أرشيف الوسم: parlament

مو كفو ديموقراطية !

هل نحن (أو هؤلاء) “كفو” ديموقراطية؟ سؤال يطرحه البعض عندما يشاهد همجية أو تعسف أو سلبية.. خاصة هذه الأيام، والجواب هو نعم، فليس هنالك شعب لا يستحق الديموقراطية بمعناها الشامل، فالديموقراطية ليست مجرد صندوق اقتراع بل هي صون لحرية الإنسان وتكريس عملي لمبدأ المساواة بين البشر.

آلية الديموقراطية وتفاصيل تطبيقها هي أمر بغاية الخصوصية، فالديموقراطية ليست “ون سايز” أو “يونيسكس” لتناسب جميع الأعمار والأحجام والأجناس، المحاولة العشوائية لفرض نظام ديموقراطي غير مناسب على شعب غير مستعد له أتى بنتائج كارثية على شعوب حولنا.. والتاريخ شاهد، وجميع الديموقراطيات “العريقة” الموجودة اليوم لم تفرض على شعوبها ولم يلبسها الناس جاهزة بعد شرائها من سوق الأنظمة، فلكل شعب خصوصيته التي تحتمها تركيبته السكانية والثقافة السائدة فيه، كلمة “الخصوصية” قد لا تعجب البعض! فالافتتان بهذه الحركة الديموقراطية أو الثورية أو تلك تغري البعض وترفع مستوى الطموح لديهم من أجل الحصول على ما لا يملكون، لكن تجاهل خصوصية شعب مثل شعبنا ومن ثم مقارنته مع غيره من الشعوب تحت لواء شعارات مثل الحرية أو الكرامة أو العدالة دون تحديد هدف واضح وخطة عمل أمر بغاية الخطورة!

لا أحد يكره الشعارات البراقة، فتلك الشعارات رؤى لا بأس من طموح الوصول إليها.. ولكن عبر الطريق السليم وإن كان طويلا، حراكنا السياسي المسيطر على بعض شبابنا اليوم متأثر من وجهة نظري بالثقافة الاستهلاكية المسيطرة على حياته، فكما يتسوق الشاب عبر الإنترنت ويشاهد أخر صرعات التكنولوجيا أو الموضة و”بشخطة” فيزا واحدة يحصل عليها من هذا السوق أو ذاك.. نراه اليوم يشاهد الثورات ويستمتع بالحريات “أون لاين” ومن ثم يأمل أن يحصل عليها بشخطة الفيزا لتصله إلى عتبة بيته عبر الآرامكس! الشاب لدينا ليس له “خلق” أن يصبر ويجاهد نفسه ويسير على درب الإصلاح الطويل، فهو يرى أنه من الأسرع والأسهل أن ينتفض ليصرخ ويزأر في وجه الفساد.. عله يخاف.. ويرحل! سواء كان هذا الصراخ والزئير في الشارع أوحتى… أون لاين، يعتقد الشاب أنه بصراخه ومطالباته وتحركاته الاجتماعية أو الميدانية يسلك درب النضال الشاق الطويل كما سارت عليه شعوب العالم الحرة، لكن ذلك الدرب في الحقيقة أسهل الدروب لمن يتفكر ويعي الصورة الكبيرة.

