أرشيف الوسم: كويت

Beirut II بيروت ٢

 

الفن والواقع

من عادتي قبل التوجه لأي معرض فني جديد أن أكون صورة مسبقة عن هذا المعرض وأطمح – غالبا – بأن يعارض الواقع فكرتي المسبقة! و معرض بيروت ٢ (Beirut II) المقام في الفترة ما بين ٦ يونيو إلى ١٨ يوليو في قاعة CAP في الكويت قام بالفعل بمخالفة فكرتي المسبقة.. ولا أدري إن كانت هذه المخالفة شيئا إيجابيا أم سلبيا! فتوقعاتي عن العرض كانت بأن أرى بيروت المسالمة “الجميلة” مجسدة بأعمال الفنانين اللبنانيين المشاركين، أحببت لو كانت “جميلة” لأن الواقع “غير الجميل” شيء ليس بغائب عنا.. فنراه يوميا في نشرات الأخبار التي تلاحقنا ولا نلاحقها، فالفن بالنسبة لي هو مجال للانسلاخ من الواقع لتقديم ما هو مختلف.. عله يكون علاجا لآلام مجتمعاتنا المثقلة بالجراح، لا أقصد هنا بأن يتحول الفن إلى “بروباجاندا” موجهة.. فتلك وظيفة وزارات الإعلام وليس الفنانين! ولكن أقصد بأنه لا بأس بأن يستغل الإبداع الإنساني كمهرب من الواقع.. أو على الأقل بأن يتم التعبير من خلاله عن هذا الواقع بشكل أكثر سموا عنه… وهذا ما لم يتحقق من خلال الكثير من الأعمال المقدمة من خلال هذا المعرض.

ربما يكون الوسط الذي قدمت أعمال المعرض من خلاله يفرض هذا النوع من الواقعية، فالأعمال تراوحت بين الأفلام وتركيبات الفيديو (Video Installations) والفوتوغرافيا والخامات المتعددة (Mixed Media).. فهي بالتالي تعتمد بشكل أو بآخر على الانعكاس “البصري” للمشهد الواقعي، تدافع بارعة مراد منظمة المعرض عن هذه الأعمال بقولها بأن هذا النوع من الأعمال منتشر بين الفنانين اللبنانيين في الوقت الحالي – خاصة بين الفنانات اللبنانيات – ولذلك أرادت أن تركز على هذا الوسط، ومما زاد واقعية المعرض وجود العديد من أعمال الفيديو الوثائقية أو التسجيلية البحتة، وحول سؤال عن الحد الفاصل بين الفلم الوثائقي والفني تقول بارعة بأنه خط غير واضح المعالم، فالأعمال الوثائقية المعروضة برأيها تتميز بالموضوعية وتركز على قضايا إنسانية قدمت كما هي بأدنى تدخل من قبل الفنان وهي بالتالي تمثل تصويرا لحقيقة موجودة على أرض الواقع لم يقم الفنان إلا بنقلها كتجربة إنسانية.

بيروت والحرب

ملاحظتي على المعرض بأن جميع الأعمال المقدمة من خلاله تناولت موضوع “الحرب” وآثارها بشكل أو بآخر، بل وأن الكثير من الأعمال الفنية اللبنانية – حسبما لاحظت – التي قدمت منذ الثمانينات وحتى اليوم تدور حول موضوع الحرب… بما في ذلك مواضيع اللاندسكيب – والتي يفترض بأن تمثل جمال الطبيعة – كما يذكر عبدالله كاهل وكما أوضحت في مقال سابق، لذلك سألت بارعة مراد عن ما إذا كان ممكن لبيروت أن تعيش ويظهر إبداع فنانيها دون الحرب، فكان جواب بارعة بأن “الحرب هي واقع لبناني” وبالتالي فإنه من الطبيعي أن تنعكس الحرب وما يتعلق بها من قضايا على الثقافة فتصبح جزءا من الحديث اليومي لأفراد المجتمع وتخرج ممزوجة بفنونه وآدابه، وتذكر كذلك بأن الظروف التي سبقت المعرض صادفت التأثر بأحداث مثل مقتل الحريري والعدوان الاسرائيلي عام ٢٠٠٦ بالإضافة للاضرابات التي لحقت ذلك وبالتالي فإنه من الطبيعي أن نشاهد تأثير ذلك على الأعمال المقدمة، وترى كذلك بأن الإبداع والجمال من الممكن أن يظهر في الحرب والسلم على حد سواء، فليس صحيحا بأنه لابد من وجود عذاب ومرارة حتى يبدع الإنسان مستشهدة بفن دافنشي وميرو، فالفن حالة من التفكير… وأنت لست بحاجة لظروف متطرفة حتى تقوم بالتفكير كما ترى بارعة.

