يعني في عشر أشخاص كانو يدورون كلمة كرسبي كريم في جوجل و رماهم حظهم الحلو/العاثر على مدونتي
طبعا أنا ما أذكر اني يبت طاري كرسبي كريم غير في موضوع consumerismdoughnutFunnywormZoologyاستهلاكيةدونتدودة
قد نستنكر نحن تصرفات هذه الحشرة غريبة الطباع.. و لكن إذا نظرنا إلى الأمر من وجة نطرها فمن الممكن أن يزول استغرابنا قليلا.. لماذا؟ لأن الجرادة تعتبر مخلوق بلا وطن.. فموطنها هو المكان الذي تجد فيه قوتها.. فإن فني القوت هزت جناحها و قالت : “باي باي يا ديرة الفقر و الخراب!” و انتقلت لرقعة أخرى لتكرر معها نفس السيناريو ، نعم هي حشرة.. لكنها حشرة أصابها الغرور حتى ظنت أن جنحانها و أقدامها القوية هي كل ما تحتاجه للاستمرار في هذه الحياة التي يكسب فيها الشاطر أيا كان الثمن ، فهو (الشاطر).. لأنه شاطر.. يعرف كيف يدبر نفسه و ينفذ بجلده و يخلي الحساب يوم الحساب. معقولة وجهة نطرها ، لكن هل ممكن أن نسميها أخلاقية؟ لا تسألني أنا بل اسأل مزارعا كد و اجتهد و صرف دم قلبه على محصولاته التي لهفها الجراد في ليلة و ضحاها ، أو حتى اسأل بقرة أو خروفا أو دجاجة كرست حياتها لخدمة الغير بشرف.. و حسبت لقماتها و عدد ما أكلتها من حبات و وريقات من أجل أن تضمن ما يكفيها و يكفي عيالها لكل العام ، هي لا تملك جناحا لتطير به.. بل تملك قلبا تعلق حبا بالأرض التي تعيش عليها و جبينا سال منه من العرق ما بالكاد يكفي لري تلك الأرض التي أعطت دون من. في أيامنا هذه قلت رؤيتنا للجراد في مواسمه المعتادة ، فآباءنا و أجدادنا طلما حكوا لنا قصصا عن موسم الجراد و كيف كانت الشمس تحتجب تحت ستار أسرابه.. و كيف كان الناس يملؤون منه الخياش الكبيرة.. فيأكلون منها ما يأكلون و يبيعون منه الباقي بالأسواق ، أما الآن فقد اختفت هذه الظاهرة لدينا تقريبا و الفضل في ذلك يعود لثورة الفلاح الأفريقي الذي أخذ على نفسه عهدا أن لا ينحني لتلك المخلوقة الجشعة و أن يدافع عن أرضه و رزقه و قوت أبنائه أشد دفاع ، فلله الحمد بفضل ما يواجهه الجراد من عمليات مكافحة أصبح خطره أقل قليلا و أصبح وصوله لنا أكثر ندرة. و لكن.. و لله في ذلك حكمة.. يبدوا أن الجراد قرر أخيرا أن يطور من ذاته و ينمي قدراته الخطابية و أساليبه في مخاطبة الجمهور ، فمع ما تشهده بلادنا من عمليات تطوير و تحديث خرج علينا نوع جديد -مطور- من الجراد ، لا تؤثر فيه المبيدات التقليدة (ولو إن يبيله نجربها عليه و نشوف شنو يصير :)) و المشكلة الأكبر أن لدى هذا النوع من الجراد أساليب سحرية استنسخها من سموم بعض العناكب التي تخدر ضحيتها و تلفها بغطاء حريري دافئ و مريح حتى تبقى طازجة لحين موعد الغداء.. و لكن الفرق هو أن الجرادة المطورة ليس من طبعها أن تنتظر غداء.. فكل وقت لديها هو وقت غداء! و لكن.. و بفضل الله تعالى.. هناك سلاح جديد طورته مجموعة من الشباب الكويتي العاقل الذي لا يرضى أن يكون للجراد على أرضه مكانا ، الشباب الذي يقدر أرضه و يرى فيها فرصة لا لقمة.. ينظر لحاجتها و يعطيها.. و لا ينظر لشهوته فيقضيها ، مجموعة الشباب تلك استفادت من حركات المكافحة التي حدث في أفريقيا ليطور سلاحه الجديد ، ففي أفريقيا استخدم مبيد الـ D.D.T .. في الكويت قرر شبابنا الواعي أن يستخدم سلاحه الجديد و الذي أطلق عليه اسم N.A.L و ترجمتها بالعربية هي… “النعال” !!! نعم النعال !! فبوركت يا نعالي إن سحقت بك جرادة ! عاشت التكنولوجيا الكويتية.. و عاشت الكويت حرة و خالية من كل .. آفه!! و حسبي الله و نعم الوكيل..