ليس هناك أسهل من الصراخ في الشارع ولا أسهل من تأجيج الاعتصامات وتسيير المسيرات ومجابهة الجند والعسكر، هل حقا تعتقد أخي الشاب بأن تلقي “لزخة” من هراوة شرطي أمر خطير؟ ملايين البشر حول العالم تلقوا ضربات من هراوات الشرطة حول العالم على مر التاريخ وقصفوا بالغازات واعتقلوا وحبسوا بالزنازين، فهل حقق لهم ذلك حلما في عيشة حرة هنية؟ إن كان جوابك نعم فأنت واهم! الشعوب “التعبانة” ظلت تعبانة بغض النظر عن كمية ما تعرضت له من هراوات، أنظر إلى خارطة العالم وركز فيها على النسبة والتناسب بين عدد الهراوات وبين منجزات الشعوب الحضارية وستجد أن العلاقة بينهما عكسية، الشعوب الثائرة لأجل الثورة هي أتعس الشعوب لأنها اختارت أن تسلك التعاسة منهجا وطريقا، بينما الشعوب التي هجرت المواجهات وآثرت “مجابل شغلها” هي التي تنعم اليوم بالحرية ورغد العيش ونعيمه، كلامي ليس شاعريا ولا معسولا ولا أقصد منه أن يكون كذلك، لكنها الحقيقة التي تعلمناها من دراستنا للتاريخ.

نعم شعبنا “كفو” ديموقراطية، لكني أستغرب من من مازال يبحث عن هذه الديموقراطية وهي بين يديه ومن حوله، يعيشها ويتنفسها يوميا! لديك دستور وبرلمان وفصل سلطات وصحافة حرة، أليست تلك أسس الديموقراطية المطلوبة؟ هل تعلم أن شعوب الهراوات كان جل نضالها من أجل الحصول على هذه الأسس دون جدوى؟ وطبعا دون جدوى لأن الأسلوب خاطئ من الأساس.. أما من سار منهم على الدرب الصحيح فقد وصل.

نعم تلك الأسس الراسية لدينا بها قصور ونقص، لكن أدوات إصلاحها موجودة، أما من يتكاسل عن استخدام أدوات الإصلاح التي بين يديه فإنه ببساطة قد تنازل عن حقه، والمتنازل عن حقه عيب عليه أن يرجع ليطلب احتراما أو كرامة، من يتهاون عن إصلاح قانون فاشل أو ظالم ثم يتباكى عندما يطبق عليه أو لا يكفي لإدانة غيره ماذا يمكن أن نسميه؟ كم من قصص الأطفال التي قرأناها بالصغر تحدثت عن أن مصير الكسلان أو البليد دائما ينقضي بالندم والحسرة، ولكن هل تعلمنا منها؟

لو كانت مشاكلنا مجرد “سياسة” فإنه والله ليس هناك ما هو أبسط من إصلاحها، فالقانون يعدل بقانون والحياة سهلة، لكن المسألة ليست سياسة.. بل هي ثقافة! كتبتها حتى مللت نفسي… ليست سياسة بل ثقافة! ليست سياسة بل ثقافة!!

حتى لو تحولت الكويت اليوم لجمهورية (أو إمارة دستورية) “غصبا” ووضع لها أحدث نظام تصويت ووزعت دوائرها أعدل توزيع وأشرفت على انتخاباتها أتقى هيئة.. فإنها ستكون أسوأ جمهورية! هل لأننا مو “كفو” جمهورية؟

لأ

لكن لأن “مخ” الشعب لم يتغير لكي يوائم ذلك التغيير الانتخابي، إن كان تغيير نظام سياسي كامل لن يكون له تأثير بهذا المخ فما بالك بتغيير دائرة أو لجنة انتخابية أو خانة في ورقة الانتخاب؟

تأكد أنه عندما نضحي مستعدين للجمهورية – بعد عمر طويل – أو لهذا النظام الانتخابي “الكامل” أو ذاك فإن هذه التغييرات ستأتينا ركضا، فلم الإستعجال؟ أليس الأجدر إذن أن نركز على ما هو أهم من هذه التفاهات؟

ما نحتاجه حاليا وبشدة هو تغيير ثقافتنا لا سياستنا، كل ما نحتاجه من الساسة هو عملية “تنظيف” للقوانين المعيوبة.. والكثير من الحريات.