بارعة مراد - منظمة معرض بيروت ٢

المصيدة!

قد يكون تبرير بارعة للمواضيع المقدمة من خلال المعرض منطقيا.. لكني لا أستطيع أن أتقبله كما هو دون أن أورد ملاحظاتي عليه، ربما قد يلاحظ قارئ هذه المقالة بأني لم أتطرق للأعمال المقدمة من خلال المعرض بشكل مفرد بل ركزت على موضوع المعرض ككل وعلى حديثي مع منظمة المعرض لا الفنانين المشاركين فيه ولي في ذلك حكمة، الفن المعاصر لم يعد “الفنان” هو محوره الأوحد كما كان في السابق، فالفن اليوم هو عملية فكرية معقدة وليس تقديما لأحاسيس الفنان أو أحلامه أو جنونه أو.. تراثه! فمن “يصنع” الفن اليوم هو منظومة معقدة تقدم فكرا إنسانيا شاملا تتكون من الفنان والناقد والمسوّق والعارض و – طبعا – المنظم، العمل الذي يعرض في سوق الفن اليوم ويشاهده الناس ويركز عليه الإعلام هو خلاصة فكر جميع أطراف المنظومة الفنية المعاصرة، لذلك فمنظم المعرض – وهو من يقوم بصياغة فكرته العامة واختيار الأعمال المشاركة فيه – هنا لا يقل أهمية عن الفنانين المشاركين في عملية إيصال الفكرة، والآن إن أخذنا بعين الاعتبار الرقم “٢” في عنوان معرض بيروت ٢ فسنالاحظ بأنه المرحلة الثانية في جولته العالمية بينما المرحلة الأول نشأت في النمسا.. وهنا يحق لي بأن أضع علامة تعجب صغيرة! كمعرض وجه بالأساس للجمهور “الغربي” أليس في التركيز على موضوع “الحرب” ترسيخا لصورة ذهنية “اسشراقية” موجودة مسبقا لدى ذلك الجمهور عن المنطقة العربية وعن بيروت بالذات؟ بصياغة أخرى.. عندما أشاهد معرضا فنيا عن بيروت مقدما في أوربا يظهرها كمنطقة حرب ونحن في مطلع القرن الواحد والعشرين فالأمر يتساوى عندي مع معرض يظهر الكويت كمنطقة صحراوية بخيامها و”بعارينها” وبراقع نسائها وآبارها النفطية.. في الثلث الأخير من القرن العشرين! المسألة بالنهاية مسألة اختيار للفكرة والصورة التي نريد تقديمها، قد يكون صحيحا بأن “الحرب هي واقع لبناني” كما تذكر بارعة ولكن بالتأكيد هو ليس الواقع الوحيد، هو واقع “شائع” نحن من نقوم بتعزيزه وإبرازه بقصد أو دون قصد، وأعتقد بأن بارعة وقعت في مصيدة السوق الغربي عندما قدمت له ما يوافق متطلباته وتوقعاته بينما كان بإمكانها أن تستغل الفرصة التي أتيحت لها لمفاجأته بما يخالف تلك التوقعات وتغيير ما لديه من مفاهيم عن المنطقة.

