ثقافة الرماد

ثقافة الرماد

 

عندما أتعرض يوميا في تويتر ووسائل الإعلام العربية لسيل من الأفكار الداعية للعنف تحت مسميات مثل الكرامة والتضحية أو حتى الدفاع عن النفس فلا أستغرب، فبثقافتنا العربية نجد العنف مرتبطا بالشجاعة، وذلك يبدوا لنا جليا في الأدب والتاريخ وحتى الفن كما أوضحت في مقال نحن أبطال الجهاد، وقس على ذلك نوستالجيا البطولة العربية المتمثلة بأشعار عنترة بن شداد وقصص الزير سالم وملاحم أبو زيد الهلالي وأفلام فريد شوقي!لكي نكون واقعيين فإن كل أمة لها أبطالها “العنيفين”… لا خلاف على ذلك، لكن الفرق هو أن بقية الأمم تحاول حصر هذا العنف بزاوية الخيال الأدبي… إلا نحن! نعم تعتز كل أمة بأبطالها التاريخيين رغم دمويتهم… لكن عند دراستهم اليوم فإنهم يقدَّمون على شكل قصص وروايات وأفلام أقرب للخيال حينا… أو كدراسات أكاديمية تحلل وتفسر أسباب نجاحهم (إن كانوا قد حققو نجاحا) وتنقدها نقدا موضوعيا يظهرهم كشخصيات إنسانية تحمل الخطأ والصواب في أفعالها، فلا يقدَّمون أو تقدم بطولاتهم كمثال تربوي يحتذى بمدى العنف والدموية الذي يحتويه.

واقعيا… نحن ما زلنا نروج للعنف على أنه “حق مشروع” ولا ضير منه! مع أنه لو تبصرنا بهذه الجملة لاستوجب علينا أن نخجل من أنفسنا صراحة! بالطبع للهروب من قباحة كلمة “العنف” فإننا نجمّلها ونستبدلها باسم “المقاومة” حينا وباسم “إعلاء الحق” حينا آخر… وإلى آخره من الكلمات الداعية إلى إقصاء “الآخر” الذي لا يعجبنا لأي سبب كان، أي كأنك تقول بأنه من حقك أن تقتل وتدمر وتشعل الفتن وتثير المشاكل فقط لشعورك بأنك “مظلوم” مثلا أو تجابه الشر أو حتى تحاول إثبات موقف، بل ومن حقك مقاتلة كل من ينكر عليك “حقك” هذا!

بمحض الصدفة تاريخ كتابة هذا المقال (٣٠ يوليو ٢٠١٤) يتزامن مع الذكرى الرابعة والتسعون لميلاد فريد شوقي، نجم القوة والفتوة والعنف في الأفلام العربية القديمة!
بمحض الصدفة تاريخ كتابة هذا المقال (٣٠ يوليو ٢٠١٤) يتزامن مع الذكرى الرابعة والتسعون لميلاد فريد شوقي، نجم القوة والفتوة والعنف في الأفلام العربية الكلاسيكية!

قبل أن أبدأ بإيضاح وجهة نظري – التي قد لاتعجب الكثير من القراء – بهذه المسألة علي أولا أن أعرف المقصود بكلمة “العنف”، يعرف العنف بأنه: “سلوك يتضمن استخدام القوة المحسوسة بغرض إلحاق الأذى أو الإضرار أو قتل شخص أو شيء ما”، ويطلق العنف كذلك على القوة العاطفية أو القوة الطبيعية المدمرة (التعريفات من قاموس أوكسفورد)، من ذلك نستنتج بأن المقصود بالعنف هو فعل التدمير بحد ذاته بغض النظر عن أهدافه إن كانت شريرة أو “سامية”.

فهل نحن كأمة عربية نهتم بهذا المعنى للعنف؟ يكفي القول بأن صفحة تعريف “العنف” بالويكيبيديا العربية وقت كتابة هذا المقال هي فقرة واحدة (٤-٥ أسطر)، بينما الصفحة الإنجليزية مجرد المرور السريع عليها يصيبك بالملل لطولها! الصفحة الإنجليزية تحتوي على ١٣٢ مصدرا، بينما العربية تحوي ٤ مصادر… مكتوبة باللغة الإنجليزية!! وهذا دليل مادي بسيط على مدى اهتمام ثقافتنا العربية بمفهوم العنف.

