحركة الثنائية و ثلاثية الابعاد و أسلوب الرسم و التحريك فيه نوع من الواقعية ذكرتني بفلم A Scanner Darkly ، صورت مشاهد الأكشن فيه بطريقة تضاهي أي فلم كارتوني غربي.. و إن كانت واقعية تلك المشاهد و ما تجسده من حوادث حقيقية تجعل من هذا الأمر أقرب للإيلام من الإثارة! و هنا أمر يميز هذا الفلم… يعني اعتدنا في أفلام الأكشن الكرتونية أن نتحمس عن اشتداد القتال مثلا.. و لكن هنا لا مجال للحماس و ذلك لإداركنا بأن ما نشاهده ليس أمرا خياليا بالكامل… بل مبني على حقائق واقعية!

الفلم لم يقدم شيئا جديدا تاريخيا ، فهو يتحدث عن أحداث حصلت بالواقع منذ 26 عاما و جميعنا سمعنا أو قرأنا عنها ، الجديد بالفلم هو طريقة عرض ذلك التاريخ ، فبطل الفلم هو جندي إسرائيلي فقد ذاكرته المتعلقة بأحداث الحرب بسبب الصدمة العاطفية التي تعرض لها خلال الحرب ، يصور لنا الفلم رحلته في تذكر تلك الاحداث عن طريق أحاديثه و لقاءاته مع زملاءه الذين كانو بدورهم -على العكس منه- يحاولون محي تلك الأيام من ذاكرتهم ، ما أيقظ رغبته في تذكر تلك الاحداث هو حلم متكرر كان يراوده… فنشاهد طوال الفلم ذلك الحلم و هو يمتد و ينحل تدريجيا حتى نهاية الفلم عندما يتحول إلى واقع.

ما أتذكره من كلام مخرج الفلم -وهو إسرائيلي- هو أن الفلم استقبل في إسرائيل بشكل إيجابي جدا ، فصحيح أن الفلم لا ينكر تورط “بعض قادة” الجيش الاسرائيلي في مذبحة صبرا و شاتيلا إلا أنه يظهر و يركز على الموقف الإسرائيلي المنكر للمجزرة و المتبرأ من الحرب ككل ، بمعنى آخر كأنه يقول “إحنا مالنا شغل… اللبنانيين المسيحيين اذبحوا الفلسطينيين المسلمين.. الله يغربل ابليسهم!” ، الفلم -كما ذكر المخرج- كان يستقبل من قبل السفارات الإسرائيلية في الخارج استقبالا احتفاليا… و يدفع دفعا للمشاركة بأي مهرجان أو مناسبة… و لهم الحق في ذلك.

الشيء الجميل -و الذكي- في فلم هو أنه كان يمسك العصى من المنتصف ، يعني هو لم يصور الجندي الإسرائيلي بإنه البطل المغوار… و لا الشريف العفيف ، بل كان تصويره له واقعيا ، فقدم الجندي الجبان.. و الجندي المتعصب.. و الجندي الغبي ، بمعنى آخر…و باختصار.. قدم شيئا لم و لن نشاهده بالأفلام العربية التي تتناول هذا النوع من القضايا! كذلك طرح الفلم نوعا من التعاطف مع الشعب الفلسطيني و العربي ، نعم نحن نفهم بأن هذا التعاطف مصطنع و أنه في أغلب الأحيان شيء غير واقعي.. بدليل نتائج انتخاباتهم و ما نشاهده يوميا في نشرات الاخبار ، و لكن الأمر مختلف بالنسبة للمشاهد الاجنبي .. فما سيراه و يتأثر فيه هذا المشاهد هو الجانب العاطفي الذي قدم له بجرعة مركزة ، و بصراحة… لولا اطلاعي البسيط على على تاريخ المنطقة في تلك الفترة لأثر فيني أنا أيضا! أو هو بالفعل أثر فيني بعد خروجي من دار العرض مباشرة..و احتجت لبضعة أيام حتى أستطيع العودة لصوابي و كتابة هذا الموضوع بتعقل.

الفلم جميل و يستحق المشاهدة ، نعم هو مأساوي و يجلب الهم قليلا…و لكنه بنفس الوقت ممتع و مثير ، أنصح بمشاهدته لمن يستطيع الحصول عليه… مع تذكر أنه للكبار فقط 🙂 ، دائما ما أقول… معلوماتنا التاريخية يجب أن تأخذ من الكتب لا الأفلام ، و لكن أستطيع القول بأن الأحداث التاريخية بالفلم لا بأس في دقتها ، فهي مبسطة (قد يكون أكثر من اللازم) و مباشرة فمن الممكن أن نشاهده بأمان قبل أو بعد أن نقرأ عن التاريخ قليلا.

————-

تحديث :

– لقاء مع مخرج العمل آري فولمان يتحدث فيه عن الطريقة التي تم فيها إنتاج العمل :

http://www.studiodaily.com/filmandvideo/technique/how/10305.html

– الجدير بالذكر أن الرسوم المتحركة تمت باستخدام برنامج “فلاش” ، و هذا أمر غريب لأن هذا البرنامج يستخدم عادة لإنتاج الرسوم المتحركة على الانترنت و ليس للسينما أو التلفزيون ، و لكن المخرج لجأ لهذه الطريقة توفيرا للمصاريف.

