أرشيف التصنيف: Life

مؤتمر جلاسجو (الجزء الأول): بين المقابر

خلال الفترة من 15 إلى 17 أبريل من عام 2010 حضرت المؤتمر السنوي السادس و الثلاثين لجمعية مؤرخي الفن البريطانية و الذي أقيم في مدينة جلاسجو الأسكتلندية ، تضمن المؤتمر العديد من الأنشطة و المحاضرات و الندوات المتعلقة بتخصص تاريخ الفن بمختلف فروعه ، هل لتاريخ الفن فروع؟ بالتأكيد.. فمثل جميع التخصصات الأكاديمية لتاريخ الفن فروع عديدة ، كثيرا ما أُسأل بعد أن أعرف بنفسي كمتخصص بتاريخ الفن عن فنون العمارة الإسلامية مثلا أو عن أعمال فان جوخ أو دافنشي.. فأتوهق! صحيح أني اطلعت بشكل أو بآخر على تلك الجوانب من تاريخ الفنون و لكني لست متخصصا بها و لا أستطيع أن أتحدث عنها ارتجالا بقدر تمكني من تخصصي الدقيق الذي يتناول الفن الحديث و المعاصر.

مؤتمر جلاسجو يتعبر أول تجاربي “المؤتمرية” التخصصية ، لم أكن أدري ماذا علي أن أتوقع رغم اطلاعي على جدول الأنشطة و الندوات و رغم وضعي لخطة المحاضرات التي تهمني في مجال بحثي الأكاديمي ، أولى فعاليات المؤتمر التي حضرتها بعد عملية التسجيل كانت رحلة إلى كاتدرائية جلاسجو ، عند الوصول إلى الكاتدرائية انقسم الحضور إلى قسم أخذ جولة لمشاهدة الجانب المعماري للكاترائية ذاتها و القسم الآخر (الذي انضممت له) توجه لمشاهدة معمار و تاريخ المقبرة القريبة من الكاتدرائية ، و قد سررت لاحقا لاختياري هذا 🙂

توصف مقبرة جلاسجو بأنها واحدة من أجمل مقابر بريطانيا نظرا لحسن تقسيمها و جمال الأضرحة الموجودة فيها بالإضافة لموقعها المرتفع على تلة تشرف على المدينة ، بنيت المقبرة خلال الربع الأول من القرن التاسع عشر في وقت كانت جلاسجو على علم بالتطورات الفنية التي تحدث في باريس و التي كانت هي عاصمة الفن و الثقافة في ذلك الوقت ، هذا العلم و الاطلاع انعكس على جمال تصميمها الذي كان يعتبر حديثا في وقته و يماشي أحدث الصرعات الفنية و المعمارية الأوروبية.

تمتاز المقبرة كذلك بأنها من أوائل المقابر “العلمانية” ، فالمقابر قبل ذلك الوقت كانت دائما ما تلحق بالكنائس و يقتصر الدفن فيها على أتباع مذهب الكنيسة ، بينما مقبرة جلاسجو كانت ذات طابع تجاري أكثر و لم تكن تتبع تيارا دينيا ، الدفن و الزيارة للمقبرة كان مفتوحا لجميع الفئات و المذاهب الدينية و بل و تحتوي على قسم مخصص للمدافن اليهودية ، بالطبع كان هناك حارس للمقبرة حتى يمنع دخول المخربين مثلا أو من يشك بنواياهم أو هيئتهم.

من الناحية الفنية و المعمارية فإن الأضرحة بنيت من قبل مجموعة من المصممين و النحاتين المحليين أشهرهم هي عائلة هاميلتون ، تتراوح هذه الأضرحة ما بين الشواهد البسيطة إلى المباني الضخمة معقدة التزيين ، يجدر القول كذلك بأن بعض الأضرحة صممت لتتماشى مع شخصية المدفون داخلها ، فمثلا نجد ضريح الفنان المسرحي جون هنري ألكساندر و هو ممثل مسرحي و صاحب مسرح جلاسجو قد أخذ شكل خشبة و ستارة قاعة مسرحية مع العناصر التي ترمز للعمل المسرحي الكوميدي و التراجيدي.