لكي تصل فكرة العنف لمستوى القبول كما هو موجود في ثقافتنا فإنه لا بد من أنه قد تمت عملية تأسيس ثقافي متين لها، فهي فكرة ليست هينة إطلاقا، التأسيس الثقافي لديه الإمكانية بأن يربط أي معنى بأي رمز إن مورس بشكل مركز ومخطط له، حتى لو كان ذلك المعنى غير منطقي، مثال على التأسيس الثقافي – كما أقوم بشرحه لطلابي – هو معنى الألوان، الألوان بشكل عام عبارة عن رموز، حالها حال الأشكال والكلمات والمفاهيم، والرموز يمكن أن تحمل عدة معان حسب المؤثرات الثقافية (مثل اللغة، التربية، التعليم، الديانه، الظروف الاجتماعية والاقتصادية… الخ)، فلو تم تدريسك وتأكيد فكرة أن اللون الأبيض مثلا هو لون حزين منذ طفولتك فستكبر وأنت مؤمن بهذا الأمر، فإن كبرت وشاهدت عروسا ترتدي فستانا أبيض بيوم زفافها ستستغرب وتستنكر الأمر!

قس الكلام المذكور أعلاه على مفهوم العنف وربطه بالشجاعة والكرامة والنخوة ودفع الظلم كما تم تعليمنا، إن كنت مؤمنا بهذا الإرتباط فإنك لا تلام بصراحة! نحن أمة نشأنا على تلك الأفكار العنيفة وتم تأسيسنا عليها ثقافيا عن طريق التربية الأسرية والمناهج الدراسية والسرد التاريخي والإعلام وحتى الدين، شاهد معي هذا المثال الصارخ حول الكيفية التي تتم بها زراعة العنف والكراهية بنفوس أطفالنا والذي أسردت لها مقالا كاملا يحمل عنوان زراعة الكراهية كنت قد كتبته عام ٢٠٠٨:

 

 

تحدثت في المقال عن امتعاضي من الإصرار على إذاعة هذه الأغنية الكارثية تربويا على إحدى قنوات الأطفال المشهورة (قناة سبيس تونز)، وكيف أن الخطورة ليست فقط في محتواها العنيف والإقصائي… بل بمحاولة بث هذه الأفكار وتعميمها على عقول كافة المشاهدين من الأطفال، يعني كل أب أو حتى مؤسسة تربوية قد يكون لهم الحق في تنشئة أبنائهم بأي فكر يريدون مهما كان غير مقبول بالنسبة لنا، لكن المصيبة هنا هي محاولة فرض هذه التنشئة على عامة أطفال الأمة، وقد يكون ما نشاهده ونقرأه اليوم من أفكار عنيفة يطرحها شباب التويتر هي – جزئيا – ناتج لما شاهدوه وسمعوه على سبيس تونز قبل ٦ سنوات، طبعا أنا هنا لا ألوم هذه الأغنية أو هذه القناة لوحدها كسبب لفكر العنف الموجود لدينا… فتلك سذاجة! ولكن كما بينت أعلاه فإنها منظومة ثقافية متأصلة ومتجذرة لدينا تبث هذه الأفكار والمفاهيم وتجعلها جزءا منسوجا ضمن خيوط نسيجنا الثقافي.

هل معنى ذلك أننا أمة كتب عليها أن تعيش العنف والكراهية ولا أمل لها بالتغير؟

طبعا لا!

الثقافة عملية مستمرة، تغييرها يحتاج لإيمان بأهمية التغيير وإصرار على المبدأ ومجابهة شجاعة للأفكار السائدة، وحديثي في هذا المقال ليس موجها لدعاة العنف بل هو لرافضيه، أدعوهم ليرتفع صوتهم وينجلي خوفهم من الأصوات العالية المحيطة بهم… وهي أصوات مرعبة بالفعل! دعاة العنف في مجتمعاتنا لا يستسهلون ممارسة ذلك العنف على مخالفيهم وحسب… بل يستسهلونه حتى ضد مع يطرح أفكارا نابذة للعنف الذي يدعون إليه حتى لو كانوا من أبناء جلدتهم، فالداعي للسلم ولنبذ العنف بالنسبة لهم تطلق عليه صفة الذلة والخنوع والاستسلام حينا والخيانة والعمالة حينا آخر، من الأمور التي طالما أصابتني بالحيرة هي أننا كلما اشتعلت أزمة من حولنا نسعد عندما نشاهد أو نسمع أحدا من “الطرف الآخر” يعارض العنف، لكن عندما تكون المعارضة من طرفنا فتصبح محرمة! تجدنا نسارع للمشاركة بنشر صورة للمظاهرات الداعية لوقف العنف ضدنا، لكن عندما نسمع رأيا يطالب بوقف العنف من قبلنا فإننا أوتوماتيكيا نسميه صوتا انبطاحيا صهيونيا… فيالها من موازين مختلة لدينا!

من خلال ملاحظاتي على تويتر مثلا وجدت أن من يشاركونني رأيي الداعي للسلم كثر… لكنهم صامتون! على عكس الرأي السائد الآخر، أنا نفسي كنت أؤثر الصمت كلما اشتعلت الأزمات وعصفت بالأمة من حولي، فبالصمت السلامة، لكني وصلت لمرحلة لم أستطع معها الاستمرار بذات الصمت! وأنا اليوم أدعوا المسالمين الصامتين أمثالي أن يكفوا عن ذلك…

قولوا لا للعنف! لا لزراعة الكراهية!

نعم للسلام… نعم لزراعة الحُب!

قولوا نعم للعلم، للفن، للأدب، للثقافة، للتنمية، للبناء، للعلاقات الطيبة، للمعيشة الرغدة، للإنسان وحياته وحقوقه البشرية!

اقرأوا التاريخ ثانية ليس بغرض المتعة أو التغني بالأمجاد أو التحسر على الماضي، بل اقرؤوه قراءة نقدية محايدة غير متأثرة بأكاسيد الأفكار السائدة المترسبة في عقولكم، ليس كل سائد صحيح، وليس هناك معنى عالميا لكل رمز، إن أدركنا هذه الحقيقة فسنكون قد خطونا الخطوة الأولى في طريق إصلاح المفاهيم، فإن فعلنا ذلك سنجد بأن ما من أمة حققت مجدا بعنف، لم يحدث نماء وسعادة لأي شعب أثناء حرب، بجميع حروب العالم… الفائز والخاسر فيها لم يتقدم ويتحضر ويقوى ويحقق الرخاء والسعادة إلا بعد أن يتم السلام والاستقرار.

الأمر بغاية البساطة ولا يحتاج لشهادة في الفيزياء أو الفلسفة حتى ندرك بأنه إن كان معي ألف دولار فيمكنني أن أشتري بها صاروخ غراد… أو أوفر بها علاجا أو وجبات طعام أو خياما تكفي لمساعدة ألف شخص، الخيار الأول خيار العنف والثاني خيار السلام، فماذا سنختار؟

——————

شارك برأيك على تويتر من خلال الهاشتاغ:

#زراعة_الكراهية

موت المدون

موت المدون

 

قبل فترة قمت بنشر هذا الفيديو القصير على حسابي بالإنستاجرام:

 

وكتبت تعليقا عليه:

الناس لم تعد تقرأ المدونات أو أي كتابات طويلة ومفصلة، لذلك قررت السير بطريق يجاري التطور التكنولوجي/الاجتماعي الحاصل، وذلك بتحويل المقالات الثقافية والفنية والاجتماعية المطولة التي أقوم بكتابتها على مدونتي إلى فيديوات قصيرة جداً تقدم الفكرة بسرعة وبساطة بشكل أتمنى أن يكون جاذبا للجمهور. طبعا هذه الخطوة تحتاج لدعمكم ومساعدتكم وتشجيعكم لكي تنجح وتستمر.

ثم أتبعته بفيديو آخر يحمل فكرة “التفكير النقدي” تحرشت فيه بالمتابعين لكونهم بكثير من الأحيان يصدقون الكثير مما يقال لهم دون تحقق وذلك بحسن نية ولثقتهم المطلقة بمن ينقل لهم المعلومة:

ولكن، رغم كون الأمر يبدوا وكأنه نوع من السخرية من المتابعين -ويعلم الله أن ذلك ليس بقصدي- ولكن “الأرقام” التي تحدثت عنها ليست كاذبة أو مضللة!

فنعم… مدونتي -والمدونات بشكل عام- خفتت الحياة بها، الرسم البياني الذي أوردته بالفيديو يمثل التعداد الشهري لزوار الموقع من يوليو ٢٠١٠ لغاية يناير ٢٠١٤ حسب إحصاءات جوجل، فنرى العدد يتناقص من آلاف الزيارات بالشهر ليصل إلى بضع مئات، بغض النظر عن دقة الأرقام بحد ذاتها فإن التناقص في أعداد الزوار واضح وجلي.

vblogvisitchart

بالطبع فإن الأمور لا تقاس فقط بعدد الزيارات، فعدد التدوينات الشهرية يختلف من فترة لأخرى، شهري ديسمبر ٢٠١٣ ويناير ٢٠١٤ شهدا كتابة تدوينة واحدة فقط، بينما شهري يونيو ويوليو ٢٠١٠ شهدا كتابة ٧ تدوينات، وطبعا عدد الزوار بالغالب يتناسب طرديا مع نشاط المدونة.

لكن وبشكل عام فإن المقياس الأهم بالنسبة لي لمدى تفاعل الجمهور مع المدونة يتمثل في عدد التعليقات على المواضيع، فبينما أيام الزمن الجميل للمدونة كنت أستمتع بما بين ٦ إلى ١٠ تعليقات على التدوينة الواحدة يكفي القول بأن أخر تعليق حصلت عليه مواضيع المدونة كان قبل أكثر من عام!

أخر تعليق حقيقي وصل للمدونة... مند سنة وشهر تقريبا !
أخر تعليق حقيقي وصل للمدونة… مند سنة وشهر تقريبا !

طبعا حتى التعليقات تتناسب مع عدد التدوينات، ويجب كذلك الأخذ بالحسبان بأن نظام التعليقات بالمدونة كان عطلانا لفترة ما الأمر الذي ترتب إجراء إصلاحات جذرية لنظام المدونة.

طبعا داء تناقص زوار المدونات لم يصب مدونتي فقط بل هو وباء متفش لدى الكثير من المدونات بشكل عام… والمدونات الكويتية بشكل خاص، لا أملك إحصاءات دقيقة ولكن بالنظر لعدد التعليقات على بعض المدونات الكويتية المشهورة نجد بأنها اليوم “تصفر” أو عددها لا يتجاوز عدد أصابع اليد بعد أن كانت التعليقات عليها بالعشرات قبل ثلاث أو أربع أعوام.

 من الواضح أن الداء لم يصب مدونتي وحسب بل طال أشهر المدونين

سبب الوفاة؟

كما ذكرت بالفيديو الأول… الناس مالها خلق تقرى! وهذا واقع! بالسابق كانت الناس تقرأ الكتب، ثم أخذت تقرأ الجرائد والمجلات، ثم انتقلت لقراءة (والكتابة في) المنتديات، ثم أتت المدونات والتعليق عليها، بعد ذلك دخلنا في عصر الفيسبوك الذي أتاح مستوى تفاعلي أكبر وأعطى العموم حرية أكبر بالتعبير عن أنفسهم، بعد ذلك أتى التويتر وأحرفه الـ١٤٠ والإنستاجرام الذي لا يتطلب أي حروف… فقط دبل كليك لتضع اللايك! بمعنى آخر وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة “أسهل” للجمهور للمتابعة وللتفاعل من مدونة تحوي مئات أو آلاف الكلمات للقراءة وتتطلب كتابة اسم وبريد لكل مرة تحتاج أن تقول فيها “موضوع جميل… جزاك الله خير”! وبالطبع فنحن أقوام نعشق الكسل ونرحب بكل ما هو أسهل وأسرع.

أضف لذلك مسألة الكثرة العددية وفوضوية وسائل التواصل الاجتماعي التي تعطي أي شخص أيا كان منبرا يتحدث منه وينافس غيره من البشر، وذلك على خلاف نخبوية المدونات… كما سأفصل لاحقا.

تحيا المدونة

بالطبع فإنه لا داع للقول بأن قوة المدونة لا تقاس فقط بعدد زوارها ولا عدد التعليقات عليها، فالمدونة (أو المدونة المحترمة على الأقل) باستطاعتها أن تعطي أي موضوع تناقشه حقه بالدراسة والتفصيل وهذا أمر يستحيل فعله في تويتر أو الإنستاجرام أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي الحالية.

كذلك يجب التذكير بأن المدونات، كما هي الكتب والمجلات، تعتبر مؤسسات “منظمة” وتخص فئة منتخبة من الناس… أو “نخبوية” كما ذكرت أعلاه، معنى ذلك أنه رغم هيافة بعض المدونات إلى أن من يتولونها يعتبرون جزءا بسيطا من المجتمع شبه متفرغ للعمل على إثراء محتواها، على خلاف التواصل الاجتماعي المتاح لكل من يملك إيميل والذي لا يتطلب سوى أربع ضغطات على شاشة الهاتف لإيصال الرسالة، بالتالي فالمدونة تعتبر وسيلة مرعية (Curated) بشكل أكبر من الإنستاجرام وتويتر بكثير وبالتالي فإن محتواها سيكون أكثر ثراء من غيرها، أضف لذلك بأن التغريدة أو صورة الانستغرام بعد أن تظهر للناس فإنه لا مجال لمراجعتها وتعديلها، بينما التدوينة قابلة للمراجعة والتعديل والتنقيح والتحديث.