– سيتم طباعة قصة مصورة (Graphic Novel) مستوحاة من الفلم و إصدارها في الولايات المتحدة شهر يناير المقبل.

انتخاب الفكرة


omma

تعمدت خلال الفترة السابقة أن أتجنب الكتابة في السياسة و لم أفكر بالعودة لها -مؤقتا- الا بعد أن استقرت الأمور في البلد -نسبيا- و بعد أن أحسست بحاجة لطرح فكرة محددة أردت التعبير عنها.

بالبداية أود أن أشيد بأحد الكتاب الرائعين و الذي يمتعني و يفيدني بكتاباته اليومية في جريدة الجريدة ، الكاتب الشاب حمد نايف العنزي.. أحد الكتاب القلائل جدا الذين أحرص على متابعة أعمدتهم بشكل شبه يومي ، كتب حمد العنزي قبل أسابيع مقالا هاما جدا طرح من خلاله قضية بغاية الحساسية و هي قضية إشهار الأحزاب في الكويت ، أهم ما يميز مقالة الأخ أحمد -و يميز أغلب كتاباته- هو طرح القضية بشكل متوازن ، ذكر من خلال تلك المقالة كلا الرأيين.. المعارض و المؤيد لإشهار الاحزاب و ذكر بالنهاية وجهة نظره الشخصية تاركا للقارئ حرية تكوين رأيه كما يشاء وفق ما قدم له من معطيات ، أنصح و بشدة قراءة مقال حمد العنزي بعنوان الأحزاب السياسية في الميزان! في جريدة الجريدة بتاريخ 6/5/2008.

كنت أستمع للإذاعة البريطانية يوم أمس و كان الموضوع المطروح من خلالها هو النظام الطبقي في بريطانيا ، في السابق كانت الطبقية أمر مسلم به في بريطانيا و أجزاء كبيرة من أوربا ، يعني هناك الطبقة الارستقراطية المالكة من جانب و الطبقة العاملة من جانب آخر ، يعني الشغله كانت عادية… ناس تملك و ناس تشتغل عندها ، و لكن من بعد الثورة الفرنسية تغيرت أوربا -و بريطانيا من ضمنها- ليصبح النظام الطبقي شيئا من الماضي ، فذابت الحواجز بين تلك الطبقات و أصبح الكل لديه القدرة على التملك و ظهرت الطبقة المتوسطة بشكل واضح ، ما طرح من خلال البرنامج هو عودة الطبقة العاملة الفقيرة مرة أخرى للوجود في بريطانيا مؤخرا ، هو أمر قد لا يكون ملاحظا بوضوح ولكن ، كما قال ضيف البرنامج ، هناك عائلات كثيرة في بريطانيا قد تملك جهاز تلفزيون مع دي في دي.. و لكنها لا تملك مقومات الحياة الأساسية كالمسكن المناسب و المأكل الصحي.

الآن ، ما يهمنا من الموضوع هو ما قاله ضيف البرنامج بعد ذلك ، أحد أسباب المشكلة الطبقية تلك هو أن الحزبين الرئيسيين في بريطانيا تحولا إلى عبدين يسعيان إلى إرضاء تلك الطبقة الغنية المالكة و نسيا الطبقة التي تحتاج الرعاية أكثر من غيرها ، ثم قال ، و هذا مربط الفرس ، أن الحاجة الآن هي لتأسيس حزب جديد يرعى مصالح تلك الطبقة و يسعى جديا لحل مشاكلها.

سواء تم تأسيس ذلك الحزب أم لا… سواء نجح أم لم ينجح… و سواء حقق ذلك الحزب المبتغى منه أم لم يحقق هي أمور غير مهمة الآن ! ما يهم هو فكرة أن يؤسس حزب و يجمع الناس من حوله و توضع له الخطط و البرامج إعلاء لفكرة محددة أو مبدأ واضح و دقيق ، قد لا يحقق الحزب الجديد نجاحا سياسيا مباشرا فور تكوينه… و لكنه بالتأكيد سيكون لنفسه ثقلا و يمارس ضغطا لابد و أن تحسب له بقية الاحزاب حسابا و بذلك يكون قد بدأ بتحقيق مبتغاه تدريجيا.

لنتخيل الآن أن الأحزاب لا وجود لها ، أو بمعنى أخر لنتخيل أن تلك القضية طرحت لدينا في الكويت ، من سيسعى لحلها؟ أي نائب أو مرشح سيتبناها؟ كم نائب أو مرشح سيهتم بها؟ إن وعد مرشح أو نائب.. أو مجموعة من النواب أو المرشحين بحلها… من سيتابعهم و يحاسبهم بعد ذلك على اهتمامهم أو تقصيرهم تجاه تلك القضية؟ باختصار ستكون تلك القضية ورقة أخرى تضم لملفات القضايا التي تنتظر حلا منذ عقود من الزمن!