بين بيروت والكويت

عندما زرت معرض بيروت ٢ لم أستطع إلا أن أقوم بمقارنة ثقافية بين لبنان والكويت، التاريخ المشترك والتقارب الاجتماعي بين البلدين يمتد لعقود طويلة والأهم من ذلك التقارب هو وجود عوامل وظروف متشابهة مرت وتمر بالبلدين بين الحين والآخر، ربما تكون الحرب هي أشد هذه الظروف! والسؤال الوارد الآن هو: هل أثرت الحرب على الفن الكويتي كما أثرت على اللبناني؟ ربما.. لفترة محدودة.. ثم اختفى تأثيرها المباشر برأيي ومن خلال ملاحظاتي، تأثير الحرب على الفن الكويتي جاء كردة فعل ولم يتعمق بوجدان الفنان الكويتي.. وقد يكون هذا أمرا إيجابيا إن نظرنا إليه من الجانب النفسي، قد يكون الكويتيون قد اختاروا طي ذكرى الحرب بإرادتهم، فهم يخشون الحديث عن حربهم القصيرة (رغم قسوتها) لأنها ترجع لذاكرتهم صدمات مؤلمة قد تكون الحياة من دونها أسهل خاصة في ظل القبة المادية والاستهلاكية التي أحاطوا أنفسهم بها خلال العشرون عاما الماضية.. وذلك موضوع تناوناه كثيرا في مواضيع سابقة، أما اللبناني فقد “قُوي ألبو” لطول حروبه وتنوع وتعقيد أطرافها فلم يعد يخشى التعبير عنها، فمن الأسهل على اللبناني أن يرجع جميع مصاعب حياته وإحباطاته ومشاكله إلى الحروب التي مرت على وطنه… كما علق الكويتيون جميع مشاكلهم بعد التحرير على شماعة الغزو.

نضيف لما سبق كسبب للاختلاف في الطرح الإنساني لقضية الحرب بين الفنان اللبناني والكويتي أن أسلوب التعبير الفني عن الحرب – وغيرها من القضايا الإنسانية – يختلف بشكل ما بين فناني البلدين، فبينما تذكر بارعة مراد أن أسلوب الفن “التصوري” (Conceptual Art) والذي قدمت أعمال معرض بيروت ٢ من خلاله حديث عهد في لبنان ولم يولد فيها إلا من ٢٠ عاما نجد بأننا في الكويت مازلنا بانتظار المخاض الذي سيؤدي إلى ولادته لدينا! فالفنون في الكويت مازالت “تشكيلية” و”جمالية” وتعتمد على الخامات والأدوات الفنية التقليدية وتمارس من خلال مدارس ونظريات القرن السابق وبالتالي تأثيرها الإنساني لا يتوافق مع متطلبات المتذوق المعاصر ولا يعبر عن قضاياه بالشكل المؤثر.. إلا ما ندر… وذلك ربما يكون موضوعا لمقالات قادمة.

Friday at Salhia (video project)

Friday at Salhia on Vimeo.

Here is a different video than the ‘walks’ series I’ve been doing lately. I could not call it Salhia Walk because it was not shot during a one walk like the others, it was shot over two days instead.. two Fridays.

Salhia in Kuwait city is home of two things; home of the super posh Slahia Complex, and home of what is known as the Sheraton Roundabout. The later is THE place where thousands of Asian expatriates gather during the weekend every friday to shop, eat and meet friends. It’s a whole different experience, you feel like you have traveled to a different world when you walk in that place.

In the video you will notice lots of gazes at the camera and that’s because a big camera (with a monopod) is an unusual sight. But people there are very friendly, and very curious as well, it is normal to have one or two persons leaning behind you to gaze at the LCD of the camera every time you stop to shoot something… carry on and don’t look back 🙂

I used my brother’s Canon 50mm L f/1.2, very beautiful lens for both video and photo! I wouldn’t give it back if he didn’t take my 85mm in exchange :p. Of course I shot with my Canon 5D mkii and edited with AP CS6 with MBL.

The music is definitely very different from the soft piano pieces I usually use. I needed the music to match the crazy and crowded scenes, and Blu Sirkut’s music fit the mood perfectly.

——–

فيديو قمت بتصويره على مدى يومين في منطقة الصالحية في مدينة الكويت، منطقة الصالحية و ما يعرف بدوار الشيراتون تتميز بتقاطر الجالية الآسيوية من إليها من جميع أرجاء الكويت كل جمعة، جاء هذا الفيديو ليوثق هذه الظاهرة الاجتماعية المميزة التي تستحق الدراسة.

Qibla Walk (video project)


Watch it on Vimeo.

I started the walk from the small port against the National assembly without really knowing where to go next, so I just crossed the Gulf Street and filmed away. I shot some of the old mosques, the old souk, the old Municipal building, Fahad Al Salem Street and ended the video with the Muthanna junction. And I say I ended the video here because I continued shooting more footage as is got darker which I’m saving for another video.

I used the Canon 5D mkii with the Canon 24-105mm L f/4 and the Manfrotto 61BHDV, which I haven’t used for a long time! Also for the first time in 9 years or so I used Adobe Premiere to edit! I must say that using the CS6 is a dream, it is definitely the software to stick with. Buying FCP X (at the time of writing this) was a big mistake!

Music by: Feather Drug.

You might also want to watch Sharq Walk from the same series.

————

فيديو قمت بتصويره حول منطقة “جبله” في مدينة الكويت، الفيديو يعتبر متابعة لسلسة إعادة استكشاف وتوثيق أرجاء المدينة.

بين الجمال والحال

والجمال ليس حاجة بل هو نشوة.
وما هو بفم عطشان، ولا يد ممدودة فارغة، إنما هو قلب مشتعل ونفس مفتونة.

وما هو بالصورة التي تود أن تراها، ولا الأغنية التي تود أن تسمعها، إنما هو صورة تراها وإن أغمضت العين، وأغنية تسمعها وإن سددت الأذن.

. . .

الجمال هو الحياة عندما تكشف عن وجهها القدسي.
ولأنتم الحياة، وأنتم الحجاب.

وهو الخلود يناظر وجهه في المرآة.
ولأنتم الخلود، وأنتم المرآة.

-جبران خليل جبران، النبي

الكلمات أعلاه هي طريقة جبران خليل جبران لقول المثل المستهلك “الجمال بعين الرائي” أو “Beauty is in the eye of the beholder“، معنى ذلك أن الجمال موجود بكل شيء حولنا إن أردنا نحن أن ننظر إليه، وأن من لا يجد حوله إلا القبح.. أو من يشعر بحاجة “للبحث” عن الجمال.. فعليه ببساطة أن يتوقف عن البحث عنه فيما حوله لأنه من الأسهل أن يستخرج الجمال المحبوس داخل نفسه.

لست فيلسوفا ولست أديبا للأسف، لذلك سأوقف الحديث عن أدب جبران وفلسفته، ولكني أفهم في أمرين: الثقافة البصرية والإتصال المرئي، لذلك سيكون هذا المجالان هما مرآتي التي أرى الجمال منعكسا عليها.

سأبدأ بالحديث عن دافعي لكتابة هذا المقال حتى تكون معي بالصورة، دافعي الأساسي هو هذا الفيديو:

ليس عليك أن تشاهد أغنية مشعل العروج كاملة، فقط أول دقيقة منها قد تجلب لك الإكتئاب (كما حصل معي)، شوارعنا وصخة، مشاريعنا وافقة، مدارسنا تعبانة، مطارنا يفشل، رياضتنا متأزمة، ثقافتنا انتهت، مجتمعنا مش طايء بعضه، ربعنا بالخليج سبقونا، ويالله لازم نتكاتف ونشد حيلنا ويبيلنا واحد سوبرمان قوي بس يتخذ قرار جريء ويحل كل هالمشاكل بجرة قلم! يعني كلام تويتر والدواوين كله تم اختصاره بخمس دقائق.. وأنا اختصرت لك إياه بسطرين.

شالمشكلة؟

ربنا ما يجيبش مشاكل 🙂 ليس هناك مشكلة (سوى حالة الاكتئاب التي أصابتني والتي زال جزء كبير منها بعد ما تغديت ولله الحمد)، فأنا متأكد بأن الأخ الفنان مشعل العروج والأخوة المشاركين في إنتاج هذا العمل لم يبذلو المال وهذا الجهد الذي يشكرون عليه إلا لوجود دافع حقيقي هو ما شحذ همتهم واستلها في وجه ما يشاهدونه ويسمعون به من مشاكل وأزمات متتالية مرت بالبلد، فجاء انعكاس هذا الواقع الذي عايشوه على شكل هذه الأغنية المصورة، لذلك نحن نحيي فيهم شعورهم واهتمامهم وهمتهم ولا نشكك بنواياهم الصادقة بإذن الله.

ولكن، السؤال هو: ما هي الفائدة المرجوة من هذا العمل؟ أو بمعنى آخر.. كيف سيساهم هذا العمل في حل المشاكل التي طرحت من خلاله؟

طبعا هناك جواب معلب حفظناه من أهل الفن والإعلام عند توجيه أي انتقاد للرسالة السلبية المصاحبة لما يقدمونه من أعمال، وهو أننا “نطرح مشاكل المجتمع بواقعية” وأن “تشخيص المشكلة هو نصف الحل“! (وإذا ضغطت عليه أكثر قالك “إللي مو عاجبه لا يطالعنا!”)، المشكلة في ذلك هي أن العموم لدينا بارعون بالتشخيص.. ليس هناك من هو أشطر منا في تشخيص المشاكل، ولكن من هو المسؤول عن النصف الثاني من العلاج… ما إلك إلا سوبرمان طبعا!

ذكرت في مواضيع الصورة الكبيرة و ما يهم بأن أساس الأزمة أو المشاكل التي أشبعناها تشخيصا يكمن في ثقافة مجتمعنا وليست في سياسته أو قادته، وذكرت كذلك بذات المواضيع بأنه إن كان هناك من حل لهذه الأزمات والمشاكل فهو يكمن في تغيير ثقافة هذا المجتمع، وذكرت بأن مفتاح تغيير الثقافة بيد صانعيها.. وهم المثقفون من الأدباء والفنانين والإعلاميين والمعلمين، ومشعل العروج والفريق المصاحب له هم من ضمن هؤلاء الفئة ونحن نحضهم ونشجعهم على الاستمرار وندعو غيرهم للاقتداء بهم، ولكن ما هو أهم من ذلك هو محاولة توجيههم نحو الأساليب الأمثل لتجاوز “التشخيص” والوصول لمرحلة العلاج.. بل ولتجنب تحول هذه الأعمال إلى وباء آخر قائم بذاته.. وهو وباء السلبية!

ما هي أصعب الأزمات التي يمكن أن تحل بأي مجتمع؟

إحصاء المشاكل والأزمات لا ينتهي.. ولكن بالتأكيد الحروب تعتبر من أشدها، أليس كذلك؟ لننظر في سجل التاريخ المرئي (بحكم أن هذا هو تخصصي) ونبحث أقوى الإعلاميات المرئية التي ألهمت الشعوب للنهوض من أزماتها وحزنها ودفعتها للتخلص من ما يحيط بها من مشاكل.. خاصة في وقت الحروب.

عندما دخلت بريطانيا الحرب مع ألمانيا أيام الحرب العالمية الأولى (١٩١٤) ما دفع الشباب للانخراط بالجيش للدفاع عن وطنهم ودحر قوى دول المحور لم يكن صور الشهداء أو المعذبين الدمار الذي أصاب أوربا، بل الرسالة التي اختارت وزارة الدفاع البريطانية توجيهها لشباب الوطن كانت بتصويرهم هم كمحور للتغيير والنهوض بوطنهم من خلال تبيان حاجة هذا الوطن لهم، هي إذن محاولة لتحميل الشباب -كل واحد منهم- مسؤولية الدفاع عن الوطن.. وعن الملك!

كمثال آخر ننتقل للحرب العالمية الثانية وللولايات المتحدة مع بوستر We Can Do It الشهير، وجه لنساء الوطن للمشاركة في المجهود الحربي من خلال النشاط الإيجابي، و من ثم (خلال الثمانينات) استغل لإبراز قوة العمل النسوي.. إيضا بإيجابية بدلا من الاكتفاء بالتحلطم والتباكي على وضع المرأة الاجتماعي.