أعطوا الشعب الحريات وسيتولى هو أمر كرامته بنفسه، فالحرية هي أكسير الحياة للثقافة الميتة، والثقافة هي اليد التي تبني الحضارة، الشعب الحر والمثقف لن يحتاج لأن يخرب أو يكسر القانون، فاليد التي تحمل الكتاب لن تحمل “عجرة” واليد التي تحمل ريشة لن تحمل “مرضية” مزورة، تأكد بأن “الحكومة” وإن وفرت لنا الكتاب فإنها لن تضعه بأيدينا ولن تقرأه عند رؤوسنا قبل النوم، نحن من سيضعه بيد أبنائنا ونحن من سيشتريه لهم.. إن سُمح لنا!

لسنا بحاجة لنواب ولا حتى لشباب يقودون ثورة (أو تحرك الإصلاح.. سمها ما شئت)، فالثورة عملية تدميرية لا بأس أن يلجأ لها من ليس لديه ما يخسره، الثورة تهد بنيانا باليا قائما لتبني مكانه ما تريد أن تبني، أما نحن فقد سرنا على درب العمار طويلا و”حسافة” أن نمحوا الدرب الذي خططناه، وتاريخنا الحضاري رغم قصره على ذلك شاهد.

دع عنك يا أخي الشاب حماس المتحمسين من حولك ودع عنك تخاريف عواجيز السياسية وديناصوراتها، فكر الثورة والفوضي ومواجهة الهراوات لو كان ينفع لكان نفع من قبلنا ومن هم حولنا، ضع في بالك أنه إن كانت الدول من حولنا لتوها دخلت موسم “الربيع” فإننا الآن ندخل “الخريف”.. موسم الحصاد، والحصاد عمل شاق ويحتاج إلى جهد كبير حتى لا يضيع تعب الشهور الطويلة، لنركز الآن على حصاد السنين التي مضت ولنستمتع بشهي الثمر، ولندع أحلام الربيع القادم لوقتها، فإننا لن نسبق الأيام بالأحلام.

————-

ملاحظة:

– أنصح بقراءة مقال فخامة رئيس جمهورية الكويت الديموقراطية والذي كنت قد كتبته قبل ٦ سنوات.. ورغم ذلك لا أعتبره من المواضيع الأرشيفية لأنه ما زال يمثل واقعا يتأكد لنا كل يوم.

صورة النائب

خليفة القطان، العضو المنتخب، ١٩٦٥
اللوحة أعلاه هي بعنوان “العضو المنتخب” وهي من أعمال الفنان الكويتي الراحل خليفة القطان [1. خليفة القطان والنظرية الدائرية هو موضوع رسالة دكتوراتي] من عام ١٩٦٥، اللوحة تمثل رأي القطان الصريح – وربما شديد القسوة – ببعض الساسة من مرشحي مجلس الأمة الكويتي، نشاهد بالجانب السفلي منها هؤلاء المرشحين في فترة الانتخابات وهم يتمسكنون للناخب ويبدون له وكأنهم حملان بريئة وديعة، ثم بالقسم العلوي نشاهد النائب بعد أن فاز بعضوية المجلس وهو يعطي الناخب الـ”ثمبز داون” والكشرة تشق فاه وكأنه يقول له: “عليك واحد!“.

خليفة القطان، العق لتصل، ١٩٦٧

في هذه اللوحة نجد خليفة القطان يقدم لنا مخلوقا مشابه للمخلوقات في الصورة السابقة وإن كان يبدو أكثر وحشية، نشاهده هنا مستعد للعق أقدام الناخبين في سبيل صعود السلم الأخضر.

هاتين اللوحتين تعتبران مثالين على ما يطلق عليه اسم مرحلة نضج النظرية الدائرية (السيركلزم Circulism) التي قدم خلالها خليفة القطان أجرأ أعماله الناقدة للمجتمع الكويتي خلال فترة ما بعد الاستقلال، وهي ذات الفترة التي شهدت الانتعاش الاقتصادي للدولة وشعبها… وفي نفس الوقت فترة تبدل قيم ومفاهيم ذلك الشعب بسبب ذلك الانتعاش الاقتصادي وما صاحبه من تغيرات اجتماعية.