بينما ضريح الكاتب ويليام يلسون أخذ تصميما إسلاميا شرقيا و ذلك يرجع لكونه قد أستشرق [1. ستقرأ عن معنى الاستشراق كثيرا خلال المواضيع القادمة إن “شاء الله] و عشق العيش في فلسطين حيث الأرض المقدسة و ألف الكتب عنها مثل كتاب “قصص من الأرض المقدسة.



المقبرة اليوم تعتبر منتزه أو حديقة عامة ، لذلك لا تستغرب إن رأيت من يمارس رياضة الجري بين الأضرحة أو من اتخذ له مكانا مرتفعا ليستند على إحدى الشواهد مركزا نظره بالكتاب الذي يقرأه ، شخصيا… وجدت هذه المقبرة بموقعها و جوها من أجمل معالم جلاسجو على الإطلاق و استمتعت بالسير بين أركانها حاملا كاميرتي.. رغم أن “حيلي انهد” من عملية الطلوع و النزول خاصة مع دفئ جو ذلك اليوم 😛

بعد انتهاء الجولة في مقبرة جلاسجو انتقلنا لداخل الكاتدرائية لحضور محاضرة للبروفيسور جوزيف كويرنر حول أعمال الفنان الهولندي هيرينوموس بوش و الذي يعتبر من أبرز فناني عصر النهضة في شمال أوروبا ، تتميز أعمال بوش بالغرابة و ذلك لطرحه مواضيع غير مألوفة في ذلك الوقت كأشكال الوحوش و الشياطين و ربطها بالمواضيع الدينية التي تقدم في الكنائس.

تحدث البروفيسور بإيجاز عن ما هو معروف عن سيرة و حياة بوش و عن أهمية أعماله تاريخيا ، و تكلم كذلك عن رمزية أعماله و تعدد تفاسيرها ، فأعمال بوش ليست تقليدية بالمرة بالنسبة لذلك الوقت خاصة إذا ما أخذنا بالاعتبار استخداماتها الدينية داخل الكنيسة ، فأعماله كنائسية و عادة ما تناول المواضيع الدينية التقليدية كحوادث الفصح و التتويج و الميلاد و ذلك لمكانتها كوجهة للصلاة و الخشوع ، و لكن بوش عبر من خلالها عن مواضيع الخطيئة و العذاب و الجحيم و استخدم في بعضها رموزا و مشاهد تقترب من الإباحية المرفوضة عادة في الكنائس !

ركز البروفيسور على لوحة يطلق عليها اسم “حديقة المتع” و تكلم عن اختلاف التفاسير لها ، فمن الآراء المطروحة هو أن الجزء الأوسط منها يمثل نعيم الجنة بينما الأيمن يمثل عذاب جهنم و الأيسر بدأ الخليقة ، و لكن تفسيرا آخر يقول بأن بأن الجزء الأوسط ليس نعيم الجنة بل هو الخطيئة التي تستوجب حصول الواقعين فيها على عذاب جهنم ، و استدل البرفسور على ذلك من خلال الرموز الموجودة باللوحة و من خلال وضعيات الشخوص الموجودة فيها.

جدير بالذكر أن بوش و لوحة حديقة المتع كانت موضوعا لإحدى مقالاتي العلمية التي كتبتها أثناء فترة الماجستير.

يتبع

———-

المزيد من الصور مع المزيد من التفاصيل :



.

.

———-

Posting (photo project)

Posting from Moayad Hassan.

I walked to to the post box near our house with my an envelop in one hand and my iPhone in the other, and these are the results.

I shot the pictures using an app called Action 4, so no post processing. I just arranged the pictures in a slideshow using Aperture. It is really amazing what can be done with the iPhone 4 camera and photo apps!

I’m sure that you know about my Moayad on the Go project, right? It’s a long term project for which I’m only using the iPhone to shoot, edit and upload pictures on the go from my everyday walks and rides. Now I think the iPhone 4 took this project to a whole new level of quality as you can see.

————


Stuff in the Sky

فيديو يحتوي على مجموعة من الصور قمت بالتقاطها بواسطة الآيفون خلال جولة قصيرة قمت بها لصندوق البريد القريب من المنزل ، تم التقاط الصور باستخدام تطبيق أكشن 4 .. أي دون أي تعديل بواسطة الكمبيوتر ، كل ما قمت به هو صف الصور مع الموسيقى باستخدام برنامج أبرجر.