الآن لنتخيل أننا سعينا لتكوين أحزابا “فكرية” في الكويت تهتم بشؤون المرأة أو التعليم أو الاسكان أو حقوق الانسان أو البدون أو البيئة.. كيف سيكون حال هذه القضايا و الاهتمام بها؟ قد يقول القائل أنه بالفعل لدينا حركات و تجمعات و تيارات إسلامية و ليبرالية و قبلية و بطيخية! .. فما حاجتنا “للأحزاب”؟ باختصار تلك التجمعات و التكتلات والحركات هي منظمات (أو غير “منظمات”) تحمل أفكارا و مبادئ و توجهات عامة ومشتتة، أغلب أعضاء مؤيدو الحركات والتكتلات الحالية هم من حملة الأفكار العامة أو التوجهات العامة أو حتى النَسَب لتلك المنظمات، أي أن ما يجمع أعضاء ومؤيدي الحركة الفلانية هو كونهم يعتنقون المذهب الفلاني أو يتبعون أفكار العالم أو الشيخ الفلاني أو ببساطة ينتمون إلى القبيلة الفلانية، في هذه الحالة الولاء سيكون للمذهب أو الشخص أو القبيلة قبل أن يكون لقضية بذاتها.. وهنا مكمن الخطأ… خاصة في ظل عدم وجود قانون ينظم عمل هذه المنظمات و يوفر سبل متابعتها و محاسبتها، أضف لذلك أن وضع الحركات والمنظمات الحالية عائم عندما يكون الحديث عن تحالفاتها مع بعض أو صفقاتها مع الحكومة، فلا مبدأ يحدد طبيعة تلك التحالفات والصفقات إلا “المصلحة” البحتة.. وليس بالضرورة أن تتوافق تلك المصلحة مع مصالح الشعب! لذلك نرى الليبرالي فجأة أصبح “من ربع” الإسلامي… والتاجر فجأة وقف في صف القبلي… وكل ذلك يتم تحت مسمى “المصلحة” الوطنية، فمن في هذه الحالة يستطيع أن يقف في وجه هذه التحالفات أو يسأل عن “المصلحة” الحقيقية من ورائها؟ أضف لذلك أنه بالوضع الحالي لا يستطيع الناخب أن يحاسب حتى المرشح الفرد على مواقف تياره أو كتلته، فإن وقفت له بخيمته وسألته عن موقف كتلته السلبي حول قضية ما فإنه يستطيع بسهولة أن يقول: “أنا فلان الفلاني، رأيي الجماعة لا يمثلني!”، هذا الأمر من المستحيل أن يحدث في الدول التي لديها قوانين تنظم العمل الحزبي فيها.

بالبداية كان -و لازال- اختيار المرشح يرجع لشخصه ، بعد ذلك جربنا الاختيار وفقا لتوجه أو تيار أو قبيلة ، و كلا التجربتين تدور حول نجاحهما الكثير من علامات التعجب و الاستفهام ، والآن… ألم يحن الوقت لنجرب اختيار الفكرة كبديل لهما؟ برأيي أن الوقت حان لنفكر جديا في ذلك الأمر.

لن ننسى

[youtube]K8AZXrhR2aY[/youtube]
لتحميل الفيديو بجودة عالية download
لتحميل النشيدة كاملة mp3


ليست دعوة للكره أو إثارة الأحقاد ، و لكنها دعوة لتذكر التاريخ و عدم نسيان من فقدنا و ما فقدنا ، و دعوة لمذاكرة الدرس الذي قد نكون بدأنا نسيانه لكثرة ما لهونا و لعبنا و انشغلنا عنه بما لا ينفعنا يوم الامتحان!

المشكلة الكبرى هي أني أحس بأن هناك من “يبينا” ننسى!

ليش؟

هل هي مجرد “حسن النية” و الحرص على “روح الأخوة” و “وحدة الصف العربي” مثلا؟

أم أن هناك من يسعى “لإرضاء” أحد ما؟

أم أن الجماعة “مالهم خلق” يتذكرون هاليوم؟

ما أدري!

أتمنى أن يكون هناك أحد ما لديه الشجاعة الكافية لإقناعنا بسبب التغييب المتعمد أو شبه المتعمد لذكرى هذا اليوم.

على العموم.. هاذي كانت مشاركتي و محاولتي لتذكير نفسي -على الأقل- بهذا اليوم..

لن أنسى دمارا قد حل في بلدي

لن أنسى سياطا قد أكلت من جسدي

لن أنسى دموع الأم على الولد

لن أنسى طفل من الخوف يرتعد!

و شاب قطعت يداه

و طفل ينشد أباه

و أمه تبكيه دما

بنيّ من رآه؟!

بيوت خالية

أقدام دامية

ونار في كل ركن و زاوية

فهنا تصيح الأم على الولد

و هنا يصيح الإبن على البلد!

على فكرة.. اليوم هو الثاني من أغسطس.. الثاني من آب.. يوم النداء العظيم؟

إذا ما تدري اليوم شنو يصادف.. و ليش انا كاتب هالبوست فهاذي مصيبة! لكن بنفس الوقت ما تنلام 😛

إي..

واللي يما يحبون الأناشيد أهديهم هاذي: