يدعي البعض بأن أعمال فدريك لويس نقلت صورة صادقة للشارع المصري في ذلك الوقت… خاصة إذا ما قورنت أعماله بأعمال بقية فناني الاستشراق في ذلك الوقت الذين بالغوا في تصوير الشرق بأنه عالم أسطوري ساحر يشبه عالم قصص ألف ليلة وليلة، وهذا طبعا -بالإضافة للأعمال الاستشراقية الأدبية والأكاديمية الأخرى- كان سببا في تكوين الصورة الذهنية للشرق المتخلف والغارق في الاستبداد وعالم الخرافات، وكانت هذه الصورة أحد الأسباب التي استندت عليها الحركة الاستعمارية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، ولا تزال هذه الصورة تلازم الشرق حتى يومنا هذا، قد يكون فيديرك لويس بذل جهدا أكثر من غيره وسعى للاقتراب من الشارع المصري وتنقل بين ضواحيها مصورا شوارعها وأحيائها وقصورها وصحرائها، ولكن أعماله لا تخلو من عنصر المبالغة التاريخية بغرض الخروج بأعمال مبهرة “يمشي سوقها” لدى الزبون الانجليزي والأوربي، لا أود الخوض في تفاصيل هذه المبالغات في هذ الموضوع السريع ولكني مستعد للتوضيح لمن لديه اهتمام بذلك.
أوردت اللوحة الجميلة أعلاه كمثال على أعمال هذا الفنان والتي يتضح فيها حرص فيديريك لويس على تبيان التفاصيل الدقيقة… بل والمبالغة فيها من أجل الجمال الشكلي، جدير بالذكر أن فيديريك لويس يستخدم نفسه كموديل في العديد من الأعمال التي أنتجها، الشخصية الرئيسية في هذه العمل والتي ترتدي اللباس الأحمر هي الفنان نفسه باللباس العربي… أو كما يحاول أن يصور على أنه اللباس العربي.