كمستخدم لتويتر، هل تذكر أول تغريدة كتبتها؟

أنا لا أذكر ما هي أولى تغريداتي (وإن كنت واثقا بأنها شيء سخيف!) ولكن أذكر بالضبط أول تدوينة لي والتي كانت بعنوان The Usual Thing:

أول تدوينة لي
أول تدوينة لي

قد لا تكون تلك التدوينة أعظم أعمالي الكتابية… لكنها على الأقل حصلت على ٩ تعليقات… أي أكثر من التعليقات التي حصلت عليها آخر ١٤ مقالة كتبتها رغم دسامتها وغزارة محتواها!!

سؤال آخر… هل تذكر التغريدات التي قمت بكتابتها وقت حدث مهم مثل مسيرة كرامة وطن قبل ما يقارب العامين؟

أنا لا أذكر تغريداتي… لكني أذكر كل كلمة كتبتها في مدونتي حول مسيرة كرامة وطن وما تلاها من أحداث ويستطيع أي قارئ أو باحث سيأتي بعد سنتين أو عشر سنين أن يقرأها ويستفيد منها كسجل تاريخي، يمكنني أن ألخص كتابات تلك الفترة بـ:

مشاهدات في كرامة وطن
إحصاء التجمعات البشرية بالطرق العلمية
مو كفو ديموقراطية!
قانون التجمعات… ببساطة

وصلت الفكرة؟

لذلك، رغم أن الإهتام الظاهري بالمدونات قد قل… ورغم أن ذلك يمكن أن يصيب أي مدون بحالة من الإحباط والحزن، ذلك لا يعني على الإطلاق بأن التدوين قد مات… إطلاقا!

عدالة سكن

20140610-190949-68989961.jpg

 

استوقفتني هذه الفقرة من تعريف موقع المؤسسة العامة للرعاية السكنية في الكويت بنفسها:

منذ منتصف القرن الماضي، وإيماناً من الدولة بضرورة توفير الرعاية السكنية للمواطنين، فقد أقرت الحكومة الكويتية سياسة توفير الوحدات السكنية المناسبة للأسر الكويتية حيث شرعت منذ 1954 بإنشاء الوحدات السكنية ببدائل مختلفة سواء بيوت حكومية، قسائم، أو شقق، ويتم توزيعها على المواطنين طبقاً لآليات وقواعد منظمة تكفل الأسس العادلة في منح تلك المساكن.

دع عنك الآن هذه المقدمة الإنشائية وخذ أهم كلمتين فيها… “الأسس العادلة“.

القضية الإسكانية تعتبر من القضايا التي أهلكت نقاشا على مدى أكثر من خمسين عاما، فهي قضية رافقت نشأة دولة الكويت الحديثة ذاتها، إن كنت سأناقشها بشكل عام على طريقة الدواوين والمسرحيات والجرائد والخطابات السياسية فإني بالتأكيد لن أقدم شيئا بطرحي ولن أؤخر، لذلك سأركز على مبدأ واحد دقيق ومركز يتعلق بهذه القضية… وهو مبدأ “العدالة” التي تباهت بها الفقرة الواردة في رأس هذا المقال.

متابعة قراءة عدالة سكن

Looking Down: Dubai (video and photo project)

Looking Up: Dubai

Think Dubai, or search it on Google, and the first images that strike you are of high-rise towers, hotels and glassy buildings. Most of the available images of Dubai are taken with the camera pointing up towards that tall tower or far towards that lovely sunset by the beach or the horizon of the desert, or selfies set in front of them. But what about the people?

عندما تبحث بجوجل أو تستحضر ذهنيا صورا لدبي فإن أول ما يتبادر إليك هي صور للأبراج الشاهقة والمجمعات الضخمة والفنادق الفارهة، غالبية التصاوير الملتقطة لدبي نجد فيها الكاميرا موجهة للأعلى تجاه ذلك المعلم أو بعيدا تجاه أفق ذلك الغروب الجميل… أو صور سيلفي مأخوذة أمام تلك الجمادات، ولكن ماذا عن البشر؟

متابعة قراءة Looking Down: Dubai (video and photo project)