جدير بالذكر أني منذ أكثر من عام قمت بتنفيذ مشروع تصويري طويل المدى يحمل اسم Moayad on the Go ، أقوم به بتجميع الصور التي التقطها خلال جولاتي اليومية خارج المنزل بواسطة الآيفون و لا شيء غيره ، المشروع موجود على فلكر بحساب خاص على العنوان التالي :

http://www.flickr.com/photos/moayad-mob

الفئران آتية !

[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=Dnag8D3aAZk[/youtube]

لكي نكون منصفين فعلينا أن نقر بأن الفئران مظلومة ، كثيرا ما يعتقد الناس بأن الفئران تسبب الأمراض بينما هي بالحقيقة لا “تسببها” بل في بعض الأحيان “تنقلها” و الفرق بين الأمرين واضح ، فالطاعون (وهو أشهر الأمراض المرتبطة بالفئران) هو مرض تسببه بكتيريا اليرسينية و التي تنتقل إلى الفئران و الجرذان بواسطة البراغيث ، لذلك فالفئران برأيي مسكينة… اضطرتها الظروف إلى أن تعيش في بيئة و نمط حياة عرضها لكي تكون ضحية هذا المرض الخبيث لتكون وسيطا سيء السمعة ينقل لنا الطواعين دون أن يكون له الخيار في ذلك.

ليست جميع الفئران ناقلة للأمراض بشكل طبيعي ، فعلينا هنا أن لا ننسى كذلك فئران التجارب البيضاء الجميلة ، تلك الفئران “المخدّية” و المغلوبة على أمرها حالتها صعبة ! فهي تظن بأنها تعيش في أحضان الطبيعة الخلابة بينما هي بالواقع موضوعة في قفص زجاجي صغير.. تلقم الطعام تلقيما… طعام لا تدري من أين مصدره و لكنها تأكله لتعيش ، تغرز بحقن مشبوهة المحتوى أحيانا ، تضيع في متاهات مجهولة الهدف في أحيان أخرى ، فهي إذن أيضا حيوانات مسكينة حتى و إن كانت لا تحمل الأمراض.

و طبعا ليست جميع الفئران سيئة أو مسكينة ، فهناك ميكي ماوس الطيب و مايتي ماوس القوي و الفأر جيري الذي كثيرا ما يحسّر بالقط توم ، و للفئران أعداء لدودين مثل القط توم الآنف الذكر.. و محمد السنعوسي و صاحب فتوى ميكي ماوس الشهيرة ، يعني الفأر له قاعدة ثقافية عريضة في حياتنا و ليس مجرد مخلوق صغير من رتبة القوارض كما نعتقد.

هناك نوع ما من البشر يشابه في خواصه الثقافية … الفأر ، مو قصدي بهذا التشبيه الإساءة على الإطلاق… فأنا شخصيا أعتبر من هذا النوع من البشر 🙂

<white mice pet  mouse
white mice pet mouse By Joost J. Bakker IJmuiden

المدونون !

نعم.. هناك المدون الطيب و المدون البطل و المدون المشاغب ، و هناك أيضا المدون ناقل الطواعين و المدون فأر التجارب… و هذان النوعان الأخيران هما موضوع مقالي لهذا اليوم.

بدأ تفكري في الوسط التدويني الكويتي قبل بضع أسابيع عندما انتشرت بين المدونات قائمة تضم “التوب تن” بين المدونات الكويتية حسب تصنيف موقع أليكسا ، كمطور مواقع إلكترونية لي رأي في موقع أليكسا و مصداقيته و لكن ليس هذا مجال طرحه ، ما يهما هنا و ما شد انتباهي هو نوعية تلك المدونات التي يقبل عليها الكويتييون… كانت صدمة خفيفة بالنسبة لي لأني اكتشفت بأن الوضع أسوء مما كنت أتصور !

قبل أن أكمل كلامي عن تلك المدونات “التوب” و ما هو محتواها أود أن أذكر بأن الوقت مناسب الآن للاطلاع على موضوع هل أنت دودة؟ إن لم تكن قد قرأته من قبل أو كنت تحتاج لتذكره لأن الكلام القادم متعلق به بشكل مباشر و بموضوع المجتمع الإستهلاكي الذي تناولته بعدة مقالات سابقة.