تذكرت هاتين اللوحتين بعد أن قرأت مؤخرا مقالا للأخ مطقوق في مدونته بعنوان إنردها والذي أقتبس منه هذه الفقرة:

… أنا أجد شعار إنردها أو لنعيدها كما كانت شعارات تلعب على الوتر النوستلجي عند الناخبين , النوستلجيا هي الحنين الى الماضي و الإعتقاد بأنه كان أفضل من الحاضر , و هذا شعور مزيف على العموم , فعن أي ماضي افضل يريدون أن يرجعونا ؟

هل هي فترة الستينيات ؟ ألا يعلمون بأن المجلس الأول كان في 63 و بعده بسنة حصلت الأزمة الوزارية التي كشفت عورة المجلس و الديموقراطية و جعلت رئيس المجلس يستقيل كفرا منه بالمجلس و نوابه الذي لم يكونوا أكثر من شخشيخة بيد هذا الشيخ او ذاك ؟ ألم يسمعوا عن تزوير الإنتخابات في 67 ؟ إنردها حق شنو ؟

هنا نجد بأن خليفة القطان بنظرته المحللة للمجتمع الذي عايشه قد استشف حالة التخلف الاجتماعي/السياسي التي عاشها المجتمع الكويتي وقدم لنا توثيقا فنيا راقيا لتلك الحالة.

[quicktime]http://www.moayad.com/p/taasese.mp4[/quicktime]

يا شيخ!

في مقطع الفيديو الشهير أعلاه نستمع للدكتور أحمد الخطيب متحدثا عن مرحلة بدايات الديموقراطية في الكويت (وهو أحد المعاصرين لتلك المرحلة)، يذكر لنا في هذا الجزء حادثة طريفة حدثت بعد إتمام الانتخابات الأولى للمجلس التأسيسي تتلخص بأن بعض النواب (لجهلهم بأصول الديموقراطية) وفي أول اجتماع لهم اصطفوا من أجل السلام على “زملائهم” الوزراء وتقبيل خشومهم.. لكونهم “شيوخا” طبعا!!

فهل تطورت الديموقراطية منذ ذلك الوقت وتغير المجتمع بشكل متماش مع ذلك التطور؟

صورة الشيخ نعم تغيرت، التقدير الاجتماعي للشيخ في مجتمعنا القبلي ما يزال قائما، لكن سياسيا زالت رهبة المشيخة، فأصبح الشيخ يعامل كأي مواطن عادي يؤدي وظيفته، حتى رئيس الوزراء صار ينتقد ويحاسب بل ويهتف ضده حتى في الشارع، وقس على ذلك حالة بقية الشيوخ في كافة المناصب الحكومية والأهلية.

هل معنى ذلك أن ديموقراطيتنا اكتملت؟

مو لهالدرجة 🙂

لا نستانس كثيرا بتجمعاتنا الإرادية ولعلعتنا بالصحف والدواوين والمدونات وتويتر، فرغم أن هناك أمورا تغيرت للأفضل منذ الستينات إلى الآن إلا أن هنالك أمورا مازالت على حالها… وأخرى سارت للأسوأ!

الوطن، ١٧ يناير ٢٠١٢

يا نايب!

بينما صورة الشيخ السياسة اعتدلت في مجتمعنا.. نجد صورة النائب سارت في طريق مضاد! لسبب ما نجد أن النائب أو حتى المرشح لمجلس الأمة يرسم المجتمع حوله هالة تفوق حجمه الطبيعي بكثير.. سواء كانت هذه الهالة إيجابية أم سلبية، بمعنى آخر نجد من بيننا من يمجد النائب أو المرشح ويمنحه من الصفات والألقاب ما يثير غيرة مغنيي البوب! أصبحنا نرى بعض الشباب (بل وبعض الشياب أيضا) أصبحوا بمثابة المعجبين أو الـFan Boys لهذا النائب (أو المرشح) أو ذاك، بعضهم يزين “أفتاره” بصورهم وأسمائهم وآخر يتغنى بكلماتهم وأقاويلهم، أحدهم يسطر لهم الشعر تمجيدا وآخر ينشد في حبهم الأناشيد.

