أرشيف الوسم: worm

الفئران آتية !

[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=Dnag8D3aAZk[/youtube]

لكي نكون منصفين فعلينا أن نقر بأن الفئران مظلومة ، كثيرا ما يعتقد الناس بأن الفئران تسبب الأمراض بينما هي بالحقيقة لا “تسببها” بل في بعض الأحيان “تنقلها” و الفرق بين الأمرين واضح ، فالطاعون (وهو أشهر الأمراض المرتبطة بالفئران) هو مرض تسببه بكتيريا اليرسينية و التي تنتقل إلى الفئران و الجرذان بواسطة البراغيث ، لذلك فالفئران برأيي مسكينة… اضطرتها الظروف إلى أن تعيش في بيئة و نمط حياة عرضها لكي تكون ضحية هذا المرض الخبيث لتكون وسيطا سيء السمعة ينقل لنا الطواعين دون أن يكون له الخيار في ذلك.

ليست جميع الفئران ناقلة للأمراض بشكل طبيعي ، فعلينا هنا أن لا ننسى كذلك فئران التجارب البيضاء الجميلة ، تلك الفئران “المخدّية” و المغلوبة على أمرها حالتها صعبة ! فهي تظن بأنها تعيش في أحضان الطبيعة الخلابة بينما هي بالواقع موضوعة في قفص زجاجي صغير.. تلقم الطعام تلقيما… طعام لا تدري من أين مصدره و لكنها تأكله لتعيش ، تغرز بحقن مشبوهة المحتوى أحيانا ، تضيع في متاهات مجهولة الهدف في أحيان أخرى ، فهي إذن أيضا حيوانات مسكينة حتى و إن كانت لا تحمل الأمراض.

و طبعا ليست جميع الفئران سيئة أو مسكينة ، فهناك ميكي ماوس الطيب و مايتي ماوس القوي و الفأر جيري الذي كثيرا ما يحسّر بالقط توم ، و للفئران أعداء لدودين مثل القط توم الآنف الذكر.. و محمد السنعوسي و صاحب فتوى ميكي ماوس الشهيرة ، يعني الفأر له قاعدة ثقافية عريضة في حياتنا و ليس مجرد مخلوق صغير من رتبة القوارض كما نعتقد.

هناك نوع ما من البشر يشابه في خواصه الثقافية … الفأر ، مو قصدي بهذا التشبيه الإساءة على الإطلاق… فأنا شخصيا أعتبر من هذا النوع من البشر 🙂

<white mice pet  mouse
white mice pet mouse By Joost J. Bakker IJmuiden

المدونون !

نعم.. هناك المدون الطيب و المدون البطل و المدون المشاغب ، و هناك أيضا المدون ناقل الطواعين و المدون فأر التجارب… و هذان النوعان الأخيران هما موضوع مقالي لهذا اليوم.

بدأ تفكري في الوسط التدويني الكويتي قبل بضع أسابيع عندما انتشرت بين المدونات قائمة تضم “التوب تن” بين المدونات الكويتية حسب تصنيف موقع أليكسا ، كمطور مواقع إلكترونية لي رأي في موقع أليكسا و مصداقيته و لكن ليس هذا مجال طرحه ، ما يهما هنا و ما شد انتباهي هو نوعية تلك المدونات التي يقبل عليها الكويتييون… كانت صدمة خفيفة بالنسبة لي لأني اكتشفت بأن الوضع أسوء مما كنت أتصور !

قبل أن أكمل كلامي عن تلك المدونات “التوب” و ما هو محتواها أود أن أذكر بأن الوقت مناسب الآن للاطلاع على موضوع هل أنت دودة؟ إن لم تكن قد قرأته من قبل أو كنت تحتاج لتذكره لأن الكلام القادم متعلق به بشكل مباشر و بموضوع المجتمع الإستهلاكي الذي تناولته بعدة مقالات سابقة.

المدونات صمام ذو إتجاهين ، فاتجاه المدونة يعتبر تمثيلا لإتجاه المجتمع… و في نفس الوقت فإن المدونة عامل موجه لذلك المجتمع ، يعني المدونات تعبر عن رأي المجتمع ، و المدونة قد تحمل أيضا مشعل القائد للمجتمع و المحرك له ، لذلك فإن الإطلاع على المدونات و طريقة تفكير أصحابها يعطينا مؤشرا قويا على الإتجاه الذي يسير أو سيصل إليه المجتمع ، لهذا السبب علينا أن ننظر لقائمة أشهر المدونات الكويتية بشكل جدي و ندرسها بعناية.