freekuwait

أي حملة إعلامية ناجحة يجب أن تتوفر فيها شروطا علمية وتسبقها دراسة مستفيضة للمشكلة التي تعالجها وللجمهور المستهدف من ورائها والأدوات المستخدمة فيها ونغمة الصوت المناسبة لها، أي أن الأمر ليس مجرد كلمتين ونغمتين وصورتين يعبرون عن “آلامنا وأحاسيسنا” وانتهى الأمر! الطرح العاطفي قد يكون مفيدا في الكثير من الأحيان.. فلا شيء يكسب تعاطف الشعوب أكثر من إثارة أحاسيسهم ومشاعرهم، نحن ولله الحمد ليس هناك من هو أشطر منا في إثارة العواطف.. ما ينخاف علينا من هذه الناحية، لكن إثارة العواطف يجب أن يتبعه استنهاض للهمم من أجل تحريك المجتمع نحو الهدف بإيجابية، عندما تثير عواطف شخص ما عن طريق طرح المشاكل والمآسي ومن ثم تتركه لحال سبيله فإنك لن تدفعه إلا لمزيد من اليأس والإحباط، يعني جل ما ستدفعه لفعله هو أن يرفع يده للسماء ويقول “يالله سهل علينا”! لماذا؟ لأنك لم تطلب منه -بوضوح- أن يفعل غير ذلك أولا.. ولم تحثه حتى لأن يفكر بنفسه بحل للمشكلة التي ألقيتها على عاتقه، هناك فرق بين أن تقوم بعمل مظاهرة أو مسرحية أو تقدم أغنية أو بوسترا يثير عواطف المتلقي قليلا ويهيئه لتلقي رسالتك، ولكن في نفس الوقت يجب أن يكون عنوان عملك الأشمل ورسالته الأساسية هي استنهاض همة هذا المتلقي للقيام بعمل محدد يوافق ما حددته أنت مسبقا كرسالة لحملتك، وهذا لا يمكن أن يتم بالإثارة العاطفية دون أن يكون هناك منهج إيجابي واضح وهدف تطلبه من المتلقي مباشرة، لا تتوقع من عموم جمهورك أن يستنتج ما تريده منه بنفسه.. أنت من يجب عليك أن تأخذ بيده وتريه الطريق الذي تود أن يسير فيه! (في حالة كان جمهورك صغيرا وتستطيع ضمان عقليته ومستوى تفكيره فالأمر مختلف)، ما لم تكن واضحا في هدفك فأنت لا تخاطر بضياع جهدك وحسب.. بل تخاطر بزيادة الأمر سوءا عن طريق نشر السلبية والإحباط في صفوف جمهورك! بمعنى آخر (برأيي الصريح جدا) من الأفضل -للمصلحة العامة- أن لا تقدم شيئا يخص الوطن أو المجتمع أو الأمة على أن تقدم شيئا غير محترف وغير مدروس قد يسبب ضررا أكثر من النفع! جادلني في ذلك إن لم يعجبك كلامي.

حلول

كتبت قبل فترة على حسابي في تويتر بأن لدي الكثير من المواضيع التي أثارتني وكانت تدفعني للكتابة عنها في مدونتي، ومدونتي بحاجة للنشاط الذي شبه توقف منذ أن وصلت مستقرا في الكويت من بريطانيا، ولكني كنت أمتنع عن كتابة هذه المواضيع عن عمد لأن أغلب المواضيع التي كانت تثيرني هي مواضيع سلبية.. وأنا أرفض أن تكون أولى مواضيعي الكويتية مواضيع “تحلطم”! (طبعا أنا كتبت كل هالكلام بأقل من ١٤٠ حرفا.. مادري شلون!) ، فأشار علي أخي مساعد برأي حكيم وهو أنه لابأس من طرح المشاكل بغرض دراستها ومن ثم اقتراح حلول لها 🙂

المشكلة الرئيسية التي طرحتها من خلال موضوعي هذا هي السلبية، علاج سلبية المجتمع بسيط… وهو نشر الإيجابية 🙂 ونشر الإيجابية مجهود جماعي ليس بالهين لأن مدمنو “الغلقة” في مجتمعنا كثر… والمقتاتون على هذا الإدمان لا ينفكون عن تغذيته بالمزيد من جرعات الكآبة المركزة، تصفح أي جريدة أو شاهد أي قناة عربية أو تابع هاش تاق #كويت وستكتشف ذلك بنفسك، لذلك فالطريق طويل.. ولكن العدة جاهزة والعتاد متوفر والحمد لله.