هل هذا التمجيد للنواب والمرشحين أمر طبيعي؟

كلا! إن كنا تعلمنا من التاريخ شيئا فهو أن “الحي يقلب“! بل أحيانا حتى الميت يقلب!! ألا يدرك أولئك المداحون والممجدون بأن ليس في السياسة صديق دائم ولا عدو دائم؟ وأن من يمدحون اليوم قد يذمون غدا، وأن من يهاجمون اليوم قد يتحسرون على أيامه غدا؟ تلك هي طبيعة السياسة في كل مكان وزمان وهي ليست منا ببعيد.

ألا يدرك أولئك المداحون والممجدون بأن نائب الأمة ما هو إلا موظف يؤدي وظيفة يأخذ عليها معاشا من الدولة… حاله حال شرطي المرور أو موظفة الملفات بالمستوصف؟ نائب الأمة ليس قائدا قوميا يسير خلفه الشعب في طريق الرفعة والسمو، وليس قائدا فكريا تخلد كلماته كنبراس ينير لنا الدروب، وليس نبيا مرسلا يشفي الأبرص والأكمه وتمطر له السماء وينشق له البحر والقمر! نحن من نعطي هؤلاء النواب “خبة” من أنفسهم ونحولهم إلى أسود ضارية حينا وأبقارا حلوبة في حين آخر… بالضبط مثل المخلوقات التي صورها لنا خليفة القطان! نحن من نقوم بنفخ هؤلاء النواب كما كنا ننفخ الشيوخ من قبل، بل حتى أن الشيوخ اليوم أصبحوا يفكرون بترشيح أنفسهم ليحصلوا على بعض المجد الذي يسبغه البعض على مرشحيهم ونوابهم! اليوم أصبحنا نحمل النواب على أكتافنا ونطوقهم بالورود… فأي من الشيوخ اليوم يحصله كتف يحمله؟

نواب على الأكتاف، نوع آخر من 'الفشيلة'؟

أرسلت قبل عام تقريبا مجموعة من التويتات إلى أحد النواب الكرام مخاطبا إياه حول موضوع دوره كنائب ودوري كمواطن والعلاقة بيننا كما بينها الدستور، أخبرته بأن الدستور أعطى القوة والسيادة لي أنا كمواطن وجعلني أنا مصدرا للسلطات جميعها.. أما أنت كنائب فلست سوى أداة من أدواتي التي أستعملها لممارسة سيادتي، أخبرته كذلك بأنه (هو وجميع النواب) ليس قائدا لي… فأنا كمواطن أقوده هو كنائب، وظيفته أن يمثلني ويعبر عن رأيي… لا أن يفرض علي رأيه أو أن يستغلني لتحقيق ما يريده هو، أخبرته كذلك بأني مواطن واع وأعرف ما هو دوري وما هو دوره وأني لن أسمح له بتجاوز هذا الدور باستئساده التغريدي المصطنع. طبعا نظرا للروح الديموقراطية العالية التي يتمتع بها الأخ الفاضل “كشت” بتويتاتي هذه كلها ولم يرد علي إلا عندما هنأته بمناسبة مرور شهر على إنشاء حسابه على تويتر ليشكرني ويدعو الله بأن يمد أعمارنا بالعمل الصالح!!