المدونات صمام ذو إتجاهين ، فاتجاه المدونة يعتبر تمثيلا لإتجاه المجتمع… و في نفس الوقت فإن المدونة عامل موجه لذلك المجتمع ، يعني المدونات تعبر عن رأي المجتمع ، و المدونة قد تحمل أيضا مشعل القائد للمجتمع و المحرك له ، لذلك فإن الإطلاع على المدونات و طريقة تفكير أصحابها يعطينا مؤشرا قويا على الإتجاه الذي يسير أو سيصل إليه المجتمع ، لهذا السبب علينا أن ننظر لقائمة أشهر المدونات الكويتية بشكل جدي و ندرسها بعناية.

ما هي تلك المدونات و ما هو محتواها؟

دون الدخول بالتفصيل الممل يمكن الاطلاع على القائمة في موقع الأخ فرانكوم.

الحالة مارك

طبعا يتربع على رأس القائمة المدون الشهير مارك ، مارك هو واحد من أعرق المدونين في الكويت ، فقد بدأ التدوين منذ عام 2004 تقريبا في الوقت الذي كان غالبية الناس لا تعرف حتى معنى كلمة بلوق ، مدونته منوعة و تحتوي على الغث و السمين من المواضيع ، مواضيعه بشكل عام لا بأس بها… و لكن ذلك لا يمنعنا من أن نوجه له إصبع الإتهام باعتبار أنه هو من أشعل شرارة التدوينات الإستهلاكية ! مارك هو شاب يعشق جمع “الأشياء” و يجيد الحديث عنها ، فنجده تارة يتكلم عن كاميرة جديدة ، و عن حذاء أو مكينة حلاقة تارة أخرى ، من أشهر مواضيع مارك كذلك هي المواضيع التي قدم فيها تقييما لمطاعم شاورما الدجاج و مطاعم البرغر الكويتية و العالمية ! إستطاع مارك من خلال الشخصية و النفسية “الكوول” التي يمتلكها أن يجمع من حوله قاعدة جماهيرية شبابية عريضة ، هذه القاعدة الجماهيرية -بالإضافة لإجادته لفن التقديم- جذبت انتباه الشركات و المؤسسات التجارية التي بدأت تعي أهمية الشبكات الاجتماعية في التأثير التسويقي (أضف لذلك كون مارك متخصص في مجال التسويق و يعمل بواحدة من أكبر شركات الدعاية و الاعلان في المنطقة) ، فقامت تلك الشركات التجارية باستغلال وضعه الاجتماعي من خلال تزويده بأحدث منتجاتها و خدماتها ليقوم بالحديث عنها من خلال مدونته ، طبعا الكثير من متابعي مدونته شعروا بنوع من الغيرة و تمنوا أن يكونوا بمكانه ، فمنو يعاف إنه يحصل على معاملة خاصة و فرصة لتجربة “الأشياء” ببلاش؟

بدأت بعد ذلك المدونات بشكل عام الانتشار بالكويت و المنطقة ، و لا أعرف من هو أول من قام بعملية “الإستنساخ الماركي” و لكن ظهرت على السطح مجموعة كبيرة من المدونات ذات النفسية “الكوول” و التي تقدم -بشكل سطحي بأغلب الأحيان- عرضا لأحدث “الهبّات” في الوسط الشبابي الكويتي ، فانتشرت مواضيع الكب كيك و المجمعات و الأحذية و برامج الآي فيون و الحقائب و المطاعم و الإكسسوارات ، و ياريت إن هالمواضيع ذات طابع تحليلي مفيد… بل هي بالغالب على شكل صورة و تعليق بفقرة واحدة… أو فيديو يوتيوب و تحته سطر.. أو حتى بدون سطر ! و أنا هنا لا ألوم المدونين على هذا الطرح.. فكل حر فيما يكتب أو يقدم.. و بالنسبة لي فإن الإبتعاد عن هذه المدونات و مواضيعها الـ#### هو أفضل حل ، جل ما أستطيع أن أقدمه لهؤلاء المدونين هو نصيحة بتغيير نمط حياتهم حتى لا يتحولوا إلى مخلوقات دودية.. أو يسقطوا ضحية للطاعون -و العياذ بالله- بنشرهم للفكر الإستهلاكي بين صفوف الشباب!