هناك مقولة ليش احنا استهلاكيين؟ ليش كل ما فتح محل أو مجمع جديد صفينا طوابير علشان ننهش منه؟ أضف إلى ذلك أحدث الأجهزة و الاكسسوارات اللي ننكب عليها و اللي ما يشتري يتفرج.. اشفينا استخفينا؟! أكيد سمعتوا خبال افتتاح كرسبي كريم (جنه الناس مو شايفين دونت بحياتهم) .. و أكيد تعرفون هبل الحريم لما فيلا مودا يسوي تنزيلات.. تذكرون ولا تبون الصور؟ ترى والله هذي مظاهر مو طبيعية! جمل “مافيها شي” و “كيفهم الناس” و “ليش معقدين السالفة؟” و “يعني الناس ما تستانس؟!” ما في مجال إن نقولها بهالمواقف و بهالوقت. مناظر تكالب الناس على الهبات الجديدة مثل كرسبي كريم أو افتتاح أي محل جديد تبون بشنو يذكرني؟ يذكرني بشكل الشرنقات أو الدود وهو هاجم على النبته و قاعد يبلع و يبلع و يبلع و يبلع.. و اذا خلص على ورقة انتقل للثانية .. و آخر شي يتلحف و ينام ، بس الفرق إن الشرنقة لما تصحى من نومها تتحول إلى فراشة جميلة.. أما الناس اللي قاعدة تلط من هالدونت لما تصحى من النوم راح تتمغط و تدق سيارتها سلف و تدورلها مطعم جديد تجتر منه ريوقها! الدونت مو حرام ، و التمشي بالأسواق مو حرام ، و الكشخة مو حرام ، و الآيبود مو حرام ، و النوكيا مو حرام ، و ستاربكس مو حرام ، و البرامج التلفزيونية مو حرام (مو كلها يعني) … بس لما حياة الإنسان تصير كلها دونت و أسواق و كشخة و آيبود و نوكيا و ستاربكس و تلفزيون هني يكون الحرام!! لما الله يسأل العبد عن عمره فيما أفناه و يقول بالتمشي بين المولات أو يسأله عن شبابه فيما أبلاه و يقول بأكل الدونت أو عن ماله و يقول على المسجات أو عن علمه و يقول: “ها؟! اشتغلت فيه بوظيفة حكومية” هني يكمن الخطر. خطر حياتنا الاستهلاكية هو مو بس إن احنا قاعدين نصرف فلوسنا على كماليات مالها داعي بل بأن هالحياة قاعدة تحولنا إلى مخلوقات دودية ما عندها هدف بالحياة غير انها تستهلك و بس ، تخيلوا معاي هالموقف الواقعي.. مراهق بالصف السابع كنت أدرسه بأحد مدارس الكويت.. سألته .. شنو هدفك بالحياة؟ شنو الشي اللي تتمنى تحقيقة؟ .. تتوقعون شنو كان جوابه؟ . قالي: “إني أشتري موستنق :)” يا سلام 🙂 .. يا فرحة أمك فيك 🙂 .. موستنق؟! الأدهى من هذا هو لما سألته ليش يعني موستنق؟ شنو بتفيدك الموستنق؟ جان يقولي: . جاهزين للصدمة؟ . “علشان أروح فيها سوريا :)” “سوريا؟ شتسوي بسوريا؟” سألته .. جان يضحك ضحكة خبيثة و يهز راسه و يقول : ” إيه يا استاذ.. لو تدري بسوريا و اللي فيها :)” هذا تلميذ عمره ما يتجاوز الخمسة عشرة سنة.. هدفه بالحياة إنه بشتري موستنق و يروح فيها سوريا علشان يسوي شغلات حتى أنا ما أعرفها!! ما راح أصرخ و أقول “من المسؤول؟!!” لأن هالكلام مو مهم.. المهم هو هل نختلف نحن عن هذا الثور الصغير (الله يذكره بالخير :)) ؟ هل لدينا أهدافا و أحلاما أكبر من الموستنق؟ هل حققنا أو سعينا لتحقيق جزء منها؟ ولا اكتفينا بدوديتنا؟ ماكو شي بالنص.. اختارلك موقف.. هل انت مفيد أم إنك دودة؟ ما خلصت كلامي.. اللي جاي أقوى و أشد إيلاما لأن راح نطلع من دائرة الفاسدين إلى دائرة المفسدين! الله يكافينا و إياكم شرهم..يا عـلــِّـك الجـرادة!
هل أنت دودة؟
ما أذكر منو قايلها لمصطفى الرافعي تقول “إن لم تزد شيئا على الدنيا كنت أنت زائدا عليها” (اللي يعرفها يصححلي) ، ما معنى هالكلام؟ يعني كل واحد منا لازم يطالع نفسه و يطالع حياته واللي سوا فيها.. هل قدم شي للناس؟ لأنك إذا ماكنت قدمت شي ينفع الناس فإنت عايش عاله عليهم! كل اللي قاعد تسويه هو إنك تستهلك أكلهم و مايهم و أكسجينهم و تلوث مواردهم بما تخرجه من مخلفات و نفايات ، نعم انت عايش .. و يمكن تكون مستانس .. لكن حياتك و وناستك هذي قاعده تستهلك ما يحتاجه غيرك بدون ما تدفع ثمن ما استهلكت ، بالتالي إنت فاسد لأنك قاعد تقدم مصلحتك على مصالح الآخرين! مثلك مثل أي سياسي أو مسؤول قاعد تنتقده ليل نهار!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.