يعني ما ندعم أحدا من المرشحين؟

ما قلت جذي، إن كنا سندعم ونعمل فذلك يجب أن يكون دعما لفكر المرشح وليس لشخصه، بالوضع الديموقراطي الطبيعي فإن الناخبين يقدمون الدعم للحزب الذي يمثله المرشح وليس للمرشح بذاته، فالفكر العام للحزب هو الذي يعطي له الناخبون دعمهم، النائب كشخص مهما بلغت كاريزميته ومهما كان فلتة زمانه شعبيا فإنه لن يستطيع أن يعيش دور “القائد” لأنه لن يحيد أو “يقلب” على فكر حزبه الا في قرارات محدودة مثل حق الإجهاض أو حق حمل السلاح (كما هو حاصل في أمريكا).. أما التوجه الفكري العام فلن يستطيع التلون فيه كما يشاء من أجل استمالة هذه الفئة أو تلك الطائفة من المجتمع، بالتالي حتى المتطوعون للعمل في الحملات الانتخابية لؤلائك المرشحين ومن يدافعون عنهم في تويتر مثلا إنما يعملون لتوافق فكرهم مع فكر حزب ذلك المرشح وليس لأن ذلك المرشح “بطل” قومي يحمل على الأكتاف، الوضع عندنا في ظل عدم وجود قوانين تنظم العمل الحزبي جعل للأفراد عندنا قوة توازي قوة الأحزاب، فالنائب لديه فرق إعلامية ولديه كتاب بالصحف يكتبون عنه وعن أخباره بل وحتى قنوات فضائية تعمل له… كل ذلك دون حسيب أو رقيب… وهذا أمر غير طبيعي وله نتائج خطيرة.

اقلب الصورة

نحن بحاجة اليوم لكي نعيد صياغة الثقافة الكويتية بحيث نعيد نائب مجلس الأمة إلى حجمه الطبيعي، علينا أن ندرك ماهو دور هذا النائب وما هو دورنا نحن وفقا للدستور، قرأت قبل فترة مجموعة تويتات من أشخاص مختلفين تسأل عن ماهي الصفات الحميدة التي يجب أن يتصف بها النائب المثالي؟ أو تستعرض هذه الصفات بشكل يصور لنا هذا السوبرمان التقي الورع القوي الأمين عريض المنكبين شنكول الحرقات شلولخ الذي يستحق أن نعطيه صوتنا! إشدعوه؟! يجب أن ندرك بأن المرشح بنهاية الأمر إنسان.. وسياسي (بكل ما تمثله هذه الكلمة) ولا شيء أكثر من ذلك.. فلا تعطه أكبر من حجمه حتى لو كان ذاك المرشح صديقك أو حتى أباك! نحتاج كذلك لأن نبدأ التفكير جديا بتنظيم العمل الحزبي السليم بدل حالة السبهللة التي نعيشها حاليا.

البعض منا لديه ترسبات قبلية أو مذهبية أو طائفية تؤثر في اختياره لمرشحه… هؤلاء خارج الحسبة ولست أعنيهم في مقالي هذا لأنهم إلى الآن لم يصلوا للمستوى الثقافي اللازم لإدراك ما أقول في مقالي هذا.. ولأني لا أتحدث أصلا عن أسس اختيار المرشح بل عن تغيير صورة النائب، حديثي اليوم هو لمن يريد أن يرتقي بفكر هذا المجتمع للمرحلة الجديدة من الديموقراطية الكويتية، هؤلاء هم من يعتمد عليهم ومن آمل أن تصل لهم كلماتي، فهل وصلت لكم؟

تويتات إلى فيصل المسلم


@faisalalmuslem أخي فيصل كلمة بقلبي لازم أقولها لك دام انك دخلت التويتر و بهالدخول لازم تسمع الكلام اللي يجيك حتى لو ما يعجبك، صح؟

انا لست بسياسي ولا أحب السياسة من الأساس ، و لكن ما يدفعني للحديث فيها هو نفس ما يدفعكم… حب هذا الوطن @faisalalmuslem

كلمتي تنصب في مبدأ دخولكم عالم التواصل الاجتماعي وهي موجهة لكم و لكل سياسي سواء موجود حاليا على الشبكة أو يفكر في دخولها @faisalalmuslem