المرحلة التالية في عالم المدونات -وهي الأكثر خطورة- هي مرحلة الوعي التجاري ، بالطبع فإني أستخدم كلمة “الوعي” بتحفظ لأن ذلك الوعي ليس بالضرورة أن يكون شيئا إيجابيا ! إنتبهت الشركات التجارية لمسألة التسويق الإجتماعي كما ذكرنا عند الحديث عن حالة مارك ، و لكن ما حصل مع البعض هو تحول مسألة التسويق إلى مسألة تقترب من “الرشوة” ! أستطيع أن أفهم أن تقوم وكالة سيارات مثلا بإتاحة الفرصة لمدون لتجربة سيارتهم الجديدة و الحديث عنها (هذا إن كانت المدونة متخصصة في عالم السيارات مثلا)… و لكن كيف نفسر أن يقوم دليل للمطاعم بتقديم صناديق من الشوكولاتة أو الآيسكريم للمدونين كـ”هدية”؟! ما علاقة خدمتكم بموضوع الآيسكريم؟ .. هل الشوكولاته مصنوعة بمصنع الوالد مثلا؟! و طبعا المدون المسكين لفرط سعادته بأن هناك من أعطاه ويهاً يقوم بحسن نية بزف خبر تلقيه لهذه “الهدية” السكرية و شكره و تقديره للمؤسسة الفلانية أو الموقع العلاني على بادرتهم الطيبة دون أن يعلم بأنه بحركته هذه قد تحول لفأر تجارب قد تم وخزه بإبرة لا يعلم محتواها! فهل فكر بالسبب الذي دعى تلك الجهة لتقديم تلك الهدية له شخصيا؟ هل فكر بدوافعها و بآثارها؟

Mushroom Burger

الإرهاب الغذائي

الحادثة الأخيرة و الأخطر و التي فجرت هذا الموضوع هو إقدام أحد مطاعم الوجبات السريعة على دعوة مجموعة من المدونين لتجربة منتجهم الجديد ، تسأل ما هو هذا المنتج الجديد؟ هو كارثة حقيقية !!! ففي الوقت الذي تحاصر فيه مطاعم لوجبات السريعة و يضغط عليها شعبيا و إعلاميا في سبيل محاربة ما تقدمه من سموم أثبت الأبحاث و التجارب المخبرية ضررها على الصحة العامة نجد ذلك المطعم قد استورد لنا وجبة “حصرية” من أجل أن يقدمها كهدية لنا مساهمة منه في تضييق شراييننا و توسيع كروش شبابنا! فماذا كانت ردة فعل مدونينا الأكارم؟ لا شيء سوى السمع و الطاعة و السقوط في الفخ تحت تأثير رائحة الجبنة.. المصحوبة بالهمبرغر اللذيذ… الله يزيد النعمة !

المدون مارك صريح مع من يريد التعامل معه ، فهو يشرط عليهم أن يقوم بنشر ما يعجبه من المنتجات.. أما ما لا يعجبه فإنه لا يتكلم عنه إطلاقا حتى لايخسر “الزبون” ، فهو على الأقل وضع لنفسه معيارا يقبل فيه ما يشاء و يرفض ما يشاء ، سمعت بمدونة أخرى (و هي أيضا مؤلفة كتب) قدمت لها إحدى الشركات الكبرى عرضا مغريا كي تهدي لهم بعض أعمالها… لكنها رفضت عرضهم السخي… لماذا؟ لأن تلك الشركة لها سجل غير مشرف في المجال البيئي.. و ذلك أمر يخالف مبادئ تلك المدونة !

مبادئ” .. هل سمعت بهذه الكلمة من قبل؟ المبادئ و القيم و المعايير هي ما يفرق بين الفأر الطيب البطل و الفأر ناقل الأمراض.. و فأر التجارب ، فأي نوع من تلك الفئران تود أن تكون يا عزيزي المدون؟ هل ستسقط في الفخ أم ستعيش حرا؟

والله يكافينا شر الطواعين.

الكندل الجديد: الانطباع الأولي

بعد أن أخرجت الجهاز من الصندوق حاولت أن أزيل الملصق الذي يغطي الشاشة لأبدأ باستخدامه ، لكني صدمت عندما اكتشفت أن ذلك لم يكن ملصقا مطبوعا.. بل كانت تلك هي الشاشة بالفعل !!

لم يسبق لي أن جربت أي نوع من أنواع قارئات الكتب الإلكترونية كالكندل القديم أو السوني ريدر أو النووك ، و لكني جربت القراءة من خلال الآيفون و الآي باد (على عجالة) و بالطبع على شاشة الكمبيوتر ، بالتالي لا أستطيع أن أقارن بين الكندل الجديد (2010) إلا بما جربت من قارئات.. بالإضافة للكتب الورقية طبعا.