الإيجابيون وأصحاب الإنجازات في البلد كثيرون ولا يحتاجون إلا لأن يتعرفو على بعضهم البعض ويتعاونو فيما بينهم من أجل أن تصل رسائلهم لشريحة أكبر من المجتمع، ففي الوقت الذي يشتكي فيه العروج من تدني ثقافتنا فإني على العكس من ذلك.. أعاني من ضيق الوقت منذ أن وصلت للكويت لأني “مو ملحق” على المعارض الفنية والندوات والملتقيات الثقافية التي بودي أن أزورها وأشارك بها.. وليس في ذلك مبالغة! لكن المشكلة بأن الضوء لا يسلط على هذه الأنشطة بالشكل الكافي إعلاميا.. وبسبب ضعف التنسيق بين الجهات المنظمة لهذه الأنشطة الثقافية (باعتراف أهلها!)، كمثال آخر الرياضة تعاني من مشاكل.. صحيح.. ولكن رغم ذلك فالإنجازات الرياضية لم تنقطع.. ولكن أخبار الخلافات والتدخلات السياسية (وهي لا تهمني بالمرة ولا أعرف تفاصيلها ولا أريد ذلك) هي الطاغية لأن بيعها إعلاميا أسهل.

إن كنت قد قرأت كلامي ووصلت حتى هذه السطور الأخيرة (وما زلت تذكر الأولى) فأنت لست ممن لا يرون حولهم إلا القبح، فهؤلاء لم يصلو إلى نصف الكلام المكتوب حتي قالوا “شهالكلام المثالي الفاضي!” أو “إنت تقرق وايد” فملوا وتوقفوا عن القراءة وتوجهوا إلى متابعة “المثيرات” من الأخبار والقصص، لكنك بالتأكيد ممن يجدون الجمال في أنفسهم فيكونون هم انعكاسه ومرآته كما يقول جبران، واستشفاف الجمال وعكسه للغير هو منتهى الإيجابية، عندما تحدثت سابقا عن دور المثقفين والأدباء والفنانين في إثراء ثقافة المجتمع والنهوض به فإني لم أقصد بأن الجميع يجب أن يوجه ثقافته وفنه من أجل قضايا الوطن ومشاكله! هذا هو عكس ما أقصده تماما!! فهذا التوجيه (بطريقة العروج حسنة النية) يعيد تركيز المجتمع على مشاكله وبالتالي “يجذبها” له مجددا.. وإن كانت رسالة العمل تدعو لحب الوطن أو نبذ الطائفية! (أدعو وبشدة لقراءة موضوع الصورة الكبيرة لمن لم يقم بذلك من أجل أن يتضح المقصود من هذه الجملة)، لا توجه ثقافتك وفنك إلا لنفسها! أبرز إحساسك الشخصي بالجمال أينما كان وبأي صورة ظهر، لا يجب أن تكون الأغنية “وطنية” كي “ينتفع” منها الوطن، ولا يجب أن يكون الشعر “وطنيا” أو التشكيل “وطنيا” أو العلم “وطنيا” كي ينتفع الوطن، أبدع بمجالك وارتق بفنك وثقافتك وانشر الجمال بين الناس.. حينها سيفرح الوطن وسيفرح من يعيش على أرض الوطن وسينهض الشعب بنفسه ويحارب مشاكله بنفسه ويبني عزه ويعيد مجده بنفسه.

Sharq Walk (video project)


Watch it on Vimeo.

Kind of random footage I shot during a photo-walk around Sharq area in Kuwait and put quickly together. The video shows the three faces of Kuwait City; the super-modern, the developed and the completely neglected. I know that some might find the work emotional, but I’m leaving it up to the viewer to chose and describe his or her own emotion. The subjects shot include: Kuwait Maritime Museum, Sharq Marina, Sharq Mall, the Fish Market and various old and modern buildings of Kuwait City.

Shot with my Canon 5D MKII with Canon 100mm L f/2.8 Macro. Edited, regrettably, with Final Cut Pro X. I must say that I’m hating FCP X the more I use it, and I want my money back! I really hope for a drastic update to the software soon, that and I hope I still can download the demo of Premier CS “whatever number currently available” and give it another try.

Music is by the always beautiful and creative Feather Drug.

You might also want to watch Qibla Walk from the same series.

———-

فيديو قمت بتصويره أثناء تجوالي مشيا حول منطقة شرق في مدينة الكويت، تظهر بالفلم مجموعة من المباني والمناظر التي تمثل وجهي مدينة الكويت الحديث والقديم.