أخي فيصل ، بكل صراحة أقولها بأننا لا نريد بل و نرفض أن يستغل التويتر من قبلكم كمنبر لبث الشعارات الدعائية ! @faisalalmuslem

نحن شباب واع و نفهم جيدا الفرق بين الكلمة التي يرسل من خلال الرأي العقلاني و بين الشعارات التي سمعناها مرارا و تكرارا @faisalalmuslem

الشعارات التي لم نأكل من ورائها خبزا كما يقال ! @faisalalmuslem

نحن شباب واع ونعرف ما يجب أن يكون دوركم كنواب لنا،ونعرف بأن الهجوم و الصراخ على الحكومة وعلى بعضكم بعضا ليس ضمن هذا الدور @faisalalmuslem

نحن شباب واع و لنا طموح و أمل في أن يصل صوتنا نحن من خلالكم لأصحاب الشأن ، لا أن تصم آذاننا بأصواتكم أنتم @faisalalmuslem

دستورنا يا أخ فيصل يقول بأننا نحن من لهم السيادة و نحن مصدر السلطات جميعا ، أما أنتم يا نوابنا فمجرد أداة من أدواتنا @faisalalmuslem

أنتم أولا و آخرا أداة لسن القوانين ، لا تظن يا أخ فيصل و يا أخواننا و أخواتنا النواب بأنكم قادة لنا! @faisalalmuslem

لسنا بحاجة لقيادتكم لنا… نحن من يجب أن يقودكم ، نحن نقود و أنتم المنقادين ، تذكرو ذلك جيدا @faisalalmuslem

اليوم يبرز بوضوح أكثر من أي وقت مضى أننا نحن الشعب و نحن الشباب أقوى منكم يا نوابنا @faisalalmuslem

عهد المنابر و الكراسي العالية انتهى فتغريدات التويتر أعلى منها @faisalalmuslem

إن كنت دخلت تويتر و ببالك استغلاله في تجييش متتبعيك و ضمهم تحت لوائك و تحريضهم على أعدائك فأنت غلطان ! @faisalalmuslem

أكتب لك كلامي بعد أربع ساعات من دخولك لعالمي الذي أعيش فيه لأكثر سنة ، و السنة في عالمي هي عمر مديد @faisalalmuslem

أربع ساعات وقد أتحفتنا بثلاث تويتات بدأت باسم الله ثم بكيل اللكمات و الركلات لوزارة الداخلية و الحكومة و رئيس الحكومة @faisalalmuslem

فهل ترى من بيننا أحدا منهم!؟ @faisalalmuslem

ليس لي علاقة بالحكومة لا من قريب و لا من بعيد فلماذا تهاجمها و أنت تقف في ساحة بيتي!؟ @faisalalmuslem

أليس الأصح من ذلك أن على الأقل تبدأ كلامك بالحديث معي أنا و عني أنا @faisalalmuslem

أنا أخوك و ابن بلدك ، إسألني ماذا أريد ، أطلب رأيي ، استفسر عما يشغل بالي ، احمل عني همومي ، هذه هي وظيفة الأخ @faisalalmuslem

إسألني عن رأيي بالحكومة و وزارة الداخلية و المؤتمرات الصحفية @faisalalmuslem

هل حقا تظن بأن رأيك برئيس الوزراء أهم من رأيي؟ ‪:‬D @faisalalmuslem

ليش؟ هل عقلك أكبر من عقلي؟ أم أن هناك من سلطك لتفكر و تقرر عني؟ بالتأكيد الدستور لم يعطك هذا الحق @faisalalmuslem

أنت حر بما تكتب و تنشر ، الدستور يكفل لك ذلك ، و تويتر يكفل أكثر من ذلك ، لكني أعيد تذكيرك بأن عقولنا كبيرة ، فالحذر الحذر @faisalalmuslem

أخي فيصل ، لست بأفضل من الفاروق عمر ، لذلك من حقي أن أقول لك.. استقم ! @faisalalmuslem

انتهى كلامي.. و لم ينته الهم الذي أحمله بقلبي و لن ينتهي حبي للوطن الذي اسطر هذه الكلمات لأجله @faisalalmuslem

——–


أرسلت هذه الرسائل ردا على كلمات الدكتور فيصل المسلم التي ذكرها في حسابه على تويتر الذي قام بإنشائه قبل ساعات قليلة. ما زلت بانتظار الرد.