سر روعة شاشة الكندل هو أنها لا تستخدم الإضاءة الخلفية أو الداخلية كما هو حال شاشة الكمبيوتر أو الهاتف ، بل تعتمد على الإضاءة الخارجية كحال الورق الطبيعي ، ميزة هذه التكنلوجيا هي أنه يمكن استخدامها بوضوح حتى تحت ضوء أشعة الشمس ، كما أنها مريحة للعين بشكل أكبر بكثير من الشاشات التقليدية ، و لا ننسى طبعا أنها تعطي دقة مدهشة للنصوص و للصور المعروضة.

من ناحية أخرى فإن ما يمكن أن يعاب عليها هو أن لا يمكن استخدامها بالظلام ، بالتالي ستحتاج لمصدر ضوء خارجي إن كنت من هواة القراءة في الفراش مثلي 🙂 ، يباع للكندل محفظة أو غلاف جلدي جميل يحتوي على إضاءة مدمجة تساعد على القراءة الليلية… و لكن طبعا عيب هذه المحفظة هو أن سعرها يعادل نصف سعر الكندل نفسه تقريبا ! الشاشة طبعا ليست ملونة بل مونوكروم ، أي أنها تعرض الصور و النصوص باللون الأبيض و الأسود و درجات اللون الرمادي ، بالبداية كنت أظن بأن ذلك عيبا كبيرا بالكندل إذا ما قورن بالآي باد مثلا ، و لكن بعد أن شاهدت جودة و دقة الصور ما عاد الأمر يهمني كثيرا ، فالصور تضاهي في جودتها أفخر أنواع الطباعة الصحفية و أستطيع القول بأنها أفضل حتى من جودة الصور كما أراها على شاشة كمبيوتري… و لكن بالأبيض والأسود طبعا.

تحميل الكتب للكندل عملية سهلة جدا ، بالطبع يمكنك شراء الكتب من متجر الكندل على الأمازون (عبر الكمبيوتر أو عن طريق الكندل مباشرة) ، فبعد الضغط على زر الشراء يتم تحميل الكتاب أوتوماتيكيا و لاسلكيا إلى الكندل (طبعا عليك قبل ذلك أن تربط الكندل بشبكة الوايرلس أو الثري جي) ، عملية النقل تلك لن تكلفك شيئا إذا كنت تستخدم الوايرلس.. أما إن كنت تستخدم الثري جي فقد تكلفك العملية قيمة النقل (لست متأكدا من القيمة إلى الآن) ، يمكنك كذلك تحميل الكتب عن طريق كيبل اليو أس بي ، و يمكنك أيضا إرسال الكتاب عن طريق الإيميل على شكل ملحق (attachment) إلى بريد خاص يحدد لك عندما تشتري الكندل ، جدير بالذكر أنه عند طلبك للجهاز فإنه يأتي لك معدا مسبقا و مرتبطا بنفس الحساب الذي استخدمته عند شراؤك له ، يعني لن تحتاج لأن تعدل بالإعدادات إلا إن كنت قد تلقيت الجهاز كهدية مثلا.

بالإضافة للكتب المشتراة من متجر الكندل يمكنك أيضا أن تشغل أي ملف بي دي أف PDF أو txt أو HTML أو ملفات الصور أو الـ mp3 ، و على فكرة.. يستطيع الكندل أن يقرأ لك كتبك (بالإنجليزية) بصوت جميل و واضح 🙂

لعل السؤال الأهم و الذي قد يكون هو دافعك لقراءة هذا الموضوع هنا…

هل يقرأ الكندل اللغة العربية؟

يسعدني أن أخبرك بأن الجواب هو …

نعم 🙂

قد لا تكون الكتب العربية متوفرة في الوقت الحالي على متجر الكندل ، و لكن يستطيع الكندل أن يعرض الكتابة العربية بشكل جيد بصيغة الـ PDF ، جربت الكتب المصفوفة كتابيا text و الكتب المصورة scanned و الإثنين عملا بشكل جيد و واضح ، إحدى مميزات التعامل مع كتب البي دي أف هو أنه يمكن تحويلها إلى كتب بصيغة الكندل مما يعني بأنه يمكن الاستفادة من خصائص القراءة الآلية و التحكم بحجم و شكل النص… و لكن مع الأسف عملية التحويل (من خلال تجربتي) لا تعمل بشكل جيد مع النصوص العربية إلى الآن ، ربما يتم تطوير ذلك الأمر مستقبلا ، و لكن مجرد كون الكندل يستطيع عرض كتب البي دي أف العربية هو تطور كبير و يتيح للمستخدم العربي من الاستفادة من آلاف الكتب العربية المنتشرة على الإنترنت حاليا.