ما هي تلك المدونات و ما هو محتواها؟

دون الدخول بالتفصيل الممل يمكن الاطلاع على القائمة في موقع الأخ فرانكوم.

الحالة مارك

طبعا يتربع على رأس القائمة المدون الشهير مارك ، مارك هو واحد من أعرق المدونين في الكويت ، فقد بدأ التدوين منذ عام 2004 تقريبا في الوقت الذي كان غالبية الناس لا تعرف حتى معنى كلمة بلوق ، مدونته منوعة و تحتوي على الغث و السمين من المواضيع ، مواضيعه بشكل عام لا بأس بها… و لكن ذلك لا يمنعنا من أن نوجه له إصبع الإتهام باعتبار أنه هو من أشعل شرارة التدوينات الإستهلاكية ! مارك هو شاب يعشق جمع “الأشياء” و يجيد الحديث عنها ، فنجده تارة يتكلم عن كاميرة جديدة ، و عن حذاء أو مكينة حلاقة تارة أخرى ، من أشهر مواضيع مارك كذلك هي المواضيع التي قدم فيها تقييما لمطاعم شاورما الدجاج و مطاعم البرغر الكويتية و العالمية ! إستطاع مارك من خلال الشخصية و النفسية “الكوول” التي يمتلكها أن يجمع من حوله قاعدة جماهيرية شبابية عريضة ، هذه القاعدة الجماهيرية -بالإضافة لإجادته لفن التقديم- جذبت انتباه الشركات و المؤسسات التجارية التي بدأت تعي أهمية الشبكات الاجتماعية في التأثير التسويقي (أضف لذلك كون مارك متخصص في مجال التسويق و يعمل بواحدة من أكبر شركات الدعاية و الاعلان في المنطقة) ، فقامت تلك الشركات التجارية باستغلال وضعه الاجتماعي من خلال تزويده بأحدث منتجاتها و خدماتها ليقوم بالحديث عنها من خلال مدونته ، طبعا الكثير من متابعي مدونته شعروا بنوع من الغيرة و تمنوا أن يكونوا بمكانه ، فمنو يعاف إنه يحصل على معاملة خاصة و فرصة لتجربة “الأشياء” ببلاش؟

بدأت بعد ذلك المدونات بشكل عام الانتشار بالكويت و المنطقة ، و لا أعرف من هو أول من قام بعملية “الإستنساخ الماركي” و لكن ظهرت على السطح مجموعة كبيرة من المدونات ذات النفسية “الكوول” و التي تقدم -بشكل سطحي بأغلب الأحيان- عرضا لأحدث “الهبّات” في الوسط الشبابي الكويتي ، فانتشرت مواضيع الكب كيك و المجمعات و الأحذية و برامج الآي فيون و الحقائب و المطاعم و الإكسسوارات ، و ياريت إن هالمواضيع ذات طابع تحليلي مفيد… بل هي بالغالب على شكل صورة و تعليق بفقرة واحدة… أو فيديو يوتيوب و تحته سطر.. أو حتى بدون سطر ! و أنا هنا لا ألوم المدونين على هذا الطرح.. فكل حر فيما يكتب أو يقدم.. و بالنسبة لي فإن الإبتعاد عن هذه المدونات و مواضيعها الـ#### هو أفضل حل ، جل ما أستطيع أن أقدمه لهؤلاء المدونين هو نصيحة بتغيير نمط حياتهم حتى لا يتحولوا إلى مخلوقات دودية.. أو يسقطوا ضحية للطاعون -و العياذ بالله- بنشرهم للفكر الإستهلاكي بين صفوف الشباب!

المرحلة التالية في عالم المدونات -وهي الأكثر خطورة- هي مرحلة الوعي التجاري ، بالطبع فإني أستخدم كلمة “الوعي” بتحفظ لأن ذلك الوعي ليس بالضرورة أن يكون شيئا إيجابيا ! إنتبهت الشركات التجارية لمسألة التسويق الإجتماعي كما ذكرنا عند الحديث عن حالة مارك ، و لكن ما حصل مع البعض هو تحول مسألة التسويق إلى مسألة تقترب من “الرشوة” ! أستطيع أن أفهم أن تقوم وكالة سيارات مثلا بإتاحة الفرصة لمدون لتجربة سيارتهم الجديدة و الحديث عنها (هذا إن كانت المدونة متخصصة في عالم السيارات مثلا)… و لكن كيف نفسر أن يقوم دليل للمطاعم بتقديم صناديق من الشوكولاتة أو الآيسكريم للمدونين كـ”هدية”؟! ما علاقة خدمتكم بموضوع الآيسكريم؟ .. هل الشوكولاته مصنوعة بمصنع الوالد مثلا؟! و طبعا المدون المسكين لفرط سعادته بأن هناك من أعطاه ويهاً يقوم بحسن نية بزف خبر تلقيه لهذه “الهدية” السكرية و شكره و تقديره للمؤسسة الفلانية أو الموقع العلاني على بادرتهم الطيبة دون أن يعلم بأنه بحركته هذه قد تحول لفأر تجارب قد تم وخزه بإبرة لا يعلم محتواها! فهل فكر بالسبب الذي دعى تلك الجهة لتقديم تلك الهدية له شخصيا؟ هل فكر بدوافعها و بآثارها؟

Mushroom Burger

الإرهاب الغذائي

الحادثة الأخيرة و الأخطر و التي فجرت هذا الموضوع هو إقدام أحد مطاعم الوجبات السريعة على دعوة مجموعة من المدونين لتجربة منتجهم الجديد ، تسأل ما هو هذا المنتج الجديد؟ هو كارثة حقيقية !!! ففي الوقت الذي تحاصر فيه مطاعم لوجبات السريعة و يضغط عليها شعبيا و إعلاميا في سبيل محاربة ما تقدمه من سموم أثبت الأبحاث و التجارب المخبرية ضررها على الصحة العامة نجد ذلك المطعم قد استورد لنا وجبة “حصرية” من أجل أن يقدمها كهدية لنا مساهمة منه في تضييق شراييننا و توسيع كروش شبابنا! فماذا كانت ردة فعل مدونينا الأكارم؟ لا شيء سوى السمع و الطاعة و السقوط في الفخ تحت تأثير رائحة الجبنة.. المصحوبة بالهمبرغر اللذيذ… الله يزيد النعمة !

المدون مارك صريح مع من يريد التعامل معه ، فهو يشرط عليهم أن يقوم بنشر ما يعجبه من المنتجات.. أما ما لا يعجبه فإنه لا يتكلم عنه إطلاقا حتى لايخسر “الزبون” ، فهو على الأقل وضع لنفسه معيارا يقبل فيه ما يشاء و يرفض ما يشاء ، سمعت بمدونة أخرى (و هي أيضا مؤلفة كتب) قدمت لها إحدى الشركات الكبرى عرضا مغريا كي تهدي لهم بعض أعمالها… لكنها رفضت عرضهم السخي… لماذا؟ لأن تلك الشركة لها سجل غير مشرف في المجال البيئي.. و ذلك أمر يخالف مبادئ تلك المدونة !

مبادئ” .. هل سمعت بهذه الكلمة من قبل؟ المبادئ و القيم و المعايير هي ما يفرق بين الفأر الطيب البطل و الفأر ناقل الأمراض.. و فأر التجارب ، فأي نوع من تلك الفئران تود أن تكون يا عزيزي المدون؟ هل ستسقط في الفخ أم ستعيش حرا؟

والله يكافينا شر الطواعين.

يا دي الكرسبي كريم !

اليوم كنت أراجع إحصائيات الموقع لشهر يوليو ، بالضبط في قسم أكثر كلمات البحث اللي أوصلت لموقعي وجدت التالي :

krispy kreme search

يعني في عشر أشخاص كانو يدورون كلمة كرسبي كريم في جوجل و رماهم حظهم الحلو/العاثر على مدونتي

:mrgreen:

طبعا أنا ما أذكر اني يبت طاري كرسبي كريم غير في موضوع

خلاجين فيرجن

virgin megastore birmingham

لا أظن أن أحدا بالكويت -و حتى خارجها- لم يسمع بخبر إغلاق محل فيرجن في مجمع المارينا..

كثرت التساؤلات و التخمينات حول دواعي هذا الإغلاق وسط تعتيم -لا أجده مبررا حتى الآن- من قبل الجهة ذات الشأن (وزارة الإعلام) ، و كثرت كذلك النظريات و التحليلات و النقاشات و نقاشات النقاشات حول هذا الموضوع ، فهناك من يقول أن إغلاق فيرجن يمثل قمة التخلف في سياسة حكومتنا المتخبطة.. و آخر يقول بأن هناك أياد خفية سعت لإغلاقه لتنفيع أشخاص معيين لهم نفوذ معين.. و آخرين يرون أن إغلاق فيرجن يمثل ضربة قاصمة للثقافة بالكويت.. و آخرين يرون بأن إغلاقه يمثل ضربة قاصمة للتجارة بالكويت.. و آخرون يعارضون هذه الآراء و آخرون يعارضون معارضة الآراء…. و هلم جرا !

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو..

اشمعنه “فيرجن”؟

العشرات -إذا لم تكن المئات- من المحلات تغلقها وزارة الإعلام أو التجارة أو البلدية شهريا في الكويت و محد تكلم.. لكن لما صارت في “فيرجن” تحولت المسألة إلى القضية الجماهيرية الأولى لدى -بعض- الشعب ! بالتأكيد هالأمر لم يأت من فراغ.. و يجب أن لا يمر مرور الكرام دون تحليل و نظرة نقدية فاحصة ، بالطبع لا أقصد إغلاق المحل نفسه.. بل ردود الفعل على الإغلاق.. هي التي تحتاج للوقفة !

هل “فيرجن” هو المصدر الوحيد للكتب و الفيديوات و الالكترونيات.. و اللذي منه؟
هل “فيرجن” يمثل دعامة الثقافة و الاقتصاد في الكويت؟

بالطبع لأ..

عيل.. اشمعنه “فيرجن” ؟

أول شي.. لأنه محل كبير.. حجما و محتوى و اسما ، ثانيا.. مكانه في واحد من أكبر المجمعات التجارية في الكويت ، نتيجة لذلك أصبح لـ”فيرجن” نوعا من الـ”مكانة” في عقول و قلوب -بعض- الناس تختلف عن “فيديو الأرقام” مثلا.. أو “سي دي ورلد” أو حتى “دار الربيعان” ، هذي “المكانة” هي مربط الفرس !

السؤال هو.. هل هذه المكانة شيء “مبرر”؟

هل “فيرجن” معلم وطني بناه الآباء و الأجداد على مر عقود من الزمن ليحصد ثماره الأبناء؟ ..لأ طبعا ، اللي بناه ملياردير بريطاني ماله شغل بأجدادنا.

هل ساهم محل “فيرجن” في عملية التنمية البشرية لأجيالنا الصاعدة و قدم لهم دعمه اللامحدود في سبيل رفعة وطننا المعطاء و أمتنا المجيدة؟ .. مو وايد.. يعني جزاهم الله خير طبعوا و سوقوا جم كتاب من كتب ربعنا.. لكن بالأخير خدمتهم الأساسية إهيه انهم كانوا يبيعون كتب و أفلام و بليستيشن و آي بودات.

هل ساهم “فيرجن” في دعم المشاريع الخيرية و التنموية بالبلد أو وفر لأبنائنا و بناتنا فرصا وظيفية بعوائد تنافسية تتحدى اللي يهده؟ .. ما سعمت بهالشي..و أتمنى إني أكون غلطان لما أقول.. لأ طبعا!

عيل اشمعنه “فيرجن” ؟!

الجواب ببساطه.. لأنه “فيرجن” !

The cool place.. which looks cool.. and has many cool stuff.. like DVDs and books… and stuff
The place with the international name and branches in many international places around the world.. internationally

علشان الناس لما تسألك وين كنت تقول.. “كنت بالمرينا.. و مريت “فيرجن” لأني كنت بشوف “الشي” الفلاني نزل ولا لأ”

و لما تسألها مو وين شاريه هالـ”شي” .. تقول “والله شاريته من “فيرجن” أمس”

أو لما أحد يسألك “وين أحصل “الشي” الفلاني” تقوله “مر “فيرجن”.. أكيد تلقا عندهم منه”

هذي كل السالفه !! الناس تحب تقول “فيرجن” تماما مثل ما تحب تقول “ستاربكس” و “فلا مودا” و طبعا.. “كرسبي كريم” ! تحب تقول الإسم و تشوف الإسم و تعيش مع الإسم.. لأنه يمثل لها شيء مهم و يملى فراغ بحياتها.. و هالأمر خطير و قاعدين نشوف آثاره تكبر كل يوم ، و خطورة هذا الأمر تكمن بأنه قاعد يحولنا إلى المخلوقات الدودية اللي تكلمنا عنها من قبل.

في الختام.. أأكد مره ثانية.. أنا ما أأيد و لا أعارض عملية الإغلاق ، و لا أعارض وجود “فيرجن” أو عدمه ولا أي “محل تجاري” آخر بالكويت ولا في أي مكان في العالم ، و لكني هني قاعد أناقش”ردود الفعل” و ليس “الفعل” نفسه ، أو بالأصح أناقش تحويل مسألة تجارية أو قانونية بحته إلى قضية وطنية كبيرة وخطيرة لمجرد كون أحد أطراف هذه القضية هو مؤسسة -أو شخص- “نحبه”.. و بسبب هذا “الحب” نخلي الجوهر و نتعلق بالقشور و نمجدها و نكبرها و نتفخ فيها و احنا مو مستفيدين منها بشي أصلا.

و أوضح كذلك و أعيد و أكرر.. ما اعترض على الإغلاق.. و لاحتى حتى على مناقشة الإغلاق.. و لكني أسجل ملاحظاتي على “تضخيم” ذلك النقاش “بسبب” كون “الإسم” هو الأمر الذي يفرض علينا ذلك النقاش وليس “الموضوع” المناقش.

هل أنت دودة؟





Leaf litter series3 #3 Hello, originally uploaded by Lord V.

الله ياني ما أحب الكلام بالسياسة! لكن أحيانا الواحد غصبا عليه يحتاج انه ينفس :)أسهل الكلمات علينا احنا الغلابا من أبناء الشعب عندما نتحدث عن موضوع الفساد و تردي حالة دولتنا هي كلمات لوم المسؤولين و السياسيين و التجار و كبار القوم على كل مصيبة تحل بنا .. هذا اذا ما لمنا أمريكا و بوش و إسرائيل و كل الدول العظمى و الموعظمى! لكن .. هل فكرت بيوم من الأيام إنك إنت أو إنتي أحد أقطاب الفساد بالبلد؟!من هو الفاسد؟ مو من صفات الافساد ان الواحد يهتم بمصالحه الشخصية على حساب مصلحة الوطن و مصالح الآخرين؟ اذا تتفق معاي بهالنقطة كمل…

هناك مقولة ما أذكر منو قايلها لمصطفى الرافعي تقول “إن لم تزد شيئا على الدنيا كنت أنت زائدا عليها” (اللي يعرفها يصححلي) ، ما معنى هالكلام؟ يعني كل واحد منا لازم يطالع نفسه و يطالع حياته واللي سوا فيها.. هل قدم شي للناس؟ لأنك إذا ماكنت قدمت شي ينفع الناس فإنت عايش عاله عليهم! كل اللي قاعد تسويه هو إنك تستهلك أكلهم و مايهم و أكسجينهم و تلوث مواردهم بما تخرجه من مخلفات و نفايات ، نعم انت عايش .. و يمكن تكون مستانس .. لكن حياتك و وناستك هذي قاعده تستهلك ما يحتاجه غيرك بدون ما تدفع ثمن ما استهلكت ، بالتالي إنت فاسد لأنك قاعد تقدم مصلحتك على مصالح الآخرين! مثلك مثل أي سياسي أو مسؤول قاعد تنتقده ليل نهار!

ليش احنا استهلاكيين؟ ليش كل ما فتح محل أو مجمع جديد صفينا طوابير علشان ننهش منه؟ أضف إلى ذلك أحدث الأجهزة و الاكسسوارات اللي ننكب عليها و اللي ما يشتري يتفرج.. اشفينا استخفينا؟! أكيد سمعتوا خبال افتتاح كرسبي كريم (جنه الناس مو شايفين دونت بحياتهم) .. و أكيد تعرفون هبل الحريم لما فيلا مودا يسوي تنزيلات.. تذكرون ولا تبون الصور؟ ترى والله هذي مظاهر مو طبيعية! جمل “مافيها شي” و “كيفهم الناس” و “ليش معقدين السالفة؟” و “يعني الناس ما تستانس؟!” ما في مجال إن نقولها بهالمواقف و بهالوقت.

مناظر تكالب الناس على الهبات الجديدة مثل كرسبي كريم أو افتتاح أي محل جديد تبون بشنو يذكرني؟ يذكرني بشكل الشرنقات أو الدود وهو هاجم على النبته و قاعد يبلع و يبلع و يبلع و يبلع.. و اذا خلص على ورقة انتقل للثانية .. و آخر شي يتلحف و ينام ، بس الفرق إن الشرنقة لما تصحى من نومها تتحول إلى فراشة جميلة.. أما الناس اللي قاعدة تلط من هالدونت لما تصحى من النوم راح تتمغط و تدق سيارتها سلف و تدورلها مطعم جديد تجتر منه ريوقها!

الدونت مو حرام ، و التمشي بالأسواق مو حرام ، و الكشخة مو حرام ، و الآيبود مو حرام ، و النوكيا مو حرام ، و ستاربكس مو حرام ، و البرامج التلفزيونية مو حرام (مو كلها يعني) … بس لما حياة الإنسان تصير كلها دونت و أسواق و كشخة و آيبود و نوكيا و ستاربكس و تلفزيون هني يكون الحرام!! لما الله يسأل العبد عن عمره فيما أفناه و يقول بالتمشي بين المولات أو يسأله عن شبابه فيما أبلاه و يقول بأكل الدونت أو عن ماله و يقول على المسجات أو عن علمه و يقول: “ها؟! اشتغلت فيه بوظيفة حكومية” هني يكمن الخطر.

خطر حياتنا الاستهلاكية هو مو بس إن احنا قاعدين نصرف فلوسنا على كماليات مالها داعي بل بأن هالحياة قاعدة تحولنا إلى مخلوقات دودية ما عندها هدف بالحياة غير انها تستهلك و بس ، تخيلوا معاي هالموقف الواقعي.. مراهق بالصف السابع كنت أدرسه بأحد مدارس الكويت.. سألته .. شنو هدفك بالحياة؟ شنو الشي اللي تتمنى تحقيقة؟ .. تتوقعون شنو كان جوابه؟

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

قالي: “إني أشتري موستنق :)”

يا سلام 🙂 .. يا فرحة أمك فيك 🙂 .. موستنق؟!

الأدهى من هذا هو لما سألته ليش يعني موستنق؟ شنو بتفيدك الموستنق؟ جان يقولي:

.
.
.
.
.
.
.
.

جاهزين للصدمة؟

.
.
.
.
.
.
.
.

“علشان أروح فيها سوريا :)”

“سوريا؟ شتسوي بسوريا؟” سألته .. جان يضحك ضحكة خبيثة و يهز راسه و يقول : ” إيه يا استاذ.. لو تدري بسوريا و اللي فيها :)”

هذا تلميذ عمره ما يتجاوز الخمسة عشرة سنة.. هدفه بالحياة إنه بشتري موستنق و يروح فيها سوريا علشان يسوي شغلات حتى أنا ما أعرفها!! ما راح أصرخ و أقول “من المسؤول؟!!” لأن هالكلام مو مهم.. المهم هو هل نختلف نحن عن هذا الثور الصغير (الله يذكره بالخير :)) ؟ هل لدينا أهدافا و أحلاما أكبر من الموستنق؟ هل حققنا أو سعينا لتحقيق جزء منها؟ ولا اكتفينا بدوديتنا؟ ماكو شي بالنص.. اختارلك موقف.. هل انت مفيد أم إنك دودة؟

ما خلصت كلامي.. اللي جاي أقوى و أشد إيلاما لأن راح نطلع من دائرة الفاسدين إلى دائرة المفسدين! الله يكافينا و إياكم شرهم..