——–
تحديث :

– بعد مرور 31 يوما و إرسال 36 رسالة إلى الأخ فيصل قام أخيرا بالرد علي ، ما هي الرسالة التي تكرم بالرد عليها؟ و ماذا كان رده؟

fm-reply

لا تعليق !

نواب ألاباما مو أحسن من نوابنا

[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=hZPonL_aSk4[/youtube]

storiesfightvid.jpg

يا أخي احنا يالكويتيين نموت على التحلطم.. خصوصا على نوابنا و حكومتنا !

كل ما شدوا النواب شوي قامت القيامة و سووها الناس -والصحافة- إن خلاص.. بينحل المجلس و بتخترب الديرة !

يا أخي خل يتهاوشون.. شفيها يعني ، هذي أمريكا أم الديمقراطية.. شوفوا نوابهم شيسوون :

http://www.youtube.com/watch?v=hZPonL_aSk4

سالفة هالفيديو إن هذيل نائبين من ولاية ألاباما قاعدين يتناقشون بمادري أي قضية ، أشتد النقاش….جان واحد منهم (الجمهوري) يقول حق الثاني “يا ابن الـ [طوووط]!”.. الثاني (الديمقراطي) عاد حمقي و ما يرضى أحد يغلط على أمه.. فقام و عطاه بوكس 👿

فيعني عادي.. هالسوالف تحصل 🙂

تيك إت إيزي و بسكم تحلطم و سلبية 😛

“ما عليج منهم”

noriah al subeah
Al Watan Newspaper, 3/4/2007

حسب رواية جريدة الوطن كانت تلك هي فحوى رسالة بعثتها وزيرة الصحة الجديدة دكتورة العلوم السياسية معصومة المبارك إلى وزيرة التربية الجديدة أبله نورية الصبيح ، “ما عليها” من منو؟ ما عليها من أربع نواب غادروا قاعة مجلس الأمة أثناء أداء الأبلة نورية لليمين الدستورية و إثنان آخران أبديا اعتراضا شفويا عليها.

السؤال هو ، ما سبب هذا الاعتراض؟

هل مثلا بسبب ضعف أداء الأبله لمهامها عندما كانت وكيلة للوزارة؟

هل بسبب بيروقراطيتها و روتينها الممل الذي كانت تسير بهما مكتبها؟

هل مثلا بسبب قراراتها الظالمة التي كانت تتخذها بحق بعض العاملين في وزارتها؟

هل بسبب تلخبط الأولويات في عهدها كوكيلة؟

لا طبعا.. و دي تيجي؟

الاعتراض هو بسبب مخالفتها الجسيمة لتوصيات المجلس!

عيل شلون مداومه بالمجلس و مو مغطيه الشعر الحرير اللي على الخد يسير؟!

ما تخاف إنها تأثر على أداء باقي أعضاء المجلس و الحكومة بسبب “مفاتنها” الظاهرة؟!

كوني مدرس سابق في وزارة التربية أعتقد إنه واضح إني مو من كبار المعجبين بسياسة مسز نورية ، لكن بنفس الوقت إعجابي لا يزيد ولا بملي لتر واحد بسخافة و سطحية طرح الأخوان المعترضين!

Grow Up!

الكويت مو بحاجة لهذه العنتريات و هذا النوع من تسجيل المواقف ، نبي عقول أكبر و قضايا أهم من حجاب سعادة الوزيرة.