يحتوي الكندل كذلك على متصفح بسيط للوب (بنسخة تجريبية كما يطلق عليها) ، و الجميل هو أن حتى المتصفح يقرأ النصوص العربية بشكل جيد… و إن كان الخط المستخدم قبيح قليلا.

ذلك هو الإنطباع الأولي الذي كونته بعد ساعات قليلة من استخدامي لجهاز الكندل الذي استلمته اليوم بعد انتظار 25 يوما من طلبي له ، حاولت من خلال هذا الموضوع أن أذكر على عجالة أهم ما شد انتباهي خلال تجربتي السريعة ، إن كان لديك سؤال أو استفسار فسأحاول الإجابة عنها إن شاء الله.

في أي زمن تعيش يا تلفزيون؟

هالني ما شاهدت على تلفزيون الكويت قبل بضع أيام !

إي والله هالني 😀

البرامج الوثائقية -خاصة العلمية منها- تعتبر من المصادر الفعالة لتوصيل المعلومة بشكل مبسط لعامة الناس ، لذلك الإهتمام بإنتاجها هام جدا و تحرص عليه شركات و مؤسسات عالمية تقوم بتسجيل و توثيق أهم و أحدث العلوم المعاصرة و التي بدورها لها في كل يوم حال ، فالبحث الذي يصدر اليوم ينشر بعده بأسبوع بحث يعدل بمعلوماته و يطور فيها.

تلفزيون الكويت عندنا -والله أعلم- فاهم الشغله غلط !

قبل ثلاث سنوات تقريبا كتبت موضوعا بعنوان التلفزيون المجتر و تكلمت فيه عن حالة الاجترار التي اجتاحت تلفزيون الكويت من فترة ليست قريبة ، كان الكلام بشكل خاص عن برنامج سهام مبارك الكلاسيكي و العدد الامحدود من الـ”كلونز” التي ظهرت من على شاكلته.

هناك فرق قد لا يدركه المعدين و مخططي البرامج في تلفزيون الكويت بين أن نعيد تقديم أغنية جميلة أو مسرحية أو برنامج منوع من برامج السبعينات أو الثمانينات و بين أن نقدم برنامجا علميا وثائقيا من عام ألف و تسعمئة و حطبة… أو حتى ألفين و حطبة!! فـ”الحطب” في عالم البرامج الوثائقية لا ينفع !

المضحك في البرنامج الذي شاهدته مؤخرا هو أن اسمه المكتوب -بكل فخر- في الزاوية العليا من شمال الشاشة هو :

بين الحاضر و المستقبل !

(علامة التعجب من عندي)

هذا مقطع من البرنامج لكي نتعرف على حاضرنا الجميل و مستقبلنا الزاهي :

[youtube width=”480″ height=”344″]http://www.youtube.com/watch?v=C4dqwRSrGpM[/youtube]

احترت و احتار دليلي… هل هذه المشاهد من الحاضر أو من المستقبل؟

رحت أطالع كمبيوتري اللي بالمكتب و لقيته ما يشبه الكمبيوتر اللي بالفيديو… أنا ما عندي فلوبي درايف و شاشتي مو مكعبة نفس الأخ البروفسور اللي بالصورة!

و الطيارة الخطيرة اللي تطلع بالأخير مو موجودة ضمن أسطول البرتش آيرويز… متى راح يدخلونها الخدمة.. ودي أركبها 🙂

الظاهر إن أملي بركوب الكونكورد راح يكون أقرب لي من أملي بإني أشوف تلفزيون الكويت لو حتى بتطور تلفزيون اليمن أو الصومال 🙂

——

تحديث:

– و هذا موضوع ذو صلة من مدونة Almost Blog :

تلفزيون الكويت – القناة الأولى … ترى وصلنا 2010